معهد “كريتيكال ثريتس” الأمريكي: هادي يفتقر إلى الشرعية ويعمل مع القاعدة في مناطق يمنية
متابعات | 10 يوليو | مأرب برس :
أكدت مديرة دائرة البحوث في معهد “كريتيكال ثريتس” الامريكي للدراسات والتحليلات المعمقة والاستخباراتية، كاثرين زيمرمان، في حديث صحفي لصحيفة “اليمن اليوم” العدد الصادر الأحد 9 يوليو/تموز 2017، ان هادي ليس شريكاً جيداً في مكافحة الإرهاب، ولا يقاتل القاعدة وداعش، بل إنه يعمل بشكل ضمني مع القاعدة في بعض المناطق، فضلاً عن أنه يفتقر إلى الشرعية حتى بين أولئك اليمنيين المنحازين معه ضد الحوثيين.
انضمت الباحثة الأمريكية كاثرين زيمرمان إلى قائمة طويلة من الباحثين والسياسيين الغربيين الذين حذروا الولايات المتحدة من مغبة الاستمرار في دعم التحالف السعودي والذي يشن حرباً على اليمن منذ عامين ونيف، مؤكدين أن الحملة الجوية المكثفة لم تحقق سوى أكبر كارثة إنسانية في العالم، وتمكين تنظيمي القاعدة وداعش.. وتقديم خدمات مجانية لإيران.
في هذا السياق، أكدت الباحثة الأمريكية كاثرين زيمرمان في حديث صحفي لصحيفة “اليمن اليوم” عبر البريد الإلكتروني أن الولايات المتحدة تحتاج لقيادة الجهود الرامية لإنهاء الحرب لمنع المزيد من المكاسب التي يجنيها خصومها، مؤكدة أن “استمرار الحرب في اليمن يعني المزيد من الضحايا المدنيين وتفشي الأمراض، مثل وباء الكوليرا والذي تفشى مؤخراً بشكل سريع، وستخدم فقط خصوم الولايات المتحدة؛ تنظيم القاعدة وإيران.
ولفتت زيمرمان وهي باحثة متخصصة بشؤون القاعدة في جزيرة العرب، إلى وصول الحرب في اليمن إلى طريق مسدود، والأضرار الجسيمة التي ألحقها ويلحقها التحالف السعودي المدعوم أمريكياً بحق المدنيين قائلة: يجب على الولايات المتحدة أن تحاول وضع استراتيجية التحالف بقيادة السعودية في اليمن بشكل أفضل لتحقيق التأثيرات الاستراتيجية ضد تحالف الحوثي/ صالح من خلال عمليات عسكرية محدودة بدلا من الحملات التي تكون عقابية على حد سواء بالنسبة للسكان، كما يجب على الولايات المتحدة أيضا أن تعمل على تسهيل حل النزاعات المحلية، وخاصة في أماكن مثل البيضاء وتعز، حيث تمكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من تعزيز نفوذه.
وتابعت: يجب أن يكون الدعم لإعادة توجيه الحملة الجوية لتحقيق الآثار الاستراتيجية بدلا من ترويع السكان لإجبارهم على الخضوع.
وذكرت أن الولايات المتحدة “تقدم دعماً لوجيستياً ومخابراتياً محدوداً للتحالف الذي تقوده السعودية، والذي لم يتغير بشكل كبير في ظل إدارة ترامب، لكن المطلوب الآن إعادة توجيه الحملة الجوية لتفادي المدنيين”. محذرة الإدارة الأمريكية من مغبة الاستمرار في ارتكاب مجازر بحق المدنيين “الحصيلة العالية من الضحايا المدنيين، وتسييس التحالف وشركائه اليمنيين للمساعدات الإنسانية والاقتصاد، سيعزل السكان تماما عن التحالف وشركائه. أصبح التحالف برمته دولة منبوذة في نظر المجتمع الدولي في سعيها نحو تحقيق هذه الأساليب غير الفعالة، مما يقلل من استعداد المجتمع لدعم جهودها”.
وأضافت: “لم تتغير العمليات البرية للتحالف الذي تقوده السعودية في الخطوط الأمامية في الحرب على مدى العام الماضي. كما أن استراتيجية التحالف كانت مدمرة للسكان بكل تاكيد. وخطط التحالف بالهجوم على ميناء الحديدة -الذي يعتبر شريان الحياة في البلاد – سوف تؤدي بكل تأكيد إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية”.
وإذ ترى زيمرمان حاجة حكومة بلادها لقيادة الجهود الرامية لإنهاء الحرب لمنع المزيد من المكاسب التي يجنيها خصومها، لكنها تشدد على أن يكون إنهاء الحرب بشروط مقبولة للولايات المتحدة قائلة: “يتطلب من الولايات المتحدة الضغط على الحوثيين لقبول عروض معقولة في المفاوضات، والسلام في نهاية المطاف، يجب على أمريكا الدفع بشركائها للتركيز على هزيمة القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش، بدلا من إبرام صفقات مؤقتة معهم لدعمهم ضد الحوثيين وصالح كما فعل هادي في وسط اليمن، أو ببساطة تجاهل وجودهم على أرض المعركة. كما على الولايات المتحدة أيضاً، بذل مزيد من الجهود للتوصل لحلول العديد من الصراعات المحلية المتجاهلة، التي تسرع من انهيار أي تسوية على المستوى الوطني. وينبغي أيضاً على الولايات المتحدة الضغط على السعوديين للتخلي عن الشروط الحالية وإسقاط قرار مجلس الأمن الدولي 2216 قبل البدء بالمفاوضات”.
وعن ردها على سؤال الصحيفة حول مشاركة تنظيم القاعدة في صفوف القوات الموالية للتحالف قالت زيمرمان: “تنظيم القاعدة استفاد من الحرب الحالية، واستمر في القتال إلى جانب الميليشيات المحلية في مقدمة الصفوف الأمامية ضد تحالف الحوثي–صالح، كما يحتفظ تنظيم داعش هو الآخر ببصمة صغيرة، ويمكنه التوسع”.
زيمرمان عادت قليلاً إلى الوراء وتحديداً إلى الفترة الانتقالية 2012 – 2014، وما شهدته من حرب على الإرهاب مؤكدة أن حملة الرئيس الانتقالي حينها عبدربه منصور هادي كانت بلا أي قيمة.
وقالت: “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ولا سيما أمير التنظيم الراحل ناصر الوحيشي رأى أهمية الاستفادة من انهيار نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ووجد في ذلك فرصته السانحة لبناء إمارة إسلامية في اليمن”.
موضحة: “أدت الزيادة في عمليات مكافحة الإرهاب بعد (الربيع العربي) إلى إضعاف القاعدة في جزيرة العرب بشكل مؤقت. لكن انتصارات الجيش اليمني في عهد عبد ربه منصور هادي ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية عام 2012 كانت جوفاء، مما سمح للتنظيم بالتوسع كما انحرف اهتمام هادي في مكان آخر”.
وتابعت: “هادي ليس شريكاً جيداً في مكافحة الإرهاب، ولا يقاتل القاعدة وداعش، بل إنه يعمل بشكل ضمني مع القاعدة في بعض المناطق، فضلاً عن أنه يفتقر إلى الشرعية حتى بين أولئك اليمنيين المنحازين معه ضد الحوثيين”.
وعن التصعيد الأمريكي من خلال تكثيف القصف الجوي من طائرات الدورنز، قالت الباحثة الأمريكية كاثرين زيمرمان:”تنفذ الولايات المتحدة عمليات مباشرة، ولا سيما ضربات الطائرات بدون طيار لتحطيم قيادة الجماعة وتعطيل أنشطتها، وكان لهذه الضربات آثار محددة ومؤقتة على المجموعة”، مشيرة مرة أخرى إلى الدور الأجوف لهادي عندما قاد الحملة على القاعدة في بداية فترته الانتقالية، قائلة: “قاد الجيش اليمني هجوماً برياً في شبه الجزيرة العربية عام 2012م، غير أن حكومة ما بعد الربيع العربي في اليمن لم تبدأ حتى في معالجة المظالم الشعبية الواسعة الانتشار التي ما زالت تدفع نحو عدم الاستقرار في اليمن”.
تواجد داعش
وأكدت الباحثة الأمريكية تواجد تنظيم داعش في اليمن ومشاركته ضمن القوات الموالية للتحالف لكنها إشارة إلى أنه تواجده لا يزال صغيراً، فضلاً عن سوء تصرفاته “لم تستطع القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن توقف الدولة الإسلامية عن كسب أراضٍ في اليمن، ولكن جهود الدولة الإسلامية الخرقاء لفرض إيديولوجيتها على قاعدة يمنية لم تكن مقبولة بين أوساط السكان. وقد مكنت وسائل القاعدة في جزيرة العرب وأساليب عملها في اليمن، فضلا عن سمعتها، من البقاء على قيد الحياة من التحديات التي تواجهها الدولة اليمنية والدولة الإسلامية على حد سواء”.
وعن العلاقات الإيرانية وأنصار الله والتي يستخدمها التحالف ذريعة للحرب على اليمن أكدت زيمرمان عدم صحة ذلك، مشيرة إلى أنهم يعتمدون بشكل رئيسي على تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. قائلة: “الحوثيون ليسوا أداة إيرانية، كما يدعي البعض. ولا يمكنهم تأسيس دولة مثل “حزب الله” على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، على الرغم من مخاوف الرياض، ويعتمد الحوثيون بشكل كبير على الشراكة العملية مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي حاربهم ست حروب. لكن سعي الرياض للسلام الذي يستثني الحوثيين من أي مشاركة حقيقية في الحكومة المستقبلية سيدفعهم نحو أحضان طهران”.
كاثرين زيمرمان: زميلة باحثة في معهد “انتربرايز” الأمريكي للدراسات والتحليلات التابع للحزب المحافظ، ومديرة دائرة البحوث في معهد “كريتيكال ثريتس” الامريكي للدراسات والتحليلات المعمقة والاستخباراتية. وخبيرة ومحللة بارزة ومتخصصة بشؤون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واليمن خصوصا. نشرت العديد من التحليلات المختصة باليمن، في صحيفة واشنطن بوست وهافينغتون بوست، وول ستريت جورنال، وشبكة سي ان ان. حاصلة على درجة الليسانس من جامعة بيل الامريكية، في العلوم السياسية والدراسات الحديثة في الشرق الأوسط.