ذي اندبندنت البريطانية : قمة الرياض إعلان حرب بمباركة إسرائيلية
متابعات | مأرب برس 21 مايو
مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ، اعتبرت صحيفة «ذي اندبندنت» أن الهدف خلف زيارة ترامب إلى الرياض يتمثل في تدشين «حلف ناتو عربي»، و«التحضير لمواجهة سنية- شيعية على امتداد الشرق الأوسط»، وذلك «بقيادة السعوديين الطامحين»، و”بمساعدة إسرائيلية”.
وإذ شدّد المقال الذي أعدّه روبرت فيسك على «صعوبة التنبؤ» بما سيتمخض عن القمة المنعقدة في الرياض، حيث سيلتقي «الرئيس البغيض” بالعديد من قادة الدول العربية والإسلامية من «مستبدين»، و«فاسدين»، و«أسياد فنون تعذيب». وبحسب فيسك، فعلى هؤلاء القادة «أن يستمعوا إلى فظاظة حديث ترامب» عن «السلام»، و «التطرف الإسلامي»، و«إيران المتشددة»، في الوقت الذي يتجاهل فيه الأخير أن «ما يقوم به تنظيم داعش في جميع أنحاء العالم، هو مستنسخ عن العقيدة الوهابية السعودية»، مع الإشارة إلى ترامب بوصفه «داعية حرب» ضد إيران، تحت عنوان «محاربة الإرهاب». فـ«الغريم الأبدي لترامب»، و«العدو الاستراتيجي لقادته العسكريين»، المتمثل بتنظيم «داعش»، إنما هو «نتاج الأفكار الوهابية السعودية نفسها»، وهي مسألة تغيب عن أذهان المجتمعين في الرياض، لتحضر صفقات الأسلحة الأمريكية، وثروات الأمراء السعوديين، باعتبارها «الدين الوحيد الذي يؤمن به» رئيس الولايات المتحدة.أوضح فيسك أن «الإسرائيليين سوف يكونون سعداء للغاية لرؤيتهم السنّة والشيعة يتقاتلون»
أما طموح ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان من القمة، فهو أن «يتولى قيادة العشائر السنية»، من بينها عشائر العراق، في سائر أرجاء المنطقة، وذلك من أجل التصدي لإيران، «أفعى الإرهاب»، وحلفائها في سوريا، واليمن، ولبنان، والعراق، إضافة إلى «الأقليات الشيعية» داخل الأقطار الخليجية، التي لن يكون مصير زعاماتها أفضل حالاً مما كان عليه مصير الشيخ السعودي نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية بقطع رأسه على «الطريقة الداعشية الوهابية»، ودون أن تحظي انتفاضات «الشيعة الأقوياء» داخل أي من تلك الأقطار بنتائج أفضل عما آل إليه الحراك في البحرين المجاورة للسعودية، حين اجتاحت قوات الأخيرة أراضي الجزيرة عام 2011، «بناء على طلب حكامها السنّة»، وفق الكاتب.
وعلى ضوء التقارير الصحفية بشأن توقيع صفقة أسلحة بين الرياض وواشنطن بقيمة 100 مليار دولار، اعتبر الكاتب ذلك بمثابة الخبر «السار» لكل من الولايات المتحدة، وإسرائيل، ملمحاً إلى أن وجهة الاستخدام السعودي لتلك الأسلحة ستكون إيران، وحلفائها بدءاً بسوريا، وليس انتهاء بـ «الحوثيين» في اليمن، و«حزب الله» في لبنان.
ومع الإشارة إلى دور صهر ترامب، جاريد كوشنير، في الترتيب لتشكيل «ناتو عربي»، أوضح فيسك أن «الإسرائيليين سوف يكونون سعداء للغاية، لرؤيتهم السنّة والشيعة يتقاتلون، تماماً مثلما فعلوا خلال الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980-1989 حين ساندت الولايات المتحدة (نظام) صدام حسين السني المذهب»، فيما «زوّد الإسرائيليون الإيرانيين الشيعة بالصواريخ الأمريكية الصنع»، شارحاً أن استهداف الطيران الإسرائيلي للجيش السوري، إلى جانب حلفائه من الإيرانيين، ومقاتلي «حزب الله»، بالتزامن مع غض الطرف عن تنظيم «داعش»، وتقديم العون الطبي لـ «جبهة النصرة»، يندرج ضمن هذه السياسة القائمة على توزيع الأدوار بين تل أبيب وواشنطن، على نحو ما ذهب إليه الكاتب.
وبحسب فيسك، إذا كانت تصريحات بن سلمان الأخيرة ضد إيران، قد حظيت بالكثير من الاهتمام، إلا أن أحداً لم ينتبه إلى “الرد الإيراني الصارم” عليها كما جاء على لسان وزير الدفاع حسين دهقان، حين هدد بإلحاق الضرر بسائر المناطق السعودية، باستثناء مكة والمدينة في حال أقدم السعوديون على أي «حماقة». وأضاف الكاتب: «بعبارة أخرى، فقد حان الوقت كي تقوم السعودية ببناء في إنشاء ملاجىء تحت الأرض، في الرياض، وجدة، والظهران، وفي سائر مقرات شركة أرامكو، وغيرها من المنشآت العزيزة على قلوب الأمريكيين».
إلى ذلك، عقد فيسك مقارنة بين خطط بن سلمان للإصلاح الاقتصادي في الداخل، ونهجه القائم على التدخل العسكري في الخارج، وبين طموحات الرئيس العراقي السابق صدام حسين في السياسة والاقتصاد، قبل أن ينتهي به المطاف إلى حبل المشنقة، محذراً الأمير ولي ولي العهد السعودي من مصير مشابه، وكاشفاً عن أوجه تشابه بين حرب صدام ضد إيران، وحرب بن سلمان داخل اليمن في “إفقار دولة نفطية غنية”.
وزاد فيسك بالإشارة إلى أن القمة لن تتطرق إلى «الحديث عن العدل، والحقوق المدنية، والمرض، والموت»، لافتاً إلى «الكوليرا تغمر اليمن في الوقت الحالي، كأحد نتائج القصف السعودي الإجرامي» على البلاد، والذي «يحظى بدعم ومباركة أمريكيين»، موضحاً قصور فهم الإدارة الأمريكية لملفات المنطقة، مقارنة بروسيا التي يملك وزير خارجيتها «فهماً أفضل» لها، لا سيما الملفين السوري والإيراني.