معركة سواحل الحديدة..هل ستكون القشة التي اغرقتها انكسارات العدو في معارك جبل النار
معركة سواحل الحديدة..هل ستكون القشة التي اغرقتها انكسارات العدو في معارك جبل النار
مروان حليصي
ترسخت قناعة تامة لدى العدوان بصعوبة تحقيق خرق في جبهة نهم أو مأرب صوب العاصمة صنعاء يمنحه بعض الإنجازات ضمن مشروعه الوهمي في الإستيلاء على العاصمة ،حتى وإن كانت متواضعة تشفع للنظام السعودي الذي اصبح محط احتقار من قبل كثير من المتابعين بعد عجزه وتحالفه عن اجتراح انتصار على الجيش واللجان الشعبية رغم كل الامكانيات التي سخرها لذلك ضمن إطار تحالف العدوان ، وقد ترسخت تلك القناعة بعد مرور عامين منذ بداية العدوان ولم يستطيع خلالها من تحقيق تقدم فعلي نحو العاصمة صنعاء التي يود أن يحررها حسب زعمه، كأهم هدف لعاصفة إجرامه، وهذا ما جعله يتمسك أخيرآ بخيار معركة الساحل الغربي كخيار وحيد حشد كل طاقاته خلفه لعله يستطيع ان ينجز ما عجز عنه في الجبهات الأخرى يبرر على الأقل التكلفة الباهضة لعدوانه التي قدرتها بعض الصحف ب200 مليار دولار، بينما هي أضعاف مضاعفة ذلك الرقم، التي تكبدتها خزينة النظام السعودي طيلة العامين.
حيث برز الحديث عن معركة الحديدة مؤخرآ على لسان قيادات التحالف وعلى لسان الامريكان ، ودأبت عقبه وسائل إعلام العدوان ترويجها لمعركة تحرير الحديدة محاولة بذلك انعاش مرتزقتها المحليين وعملاءها في الداخل ، و إقناع المتابعين لها أن دول العدوان اصبحت لديها السيطرة الكاملة على المنطقة الممتدة من باب المندب جنوبآ مرورآ بالمخا وصولآ الى أطراف محافظة الحديدة التي ستبدء عملية تحريرها من تلك النقطة، وأنه قد اصبحت لها السيطرة الكاملة على طول الشريط الساحلي، وما يؤخرها في معركة التحرير هذه سوى استكمال بعض التجهيزات والترتيبات ، وهي في الحقيقة تكذب عن قصد كعادتها في صنع الانتصارات الوهمية التي لا تتعدى إطارات شاشتها، لتحفيز مرتزقتها الذين أصابهم الإحباط واليأس جراء الخسائر التي تلاحقهم منذ بداية العدوان ولم يتجلى بعد في الأفق أي مجال لتحقيق اهدافهم و طموحاتهم التي باعو الشعب والوطن لأجلها بتأييدهم للعدوان .
ومن خلال قراءة جغرافيا سير المعارك في المخا يتضح انه الى الأن لم تستطيع قوى الغزو ومرتزقتها تأمين مناطق سيطرتهم الممتدة على طول الشريط الساحلي من باب المندب جنوبآ الى عدة كيلو مترات شمال المخا دون عمق باتجاه الشرق ، وهي اراضي منبسطة ومفتوحه دعت الحاجة الجيش واللجان الإنسحاب منها جهة الشرق حيث تتمركز في التباب والجبال المطلة على طول تلك المناطق ولها السيطرة الكاملة عليها ، مما جعل المرتزقة محصورين ومكشوفين في مربع صغير ، وتحركاتهم مرصوده من قبل الجيش واللجان الشعبية، وهذا ما مكن المجاهدين من تصيدهم وتنفيذ العديد من العمليات المباغته التي تستهدفهم بين الفينة والأخرى ، وأخرها عملية الجيش واللجان الشعبية في 17 من ابريل الحالي التي استهدفت المرتزقة في ذوباب اوقعت اكثر من 20 مرتزقآ قتلى وعشرات الجرحى جراء تدمير ثلاث أليات عسكرية لهم ، في الوقت الذي تصدت فيه وحدات الجيش واللجان الشعبية لهجوم على جبل النار من ثلاثة محاور فشلت جميعها ولقي اكثر من 40 مرتزق مصارعهم وعشرات الجرحى ، للتتضاعف خسائر المرتزقة لاحقآ الى اكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى خلال تلك الزحوفات فقط ، اكتضت بهم مستشفيات محافظة عدن ، وعقبها وبعد منتصف ليل يوم الإثنين والى فجر الثلاثاء وبينما كان المرتزقة يحاولون إستعادة قواهم التي خارت ويجمعون أشلاء وجثامين رفاقهم
نفذ ابناء الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية معاكسة ، تمثلت بعملية تطهير نوعية لمواقع في سلسلة جبل النار شرق المخاء من قوى الغزو والارتزاق وكبدوها خسائر كبيرة في الارواح والعتاد ، ولاذا من تبقى من المرتزقة بالفرار غربآ باتجاه الساحل ، رغم الغارات الهستيرية التي نفذها طيران العدوان الحربي والمروحي والاستطلاعي بهدف مساندة مرتزقته الذين تلاشو أمام قوة الله وبسالة المجاهدين ، وقد قضت تلك العملية المباركة على تجهيزات كبرى كان أعدها الغزاة شرق المخاء مع عدد من الآليات ، ليكون حصيلة عملية التطهير تلك مئات المرتزقة بينهم 100 مرتزق سوداني وعشرات الجرحى وتدمير عدد من الآليات والمدرعات، وسبقت تلك العمليات في مطلع الشهر الحالي “غزوة الكاتيوشا” التي استهدفت تجمعات لقادة اماراتين وسودانيين ومرتزقتهم، وكل تلك العمليات دليلآ كافيآ على ان سيطرة قوى الغزو والإحتلال على المخا هي مجرد سيطرة مؤقته غير أمنه طالما وقواتها باقية في مرمى صواريخ الجيش واللجان الشعبية على امتداد الوقت.
وبعد هذه الانكسارات والهزائم التي منيت بها قوى الغزو والإحتلال في جبل النار والمخا عمومآ ؛ هل فعلآ مازال العدوان يخطط لدخول مغامرة جديدة ليس باستطاعته كسبها، وهي معركة الساحل واحتلال محافظة الحديدة التي لن يخرج منها رابحآ، ولن يحقق من وراءها اهدافه التي يسعى إليها ، طالما وهو الى حد الأن لم يستطيع تأمين المناطق الخاضعة لسيطرته جنوب المخا؛ وكيف سيدخل في معركة واسعة أع
د لها الجيش واللجان الشعبية كل الإمكانيات وهو الذي فقد المئات من مرتزقته ودمرت عشرات الآليات في محاولة الإستيلاء الفاشلة على جبل النار فقط، وهل ستكون الإنتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية على قوى المرتزقة في جبل النار هي بمثابة قطع اخر حبل نجاة للعدو الذي تمثل في معركة الحديدة وسواحلها بعد فشله في الجبهات الأخرى، وغيرها من التسأولات التي تطرح نفسها مع تصاعد التحركات العسكرية المتهورة للعدوان في جبهة الساحل الغربي.