كاتب يهاجم السعودية: ألا تشعرون بالعار والخزي
متابعات |21 مايو 2017 |مأرب برس
عادل العوفي | رأي اليوم
شعرت بالخجل وقررت ان اكتفي بهذه التغريدة التي تختصر كل شيء وانا اتابع تقريرا “ذكيا” لقناة “دوتشه فيليه” الالمانية تطرقت فيه لابرز تغريدات دونالد ترامب عن المملكة العربية السعودية قبل ان يحل عليها “ببركاته” واقدامه “الطاهرة”.
وللامانة شعرت بالدوار قبل ان اخط هذه الكلمات فمن اين ابدأ ؟ وكيف سانتهي؟ و”خيرات” الاعلام السعودي علينا و”نعمه ” عديدة لا تعد ولا تحصى.
فهل اتطرق “للدعاة” الذين اغدقوا على “ضيف المملكة الكبير” او بالاحرى “ضيف الامة” بأكملها بالدعوات حتى انني توقعت ان يكون “أبو ايفانكا ” محور خطب الجمعة لكل المساجد من المحيط الى الخليج (الفارسي) {هو يستحق بصراحة وهو من توحدت على يده الامة}؟
وبيني وبينكم انا لم اصلي صلاة الجمعة لهذا السبب بالذات فقد خشيت الا اكون “أهلا ” للدعاء “للمنصور بالله ” الهمام الذي سخره الله لنا لانتشالنا من القاع، وهذا ليس كلامي وحدي فقط، والدليل ان “الشقيقة الكبرى” حامية العرض والشرف خصصت حملة اعلامية ضخمة لهذا الغرض “النبيل” واستهلتها بايات من سورة “الحجرات” بالذات وعنوان عريض هو “الشعار الرسمي” وجاء كما يلي “العزم يجمعنا”.
نعم فبعد ان لطخ “الحزم” جاء دور “العزم” هو الاخر، اما عن الافلام الوثائقية الخاصة بالمناسبة “العظيمة” فانا فعلا مندهش حتى ان “الندم” اصابني في مقتل ذلك انني كنت فيما مضى “التوبة لن اعيدها” اظلم هذه المؤسسات الاعلامية بشكل لا يحتمل واثبتت الان العكس اي انها تعمل بكد واجتهاد لتقديم منتوج يليق بها وبميزانياتها الضخمة.
فانظر كيف اصبحت قناة “الاخبارية ” وكيف خلعت رداء “الكسل” وصار تنتج وتوزع لا بل و”تبدع” في انتظار صاحب الطلة البهية التي ستسعدنا جميعا، اشدد على صيغة الجمع حتما ذلك ان “حس” و روح “الجماعة” حاضرة بقوة في مواد الاعلام السعودي الذي يحب الحديث باسلوب “الشقيقة الكبرى” الناصحة الخائفة على اخوتها الصغار لذلك “تضمنا” لكل “وليمة كبرى” واذا لم تصدقوا كلامي. .اسالوا اهل اليمن..
نعم “العزم يجمعنا” ولكن من أجل ماذا يا ترى؟
الا يشعروا هؤلاء بالعار والخزي وهم يريدون استغفالنا بهذا الشكل المخزي؟ هل المتلقي والمواطن العربي “غبي” لدرجة تجعله غير مدرك اننا في حفل تقديم فروض الطاعة والولاء ودفع “الجزية” صاغرين؟
بالورقة والقلم، ما دور هذا المولود “المشوه” الجديد الذي سيطل علينا من الرياض سوى تكريس الخراب والدمار والشتات لهذه الامة وابناءها؟ وماذا عن فلسطين القضية المركزية التي لم ولن يكلف النظام السعودي نفسه عناء ذكرها الا لغرض واحد هو “التصفية النهائية”؟
ما اثبته هذه الحملة الرخيصة {لا اقصد الناحية المادية بالطبع} ان الاعلام السعودي والعربي حين يريد التحرك من اجل “كارثة” ما فهو يصبح نشيطا وفاعلا وحين يتعلق الامر بقضايا جوهرية اصلية تمس الجميع على غرار ماساة سوريا وكوارث اليمن الذي تنخره الكوليرا والجوع وصمود الاسرى الفلسطينيين في سجون العار فان “الديباجة” القديمة الجديدة تكون هي الطاغية.
ولكن هل هناك فعلا “عاقل” على وجه المستديرة يمكن ان تنطلي عليه كذبة ترامب والسعودية هذه؟
ختاما ادعو كل الدعاة وتحديدا “نجوم الشاشة” الى اليقظة اثناء خطاب “الضيف الكبير” عن الاسلام لعلهم يستنيرون بعلمه وتعم الفائدة على صفحاتهم بالتويتر وبرامجهم في الشهر الفضيل؟