“اسرائيل” ترفض الوجود الروسي في جنوب سوريا: لينتشر الأميركيون
مقالات | 8 يوليو | مأرب برس :
“إسرائيل” ترفض انتشار قوة مراقبين روس، ضامنة، في المنطقة الجنوبية من سوريا، بما بات يعرف بمنطقة «تخفيف التصعيد» الجنوبية… وهي، ترفض أيضاً الوجود الإيراني وحلفاءه، وكذلك الدولة السورية في هذه المنطقة. في الوقت نفسه، هي ترفض مسار الأستانا والنتائج التي تنتج منه، ما دامت إيران هي إحدى الدول الثلاث الضامنة لهذا المسار.
هذه هي خلاصة الموقف الإسرائيلي، المرسل عبر الأميركيين إلى روسيا، وهو السبب الرئيسي الذي أخرج المنطقة الجنوبية من التداول في «الأستانا 5». مسؤول إسرائيلي رفيع أشار في حديث لصحيفة «هآرتس» أمس، أن لاءات “سرائيل” لا تعني أنها تسعى إلى دور ما (عسكري مباشر) في هذه المنطقة، لكن ما يهمها هو إبعاد إيران وحزب الله عنها، وأن تكون القوات الأميركية تحديداً، هي الجهة الضامنة التي توكل إليها مهمة المراقبة العسكرية بعد انتشارها فيها، وذلك بدلاً من اقتراح روسيا بنشر قواتها هناك، المتحفظ عنه إسرائيلياً.
المعلومات المجمعة لدى الصحيفة، تشير إلى أنّ مبعوثاً أميركياً وصل إلى “إسرائيل” قبل أسبوعين، وتحادث مع مسؤولين رفيعي المستوى، حول مشروع إقامة منطقة تخفيف التصعيد في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود الإسرائيلية والأردنية… إلا أن الردّ، بحسب مسؤولين رفيعين في تل أبيب، جاء عبر إبلاغ واشنطن أنها تعارض إشراف القوات الروسية على ما يحدث في هذه المنطقة.
رفض “إسرائيل” للإشراف الروسي على منطقة تخفيف التصعيد الجنوبية، جاء بوصفه انعطافة في موقف تل أبيب، بعد أن «تقبلت الفكرة» في السابق. تشير الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان قد أعرب عن استعداده لقبول الاقتراح، في بداية نيسان الماضي، باعتباره وسيلة لإبقاء إيران وحزب الله بعيداً عن الحدود.
وقال ثلاثة مسؤولين كبار، شاركوا في المحادثات مع الأميركيين حول هذه القضية، إن إقامة منطقة تخفيف التصعيد في الجنوب السوري، تلقت زخماً كبيراً في الشهر الماضي، بعد محادثات هادئة بين أميركا وروسيا والاردن. أما “إسرائيل”، التي لا تشارك مباشرةً في هذه المحادثات، فهي مطلعة على تفاصيلها، فـ«الولايات المتحدة هي المحاور الموكل من قبل إسرائيل… ويدير ذلك من الطرف الإسرائيلي (مع الأميركيين) وزارة الأمن والجيش، وكذلك وزارة الخارجية».
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن المحادثات تجري بسرية تامة وبنحو مكثف للغاية، وهي تواصلت حتى الأيام القليلة الماضية، لافتاً إلى أن واشنطن تنسق مواقفها مع تل أبيب، وهي تطلع الروس والجهات الدولية الأخرى، على وجهة النظر الإسرائيلية في المحادثات.
تشير الصحيفة إلى أن قضية المنطقة الجنوبية في سوريا، كانت مدار محادثات مكثفة بين واشنطن وتل أبيب في الفترة الأخيرة. قبل أسبوعين، ألقى المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، بريت ماكغورك، كلمة في مؤتمر هرتسليا السنوي، وخلال وجوده في “إسرائيل”، استغل الفرصة للاجتماع بكبار مسؤولي وزارتي الأمن والخارجية، وكذلك بمسؤولين رفيعين في الجيش، وخصصت هذه الاجتماعات للبحث في مناطق تخفيف التصعيد في سوريا. وإضافة إلى ماكغورك، زار “إسرائيل” المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، مايكل راتني، واجتمع مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول نفس القضية نفسها، التي كانت أيضاً مدار نقاش بين وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، خلال اجتماعهما في ميونيخ في الأسبوع الماضي.
الموقف الإسرائيلي المعبَّر عنه في المحادثات مع الأميركيين، يتلخص بثلاث نقاط:
ــ تريد “إسرائيل” فصل المحادثات حول منطقة تخفيف التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية والأردنية، عن المفاوضات الجارية في أستانا، التي تشارك فيها إيران وتركيا، بوصفهما جهات ضامنة. وإسرائيل تعارض أي دور إيراني أو تركي، في تحديد طبيعة مناطق تخفيف التصعيد في جنوب سوريا، و«واشنطن التي قبلت هذا الموقف، تجري محادثات منفصلة مع موسكو وعمان، حول هذه المناطق».
ــ تريد “إسرائيل” من مناطق تخفيف التصعيد في الجنوب السوري، أن تُبقي إيران وحزب الله والفصائل الشيعية الأخرى، بعيداً عن الحدود الإسرائيلية والأردنية.
ــ أخيراً، تريد “إسرائيل” أن لا تتورط في «الحرب الأهلية» في سوريا، وهذا هو أحد الخطوط الحمراء تجاه الساحة السورية… وعلى هذه الخلفية، لا تريد أي دور نشط لها في حفظ ومراقبة مناطق تخفيف التصعيد، بالقرب من حدودها.
نتيجة لهذه اللاءات، تنشغل “إسرائيل” حالياً في تحديد الجهة التي تضمن وتراقب المنطقة الحدودية الإسرائيلية والأردنية. وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع لـ«هآرتس»، اقترحت روسيا أن يكفل جيشها بهذه المهمة، لكن تل أبيب عارضت ذلك بشدة، ونقلت معارضتها بشكل واضح إلى الأميركيين، مشيرة إ