مقالات | 27 اغسطس | مأرب برس :
الكاتب / حمير العزكي :
ماالذي حدث ليلة الأمس ؟
حدث مالم يحدث على مدى ثلاث سنوات تقريبا ..
مالم يحدث منذ ثورة 21 سبتمبر 2014 ..
مالم يحدث بين طرفين جمعهما عدو مشترك ثم شراكة في مواجهة عدوان التحالف ثم تحالف سياسي رسمي لإدارة شئون البلاد !!
مالم يحدث رغم تكرار ذات الموقف مئات بل الآف المرات بمرور المواكب الرسمية والغير رسمية للطرفين من تلك النقاط الأمنية المنتشرة والمتوزعة على كل شوارع واحياء العاصمة والمدن والطرق الرئيسية والفرعية المؤدية اليها !! .
ما حدث ليلة أمس ..
كان عرضيا ولكنه لم يكن مفاجئا ..
كان عفويا ولكنه لم يكن بريئا ..
لم يكن مدبرا ولامعدا له مسبقا ولكنه أيضا لم يكن مستبعدا ولاصادما ..
وإن كانت نتائجه صادمة بكل المقاييس ..
ماحدث هو سقوط قتلى يمنيين في جبهة واحدة بنيران شقيقة ..
ثلاثة جنود أمن بواسل وضابط جيش برتبة وخبرة عاليتين ..
بين معتدي ومعتدى عليه ستكشفه التحقيقات الرسمية نشبت نار الوجع الداخلي وانهالت سحائب القلوب دمعا تعودنا ان تسوقه رياح الموت القادمة من الشمال المتأمرك المتصهين ولم يحدث أن زوبعة طائشة أثارت حتى شجنه .
بالأمس نامت أعين الشهداء ولم تنم أعين المتربصين الجبناء ،
نام الراحلون عنا بسلام ولم تنم أعين كانوا قرتها وأحلامها وآمالها من وحشة الفقد ومضاضة الالآم ،
نامت أعين العقلاء بعد أن أزيحت عتمة القلق برؤية رماد الفتنة تذروه التهدئة ولم ينم زبانية الفتنة المجهدون بإشعالها و المهووسون بتطاير شررها …
بالأمس شعر من تبقى لدى أقلامهم شعور بتأثير حروفهم الهادفة والعابثة .. الناقدة و الحاقدة .. الصامدة والهامدة .. البناءة والمنذورة للإساءة .. الموهنة للعزائم و المشوهة للتضحيات والمواقف …
بالأمس كان الدم اختبار لكل كاتب ومتحدث وما زرعه بقلمه وما سقاه بفمه من تحريض مكثف انبت نفورا و تحفيز مضاد أثمر حماسا .
ماحدث ليلة امس ..
في لحظة انفعال حجبت دهرا من العقل .. وفي غضون ساعات قليلة .. لم يكن وليد ساعته ولا ابن لحظته ..
وإنما نتيجة طبيعية لمايزيد على العام من حملات التثبيط والإشغال والالهاء وما قابلها من حملات الإستنهاض والتعبئة والتحفيز …
ومايزيد على العام والنصف من حملات التشوية والتحريض وحملات الدفاع المستنفرة ضدها …
واللواتي خلقن جوا أعلاميا مشحونا بالتوتر والحساسية المفرطة سادت في جانب من ضبابية متعمدة ..،
مما أدى الى حالة احتقان سياسي انتقلت عدواه سريعا فتحول الى احتقان شعبي نتيجة بعض القرارات السياسية بخطوات وأنشطة حزبية خاطئة التوقيت والتوجية .. ربما أريد لها ان تكون خاطئة من لحظات دراستها قبل إقرارها .
واليوم أمام الجميع في يمن الثبات والانتصار والصمود .. في جبهة التحدي والتصدي .. مسؤولية أن يحولوا التحدي الى فرصة .. وان يجعلوا نقطة الدم الواحدة الى نقطة تحول مصيرية الى مزيد من التعاون والتنسيق والتكامل في مواجهة العدوان .. ضاربين عرض الحائط بكل الاقلام المعتوهة والموبوءة مهما بلغت مكانتها وصداها .. سائلين بإصرار ووعي .. هل هذا يكفي ؟؟!!
زر الذهاب إلى الأعلى