صحيفة إيزفيستيا : تنصيب نجل القذافي رئيسآ لليبيا
وكالات | 21 يونيو | مأرب برس :
بقلم / أندريه أونتيكوف
نشرت صحيفة “إيزفيستيا” مقالا كتبه أندريه أونتيكوف عن احتمال تنصيب سيف الإسلام القذافي رئيسا لليبيا.
من غير المستبعد أن يعتلي سيف الإسلام نجل معمر القذافي، الذي أطلق سراحه قبل أيام، سدة الرئاسة في ليبيا؛ لأنه، بحسب تصريحات الناطق باسم اتحاد القبائل باسم الصول، يحظى بدعم غالبية قبائل ليبيا. ويؤكد باسم الصول أن “الغالبية العظمى من المجتمع الليبي تأمل بعودة سيف الإسلام القذافي إلى ممارسة نشاطه السياسي، لأنه شخصية مميزة قادرة على تحقيق المصالحة الوطنية”، – كما ذكر الصول.
وقد أكد مصدر في الجيش الليبي للصحيفة احتمال عودة سيف الإسلام إلى النشاط السياسي. من جانبهم، يشير الخبراء إلى أن الحديث يدور عن منصب فخري لا يمنحه صلاحيات حقيقية واسعة، لكنه يمكِّنه من أن يلعب دورا مهما في توحيد البلاد والمصالحة الوطنية.
وكما هو معروف، فإن النظام القبلي في ليبيا وكذلك في بلدان عربية أخرى لا يزال سائدا في المجتمع. وكان الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قد تمكن من تذليل التناقضات بين مختلف القبائل؛ ما ساعده على حفظ النظام والاستقرار إلى أن تدخل الناتو عام 2011.
ومع أن سيف الإسلام لم يشغل في ذلك الحين منصبا رسميا، فإن نفوذه في السياسة الليبية كان كبيرا.
ويذكر أن نجل القذافي كان قد اعتقل من قبل مجموعة مسلحة في الزنتان، وحكمت عليه محكمة طرابلس بالإعدام، لكن هذه المجموعة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس، وبقي في السجن إلى أن أقر البرلمان قانون العفو العام. وصرح مصدر في الجيش الوطني الليبي للصحيفة بأن الجيش أصر على إطلاق سراحه بعد صدور هذا القرار. وأضاف أن “الجيش بحاجة إلى دعم القبائل في جنوب ليبيا وغربها. وهذه القبائل حتى يومنا تتعاطف مع النظام السابق، لذلك أُطلق سراح سيف الإسلام لكي يوحد المجتمع في محاربة “الإخوان المسلمين” الذين يسيطرون على طرابلس. أي أصبح بإمكان القذافي الابن العودة إلى ممارسة النشاط السياسي”، – كما أوضح المصدر.
وفي ظروف ازدواجية السلطة في ليبيا، حيث تعمل في طرابلس حكومة الوفاق الوطني، وفي طبرق مقر البرلمان الذي لا يعترف بهذه الحكومة، يمكن أن يلعب دعم القبائل دورا مهما في المواجهات السياسية والعسكرية الجارية. والمثير في الأمر أن حكومة طرابلس عدَّت قرار الإفراج عن سيف الإسلام قرارا غير شرعي. أما المحكمة الجنائية الدولية، التي سبق أن أصدرت أمرا باعتقال سيف الإسلام بتهمة اقترافه جرائم ضد الإنسانية، فدعت إلى اعتقاله ثانية.
في هذا الصدد، قال الدبلوماسي الروسي السابق المستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف للصحيفة: “سيكون من الصعب في جميع الأحوال على سيف الإسلام تحقيق طموحاته السياسية الكبيرة. فـ “بالكاد سيعترف به الغرب وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.
أي أنه سيلعب دورا نشطا في ليبيا، وهذا ما يعترف به البرلمان والجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، لكن هذا الدور لن يكون أساسيا. أي من المرجح أن يكون منصبه فخريا. ولكنه بالطبع يطمح إلى أكثر من هذا. لذلك نأمل أن يتمتع ببعد النظر وألا يقرر المواجهة مع الذين أطلقوا سراحه”، – بحسب ماتوزوف.
هذا، ومن المعلوم أنه لم يكن في ليبيا رئيس للدولة. فحتى عام 1969 كانت ليبيا دولة ملكية، وبعد إطاحة النظام الملكي بانقلاب عسكري قاده معمر القذافي حكمها مجلس قيادة الثورة، وبعد مضي ثماني سنوات أصبحت ليبيا تسمى – جماهيرية، ولم يعد قائما فيها منصب رأس الدولة.
ترجمة وإعداد: كامل توما