دير الزور: هل هي نهاية “داعش”؟
مقالات | 7 اغسطس | مأربر برس :
خيام الزعبي / العالم الجديد :
سقط الرهان، أسقطه السوريون بعدما انكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في دول المنطقة من مجازر ودمار، وواهم من يعتقد أنه له مكان في بلدنا الغالي “سورية” رغم اشتداد الهجمة عليه، لأن الجيش السوري لهم بالمرصاد، ويحقق إنتصارات كبيرة على أرض الواقع، وهذه الانتصارات صدمت الغرب وحلفاؤهم من العرب الذين تفاجأوا بقوة الدولة السورية على الصمود والثبات.
يواصل الجيش السوري التقدم بخطوات مدروسة نحو دير الزور، وإستطاع فتح أبواب هذه المحافظة عبر حدودها الإدارية مع الرقّة، و تابع الجيش وحلفاؤه تحركهم شرقاً في محاذاة وادي الفرات، وسيطروا على عدد من المناطق الواقعة جنوب بلدة معدان، بينها تل التراب ووادي الخرايج ووادي حميمة، في موازاة ذلك، سيطر الجيش على عدد من القرى التابعة لناحية السبخة، في محاذاة وادي النهر، من بينها غانم العلي والرابية والجبلي، ليبقى “داعش” موجوداً ضمن شريط ضيق ملاصق للنهر ومفتوح نحو معدان شرقاً، وعلى المحور الآخر قام الجيش بخطوة هامة لإنهاء فصل “داعش” للمطار والمدينة، عبر حفر نفق من شأنه قطع طريق إمداد التنظيم من غرب الثردة نحو نقاطه في منطقة المقابر، في موازاة تغطية نارية تؤمنها نقاط الجيش غرب المطار، ويعيش تنظيم “داعش” منذ عدة اسابيع حالة من التخبط والانهيار ظهرت في فرار المئات من إرهابييه بعضهم من المتزعمين وذلك على وقع إنتصارات الجيش السوري المتلاحقة بريف الرقة الشرقي وريف دير الزور الجنوبي الغربي الذي يشهد انتفاضة اهلية منذ عدة أسابيع ضد التنظيم ومجموعاته الإرهابية.
لو دققنا بالنظر جيداً لوصلنا الى حقيقة وهي أن آخر معارك “داعش” سوف تكون في دير الزور وسوف يتم القضاء عليها وينتهي معها مشروع التفتيت الغربي الصهيوني لسورية الموكل به “داعش” وزمرتها خاصة بعدما لحق بالدواعش من هزائم ساحقة في مختلف المناطق السورية مثل حلب وحمص والرقة، وأيضاً مع تحقيق الجيش السوري انتصارات ميدانية كبيرة في البادية السورية، لذلك تجد أمريكا و “إسرائيل” نفسيهما أمام مأزق كبير في مواصلة الحرب على سورية، فبعد اكثر من سبع سنوات من بداية إعلان حربها على سورية، لم تستطيع واشنطن وذيولها الانتصار النهائي في هذه الحرب الشرسة وحسمها، وبرغم أن أمريكا تعاونت الى أبعد الحدود مع الجماعات المتطرفة في إعطائها السلاح والوقت الكافي لكي تقوم بعملية الحسم لهذه الحرب، إلا أنها لم تستطع إنهاء الحرب لصالحها، وفشلت في الانتصار على خصومها السوريين، فلم تستطيع أن تصد التقدم للجيش السوري في مختلف المناطق ولم تستطيع هذه الجماعات أن تستعيد مواقعها التي خسرتها هناك بالرغم من عشرات المحاولات الهجومية وتدفق المزيد من المقاتلين الأجانب والأسلحة إليها.
إننا ـ بالفعل ـ في سورية مقبلون على معركة كبرى.. حينما تجتمع علينا كل قوى الغدر والشر والعدوان.. هي معركة مصير.. وحرب فاصلة سيكون لنا النصر فيها.. لتكون دير الزور في هذه المعركة المقبلة هي فعلاً مقبرة الدواعش ونهاية مشروع التفتيت الصهيوني لسورية، وفي إطار ذلك فإن الصدمة التي تلقتها واشنطن بصمود سورية وقدرتها على مواجهة أطماعها أفقدتها توازنها، وسعت وراء كسب المزيد من الوقت لتعيد ترتيب أوراقها في المنطقة، ويبدو أنها في طريقها إلى إدراك أن مشروعها الذي إعتمدت فيه على تنظيم “داعش” والتنظيمات المسلحة الأخرى الذي أوجدتها قد انتهى أمرها.
مجملاً.. إننا اليوم أمام مشهد الانتصارات الاستراتيجية التي يحققها الجيش السوري في المحافظات السورية، فإدعاءات ترامب وحلفاؤه بطول مدة الحرب الى عدة سنوات أسقطها السوريون بعد تحرير مناطق كانت تحت سيطرة “داعش” وسحقهم بأقدام سورية، وقلبت الطاولة على الأمريكيين بما عليها من إستراتيجيات ومخططات، ويمكن تلمس ذلك من خلال القلق الذي تشعر به أمريكا وحلفاؤها، إزاء التطورات في سورية، وهي التي كانت تعتبر خيوط اللعبة في هذا البلد بيدها تديرها كيف تشاء، فإذا بالسوريين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرون على هزيمة “داعش” ومن يقف وراءها، ويبرهنوا إنهم قادرون على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة وسحقها في كل المناطق السورية.
باختصار شديد.. يمكنني القول إن اللعبة قد انتهت بالنسبة لأدوات أمريكا في سورية بعد أن قرر الجيش السوري وحلفاؤه قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، وبذلك أسقط الرهان على إسقاط سورية وغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها، كل ذلك يؤكد بان خطاب النصر النهائي بات قريباً، وأن معارك “داعش” تشارف على نهاياتها.