هم الباسقون السمر… للشاعرة العراقية إسراء العكراوي
أدب وشعر | 13 يوليو | مأرب برس :
هم الباسقون السمر
……..
أَضِــفْ لُـغَـةً أُخْــرَى، لِـتَـجْهَرَ بِـالْمَعنى
فَـكُلُّ حُـروفِ الـوَصْفِ قَـدْ صَـمَتَتْ وَهْنا
عَـدَتْ خَـلْفَ مَـنْ هَـبُّوا فَـأَبْطَلَ سَـعيَهَا
رِجَــالٌ يَــرَونَ الـمَـوْتَ أَصَـغَـرَهُمْ سِـنَّـا
وكَـانَـتْ جُـحُـورُ الـغَـدَرِ تَـنْـفُثُ سُـمَّـهَا
شَــرارَاً عَـقِـيْمَاً يُـحْـرِقُ الـوَرْدَ والـغُصْنا
صَـبَـرْنَا عَـلَـى دَوَّامَــةِ الْـمَـوْتِ، والـدما
تَـسيْلُ، وَكَـانَ الصَّبْرُ شِيمَتنَا الحُسْنَى
وَكَـــانَ بَــيَـانُ الـحِـلَـمِ أَجْـــدَرَ حِـكْـمَةً
صَـمَتْنَا، فَـظَنَّ الـنَّاسُ مِـنْ حِـلمِنَا مُـتْنا
وَقُــلْـنَـا: لَــعَــلَّ الــمَـاءَ يَــرْجِـعُ بَـيْـنـنَا
فُـرَاتَـاً، لَـعَـلَّ الـمِـلْحَ فِــي خُـبْـزِنَا حَـنَّا
فَــجَـاءَتْ الِـيْـنَـا دَجْــلَـةٌ فِـــي ثِـيَـابِـهَا
دِمَـانَـا، وَفِــي صـرْخـاتها تَـطْلَبُ الـعوْنا
بِـأحْـشَـائِـهَا ألْــفَا شَـهِـيـدٍ تَـزِفُّـهُـمْ
ضَـحَـايَا بِـكَـفِّ الـجُرْفِ مِـنْ دَمِـهِمْ حِـنَّا
هُــنــاكَ كَــفَـرنَـا بِـالـحَـيَـاةِ وَبِـالْـمُـنَـى
فَــلَـمَّـا تَــــرَاءَتْ آيَـــةُ الـحَـشْـدِ آمــنَّـا
هُـبُـوب الـرِّيَـاحِ الـسّـودِ كَـانَ هُـبُوبُهُمْ
فَــلَـمْ تُــبْـقِ لِـلْـبَاغِي مَــلَاَذًا وَلَا رُكْـنَـا
هُـمُ الـشّمُّ مِـنْ طِينِ العِرَاقِ جِبَاههُمْ
وَأَصْــوَاتُـهُـمْ قِــيـثـارهُ أَطــلَـقَ الـلَّـحْـنا
هَــمُّ الْـباسِقُونَ الـسُّمْرُ، كُـلُّ رَصـاصَةٍ
بِـرَشَّـاشِـهِمْ خَـيْـطٌ يُـحَـوكُ لَـنَـا الْأَمْـنَـا
رَأَوْا كُـلَّ شَـيْءٍ فَـادَّعَى الْـمَاءُ روحَهُمْ
إِذِ اِنْـتَـفَضُوا وَالـكَـوْن مِـنْ خَـلْفِهمْ غَـنَّا
أَسَـاطـيرُ هَــذَا الـعَـصْرِ، آيــاتُ صَـحْـوِهِ
إذاَ أُوقِــــدَتْ نَــــارٌ تَــبَـدّوا لَــهَـا مُــزْنَـا
تَــلَاَمِـيـذُ عَــاشُــورَاءَ أربــــابُ حُــزْنِـهَـا
يـــرَونَ الْـمَـنَـايَا بَــابَ (يــا لَـيْـتنَا كُـنَّـا)
فَـفِـي كُــلِّ شِـبْـرٍ مَــنْ دِمَـاهُـمْ بَـقيَّةٌ
تُــذَكِّـرُ أنَّ الـمـهْـرَ لِـــلْأَرْضِ أَنْ نَـفْـنَى
وجـــاءُوا بِـهَـا مِــنْ بَـعْـدِ أسْــرٍ عَـزِيـزَةً
قُـرانَـا عَــرُوسٌ أبـدَلُـوا حُـزَنَـهَا حُـسْـنَا
يَــزِفُّـونَ نَــصْـرَاً بَــعْـدَ نَــصْـرٍ، خُـطـاهُمُ
مَــدَارَاتُ رعْـبٍ تَـسْحَقُ الْـغَدرَ والـجُبنا
سَـوَاعِـدُهُمْ تُـوهِـيْ الْـحَـديدَ إذا رَمَـوْا
يُــنَـادُونَ (يـــا زَهْـــرَاءُ) فـلْـتَقْبَليْ مِـنَّـا
فَـــقَـــدْ رَوتِ الْـــجَـــدَّاتُ أَنَّ بِــبَــابِـهَـا
عُــتَــاةً وَلَا أنْــصــارَ فَـاحْـتَـرَقَـتْ حُــزْنَـا
فَــــلَا تَــبْـرَحُـوا الأبــــوابَ إِنَّ عَــدُوَّهَـا
سَـيَـأْتِي جَـديـدَاً يَـقْصِدُ الْـعين والمتنا
عُــهُــودٌ غَــذَتْـهَـا الـطَّـيـبَـاتُ حَـلِـيـبَهَا
وألْفَتْ عَلَى مَجْرَى الْعُرُوقِ لَهَا سكنَى
عَــلَـى كُـــلِّ نَــجْـمٍ صُـــورَةٌ لِـمُـقـاتلٍ
تُـمِيطُ غـبَارَ الـحُزْنِ عَـنْ لَـيْلِنَا الْمُضْنَى
وَأَحْـدَاقُـهُـمْ فِـــي كُــلِّ شِـبْـرٍ تَـمِـيمَةٌ
وَإِنْ رَحَـلُـوا تَـبـقى انـتـصاراتُهمْ حِـصْـنا