مجلة أميركية :الحصار والفشل الاممي في إيقاف الحرب سبب تفشي الكوليرا في اليمن
قالت مجلة “أميركان كونسرفيتف” الأمريكية إن تجويع اليمن بسبب دعم الولايات المتحدة السعوديين جعل الشعب اليمني أكثر عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها في الأسبوع الماضي كان هناك تفشٍ كبير للكوليرا.
وأعلنت حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن تسبب تفشي الكوليرا في وفاة عشرات الأشخاص وتزدحم المستشفيات في العاصمة صنعاء بمرضى الكوليرا.
ويقول الصليب الأحمر إن عدد الحالات المشتبه فيها في البلاد تضاعف ثلاثة أضعاف خلال أسبوع إلى أكثر من 8500 حالة. ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى تجويع السكان أدت الحرب التي تقودها السعودية إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في اليمن بتفجير المستشفيات والحصار الذي يحرم المرضى أيضا من الأدوية اللازمة.
ومن المرجح أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بالمرض ويزداد احتمال موتهم من أمراضهم، كما أن نظام الرعاية الصحية في اليمن يواجه ضغطاً شديداً بحيث لا يكون قادراً على مواجهة تفشي الأمراض.
ومن المرجح أن تؤدي المجاعة والمرض إلى مقتل المزيد من الأرواح في اليمن مقارنة بالقتال غير أن هذه الوفيات نجمت عن الحرب. وعلى غرار المجاعة التي تهدد اليمن فإن تفشي مرض مثل هذا في العاصمة هو نتاج حرب لا معنى لها بسبب مساعدة الولايات المتحدة للسعوديين على تمكينهم لحرب وحشية على اليمن لأكثر من عامين.
وترى المجلة الأمريكية أنه ما لم تتوقف الحرب ويُرفع الحصار ستستمر الأوضاع في التدهور وستفقد أعداد أكبر من الأرواح دون داعٍ على عكس العديد من الصراعات الأخرى في جميع أنحاء العالم لكن بخصوص اليمن تستطيع الولايات المتحدة استخدام نفوذها للأفضل، وربما على الأقل الحد من الأضرار التي تحدث للسكان المدنيين. لكن لسوء الحظ، يبدو أن الإدارة الحالية أكثر اهتماماً ببيع السعوديين أسلحة أكثر من الضغط عليهم لتغيير سياساتهم العدوانية.
الي ذلك أكد منسق الشئون الإنسانية باليمن جيمي ماكغولدريك ” إن المساعدة الحقيقية التي تهم اليمنيين اليوم هي إيقاف الحرب والعودة إلى طاولة المحادثات والسماح بوصول المساعدات والإغاثة للمحتاجين في كافة مناطق البلاد “. وأوضح منسق الشئون الإنسانية باليمن والممثل المقيم للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء أن الانهيار الشامل للنظام الصحي سينعكس سلبا على الوضع الوبائي للكوليرا والإسهالات المائية الحادة الأمر الذي سيتسبب بتفاقم الأوضاع وزيادة عدد الحالات خاصة وأن المرافق الصحية العاملة لا تتعدى 45 بالمائة وبأقل من طاقتها.
وحذر من تحول اليمن من دولة عرضة للمشاكل إلى دولة مصدرة في حال ظل المجتمع الدولي في موقف المتفرج علي ما يجري ولفت إلى أن الأمم المتحدة في اليمن تواجه نقصا كبيرا في التمويل لتغطية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، فيما ما تم تمويله من خطة الاستجابة الإنسانية لم يتعدى 20 بالمائة من حجم التمويل المطلوب والوضع الكارثي بحاجة إلى الإيفاء بتعهدات المانحين بشكل سريع.
وفيما توقع تفاقم حالات الإصابة بالكوليرا نظرا للوضع الصحي والاقتصادي في البلاد.. حذر جيمي ما كغولدريك من أي استهداف عسكري لميناء الحديدة كون ذلك سيكون له انعكاسات ونتائج وخيمة حتى على مستوى تقديم الإغاثة. وبين أن الأمم المتحدة قامت بتجريب أكثر من وسيلة بديلة لإيصال المساعدات غير ميناء الحديدة إلا أن التكاليف كانت فوق قدرة الأمم المتحدة على التحمل وبالتالي فإن ميناء الحديدة هو شريان الحياة الوحيد للشعب اليمني.
وفي ذات السياق أكدت منظمة الصليب الأحمر ان الكوليرا قتلت 180 على الأقل فى اليمن منذ 27 أبريل والإبلاغ عن 11 ألف حالة إصابة أخرى مشتبه بها.
وكانت فرنسا قد أعلنت اليوم الاثنين، عن رصد مليوني يورو لتلبية الاحتياجات الصحية الطارئة فى اليمن جراء تفشى وباء الكوليرا وأعرب المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال- فى بيان له – عن قلق بلاده من سرعة تفشى الكوليرا فى اليمن، مؤكدا ضرورة اتخاذ تدابير حاسمة للحيلولة دون انتشاره فى ظل الأوضاع الصحية المتردية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت في وقت سابق اليوم الإثنين ” إن أعداد الوفيات جراء الكوليرا والإسهالات الحادة في اليمن ارتفعت إلى 124 شخصاً واشتباه في إصابة أكثر من 11 ألف شخص، بعد يوم من إعلان الحوثيين صنعاء مدينة منكوبة بيئياً وصحياً .
وأعلنت وزارة الصحة اليمنية حالة الطوارئ صحيا في العاصمة صنعاء اليوم الاثنين إثر تزايد الحالات المصابة بوباء الكوليرا في شتى أنحاء البلاد وبحسب بيانات وزارة الصحة فإن 8595 حالة يشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا وحتى مساء الأحد 14 مايو توفي 115 شخصا في 14 محافظة دهمها الوباء أيضا وقد تكون الاعداد غير الرسمية ضعف ذلك.
بدوره قال محمد سالم بن حفيظ وزير الصحة: وباء الكوليرا يتجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف، اذ يجري تسجيل ما بين 500 إلى 600 حالة إصابة بالكوليرا من قبل المستشفيات اليمنية، والمراكز الصحية التي جرى اقامتها على عجل لمواجهة جائحة الكوليرا بحسب ناطق وزارة الصحة اليمنية الدكتور عبد الحكيم الخولاني وهو رقم كبير.
المستشفيات في العاصمة صنعاء عمليا أضحت عاجزة عن استقبال المزيد من الحالات حيث يفترش المرضى الأرض والممرات بداخل تلك المستشفيات نتيجة الاكتظاظ وعدم كفاية الاسرة وعدم توفر المحاليل والعلاجات بالشكل المطلوب، ويستطيع من يجول في عدد منها ان يلمس حجم الكارثة والمعاناة وبحسب وزارة الصحة فان عددا من المحافظات يقترب من وضع مشابه لما تعيشه العاصمة صنعاء لجهة اعتبار جميع مناطقها، مناطق أصابها وباء الكوليرا.