قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ: في الحرب القادمة سنُدمّر لبنان عن بكرة أبيه ولسنا قادرين على حماية العمق والمُواطنين من صواريخ حزب الله

متابعات | 17 اغسطس | مأرب :

بعد أكثر من أربعين عامًا في الجيش، وخمس سنوات كقائد لسلاح الجو أنهى الجنرال أمير إيشيل، خدمته العسكريّة، وبهذه المُناسبة منح لقاءً خاصًّا للقناة الثانية في التلفزيون العبريّ، أطلق من خلالها التهديدات بتدمير لبنان وإعادته مئات السنوات إلى الوراء، ولكن بالمُقابل، وفي معرض ردّه على سؤالٍ، اعترف الجنرال إيشيل بأنّ إسرائيل أعجز وأوهن عن حماية عمق الدولة العبريّة، من أقصى الشمال حتى أقصى الجنب مرورًا بالمركز، من صواريخ حزب الله، علمًا أنّه وفق تقديرات تل أبيب فإنّ الحزب يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ، وأنّ كلّ بقعة في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ المُقاومة.

علاوةً على ذلك، زعم إيشيل أنّ سلاح الجوّ يمتلك اليوم قدرات هجوميّة، لم تكُن لديه في حرب لبنان الثانية في العام 2006، مؤكّدًا على أنّ تل أبيب ستسعى في الأيّام الأولى من الحرب بإنزال ضرباتٍ قاسيةٍ جدًا بكلّ لبنان، في محاولةٍ لإحراز نصر، ولكنّه امتنع عن القول إنّ سلاح الجوّ قادرٌ على حسم المعركة.

 

بالإضافة إلى ذلك، أقّر الجنرال بأنّ منظومات الدفاع التي يملكها الجيش ستُدفع للدفاع عن الأماكن الحساسّة والإستراتيجيّة عسكريًا، مُوضحًا أنّ الجيش لا يقدر على منح سكّان الدولة العبريّة الحماية من صواريخ حزب الله، بكلماتٍ أخرى، يُستشّف من تصريحاته بأنّ الحرب القادمة ستكون تدميريّةً: إسرائيل ستقوم بتدمير لبنان، ومن الجهة المُقابلة ستتعرّض الدولة العبريّة إلى هجومٍ واسع النطاق من صواريخ حزب الله، دون أنْ تتمكّن من منح الحماية للمواطنين.

 

ويجب التذكير أنّه قبل أربع سنوات بالتمام والكمال، أيْ في العام 2013، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة أنّ أيشيل، تطرّق لأول مرّة لإمكانية تلقي منظمة حزب الله اللبنانية أسلحة كيماوية. ونقلت عنه الصحيفة قوله ، في مؤتمر الفضاء المنعقد في هرتسليا ، إنّ الدولة السوريّة تتحطم، وفيها ترسانة عسكرية هائلة جدًا، وقسم لا يُستهان به من هذه الأسلحة هو من المتطور جدًا، وأيضًا تمتلك أسلحة غير تقليدية.

 

 

أمّا بالنسبة لتهديدات الأمنية المحدقة بالدولة العبرية فقال الجنرال أيشيل، إنّ الخطر الرئيسي هو ضرب العمق الإسرائيليّ بصواريخ أرض أرض طويلة المدى، طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية وأسلحة غير تقليدية، على حدّ قوله.

 

وتابع: إذا قام حزب الله، الذي خاضت إسرائيل حربًا دامية ضده في 2006، بإشعال فتيل حرب أخرى، فإنّ لبنان، كما قال، سيمرّ في تجربة لا يمكنها تصور أبعادها، ولفت إلى أنّه لا يرغب بأنْ يكون محل أي لبنانيّ، على حدّ تعبيره.

 

الجنرال إيشيل، تحدّث أيضًا عن أولوياته وانشغالاته، عندما قال خلال تصريحات حول ميزانية الأمن إنّ إسرائيل قد تضطر إلى إرسال طائرات حربيّة إلى طهران خلال فترةٍ قصيرةٍ جدًا، على حدّ تعبيره. وفي معرض حديثه عن ضرورة قيام الحكومة بتخصيص أموال إضافيّة للقوات المسلحة، قال إيشيل إنّه لا يوجد أي أحد في هذه الغرفة على استعداد أنْ يستقل سيارة قديمة مثل طائراتنا، أنا أقول لكم، لا أحد. في الأمس كانت هذه الطائرات في غزة، وغدًا قد نرسلها إلى طهران، على حدّ قوله.

 

ولفت موقع (تايمز أوف إزرائيل)، الذي أورد النبأ إلى أنّه لم يتم إطلاق هذه التصريحات بلهجة تهديد، ولكن كتصريح عن مهمة محتلمة قد تطلب تحديثًا في المعدات، على حدّ قوله.

 

على صلةٍ بما سلف، نقل موقع (WALLA) الإسرائيليّ عن الجنرال ايشل، قوله في كلمة ألقاها بالكلية العسكرية في تل أبيب، إنّ سلاح الجو، من وجهة نظري، بات اليوم في موقع آخر وبحالة ممتازة جدًا، والعدو أيضًا تغيّر بصورة جوهرية، لكن إذا تغاضينا عن الأسلحة غير التقليدية، أيْ إيران، فلا أعتقد أننا في وضع تهديد وجودي.

 

مع ذلك، أكّد الجنرال إيشيل، الذي وافق على البقاء في منصبه لمدّة عامٍ آخرٍ، انتهت قبل أيّام، على أنّ الحقيقة التي يجب أنْ يُدركها الإسرائيليون جيدًا، أن مدى صواريخ أرض – جو بيد الأعداء، التي تهدد طائرات سلاح الجو، قد تراكم بكثرة، وشدّدّ أيضًا على أنّه بات مُقتنعًا بأنّ قواعد سلاح الجو هي الهدف رقم واحد لحزب الله، في اللحظة التي ستندلع فيها المواجهة المقبلة، حسبما قال.

 

عصارة الكلام: من خلال تصريحات الجنرال إيشيل يُمكن التوصّل إلى نتيجةٍ حتميّةٍ بأنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ لا يمتلك القدرة على حسم المعركة، وذلك على الرغم من أنّه السلاح الأقوى في المنطقة، إنْ لم يكُن عالميًا أيضًا، فحرب لبنان الثانيّة استمرّت 34 يومًا دون أنْ تنتهي بحسمٍ عسكريٍّ، في حين أنّ العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ على قطاع غزّة في صيف العام 2014 استمرّ 51 يومًا، وبقيت المقاومة الفلسطينيّة تُطلق الصواريخ حتى الإعلان النهائيّ عن وقف إطلاق النار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى