الرحيل.. الرحيل.. الرحيل
مقالات | 7 اغسطس | مأرب برس :
الكاتب/ علي المؤيدي :
كما تعلمون يا بني سعود، وكما يعلم القارئ الكريم، أن الدولَ والمماليك كالأشخاص مرحلة الجنين، ومرحلة الطفولة، ومرحلة الشباب، ومرحلة الشيخوخة، ثم الاحتضار ثم الموت لقد أَصْبَحت مملكتكم في مرحلة الاحتضار غير قادرة على حكم المناطق الآتي كنتم تحكمونها (نجد والحجاز وما جاورهما) وبعلمكم يا بني سعود أن دولتَكم في حكم المحتضر من السبعينيات من بعد اغتيال الملك فيصل الرجل الوطني المسلم الذي رفض تسليم قراره إلى الاستخبارات الأمريكية، ولكن الملوك الذي جاءوا من بعده هم من سلّموا أنفسهم وقراراتهم وثروتهم إلى يد غيرهم، وأنا لا أقول لكم الرحيل إلى الحياة البرزخية، فالحياة والموت بيد الله تعالى قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ”، ولكن أقول لكم الرحيل من قصور الأمة في الأرض نجد والحجاز إلى قصوركم التي بنيتموها في واشنطن ولوس انجلس وغيرهما.
كان العرب والمسلمون يأملون فيكم يا بني سعود أن تستخدموا ثروتكم للنهضة بالأمة العربية والإسلامية، ولكن وللأسف الشديد استخدمتموها لإذلال الأمة العربية والإسلامية وإذلالكم بالدرجة الأولى، فأَصْبَحتم لا تملكون ثروة أَوْ قرارا سياسيا أَوْ اقتصاديا أَوْ اجتماعيا، ولكن أَصْبَحتم أَدَوَاتٍ من أَدَوَات البيت الأبيض تعملون ما يريده البيت الأبيض في أنفسكم وفي أمتكم العربية والإسلامية، فقد قضيتم على تكنولوجية العراق وسوريا، وها أنتم دخلتم في حرب عبثية مع جارتكم اليمن، تقتلون الأطفال والنساء وتحطمون البنية التحتية للشعب اليمني.
وأخيراً وصل التآمر إليكم أنفسكم، الأسرة المالكة، وما الخلاف الدائر داخل الاسرة المالكة إلا دليل واضح على نهاية مملكتكم، وأخوكم ترامب طلع أشطر منكم، وهو من سيقضي على مملكتكم، بدءاً بنهب ثروتكم 660 مليار دولار بآخر زيارة له وبمحض إرادتكم، فماذا بقي معكم إلا الرحيل والعيش تحت الإذلال والعبودية في قصوركم في بلاد غيركم.
وصدقوني أن الاعتداءَ على الشعب اليمني بقتل نسائه وأطفاله وهدم بُنيته التحتية من طرق ومنشآت حيوية سيجعل اليمنيين كُلّ اليمنيين يتوجهون إلى جبهات القتال والزحف إلى قصوركم، وحتى اليمنيون الذين يقاتلون في صفكم ستتغير مواقفهم قريباً؛ لأنهم غير راضين بضرب بلادهم وقتل النساء والأطفال وهدم المنشآت.
نعم.. يتوحد اليمنيون قريباً وينسون خلافاتهم وسيتوجه الكل بالزحف إلى قصوركم الفاخرة، ولا تركنوا على مَن يقاتل باسمكم من بلاك ووتر وغيرهم أنهم سيقاتلون بجد كما يقاتل اليمنيون؛ دفاعاً على وطنهم وعن أنفسهم بكل بسالة؛ ولأن من يقاتل على نفسه ووطنه وعرضه غير المقاتل من أجل مكسب مادي؛ ولأنه في موقف الدفاع سينال الشهادة وجزاؤه الجنة، أما قتلاكم سيدخلون النار؛ لأنهم في حكم المعتدى لقول الرسول (ص): من قاتل وقتل على عقال بغيره سيدخل الجنة.. ما بالكم من يقاتل على كُلّ هذه الدماء التي تُسفك والجثث التي تسقط والأرض التي تخرب.
فنصيحتي لكم ونصيحة على عربي ومسلم حُرّ الرحيلُ بمحض إرادتكم وكفاية سفك دماء، فدولتكم انتهت انتهت انتهت، وقد انتهت من قبل دولٌ كثيرة، فمثلاً لقد حكم الاميون 92 سنة وحكم العباسيون 58 سنة وحكمت الاقطاعية العثمانية التي هي أول دولة اعترفت بدولة “إسرائيل” أكثر من 70 سنة، وعليكم أن تسلّموا بالواقع المرير، ولكن هذه سُنة الله في خلقه، وسلامٌ على كُلّ شخص رجلاً أَوْ امرأة أَوْ شابًّا في الأسرة المالكة يعارض الحرب والاعتداء على اليمن واليمنيين.