الدرونز اليمنية. بين الحلم والحقيقة
الدرونز اليمنية.. بين الحلم والحقيقة
##مروان حليصي
ضرب من الخيال في ظل العدوان و الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه العدوان الأمريكي السعودي الذي منع المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية وصولآ الى المساعدات من الوصول للشعب اليمني الذي تعصف به الصراعات الداخليه منذ عقود جراء التدخلات الخارجية ، وعمل من فعل المستحيل بعد عامين من عدوان تحالف دولي يضم اكثر من 16 دولة على افقر شعوب المنطقة ، وشيء لا يصدق حدوثه بعد اكثر من 150 الف غارة جوية استهدفت الحجر والبشر والأخضر واليابس ، ولا نبالغ إذا قلنا بأنها معجزة في زمن ندرت فيه وقوع المعجزات ، وانه المستحيل الذي اصبح في متناول اليد ، و الحلم الذي اصبح واقعآ ، الذي ما كان ليصل إليه الجيل الحالي او الذي يليه في ظل الوصاية الخارجية والسعودية تحديدآ وتدخلها المباشر في كل صغيرة وكبيرة في البلاد؛ إلا انه وبفضل الإرادة الصلبة المدفوعة بالنظرة الثاقبة التي يتمتع بها قائد ثورة ال21 من سبتمبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحققت الأحلام ، وحدثت المعجزات ، وتلاشى حاجز المستحيل امام تلك الإرادة والعزيمة التي لم تثنيها حجم التحالف وقوته العسكرية والبشرية والمادية وضخامة ألته الإعلامية المروجة لأكاذيبة ، فكل تلك الإمكانيات التي راهن عليها تحالف العدوان لتحقيق أهدافه وتركيعه الشعب اليمني لم تفلح في ذلك ، وانهارت امام الصمود الشعبي ، ولم تقف حاجزآ امام العقول المحلية في الإبتكار والتصنيع وتحقيق المعجزات ، ولم تمنع الشعب اليمني من الإحتفاء بعد 700 يومآ من العدوان عليه بدخوله نادي الدول المصنعة والمالكة للطائرات بدون طيار .
فليس بالحدث العادي ان تصبح اليمن وبعقول وخبرات محلية تصنع الطائرات بدون طيار منها القتالية المسماه قاصف1 ومنها الإستطلاعية بأنواعها الثلاث رقيب وهدهد1 وراصد ، وليس متوقعآ ان الشعب الذي اصبح 80% من ابناءه بحاجة للمساعدات جراء استمرار العدوان وحصاره الخانق الهادف إلى تجويعهم وإرضاخهم للقبول بمشاريعه التدميرية ان يصبح مصنعآ للطائرات بدون طيار ، ولم يخطر ببال أحد ان يصبح ذلك الشعب الذي يقاتله اكثر من 16 بلدآ و تآمر عليه العربان ان يتمكن في النهاية من انتاج الطائرات المسيرة ، ومجرد التفكير او الحديث عن مشروع الطائرات بدون طيار من قبل القيادة اليمنية هو ضرب من الخيال بالنسبة للعالم برمته الذي لم يتوقع بعد عامين من الحرب المدمرة التي تعرض لها اليمن سوى رفع ابناءه لرايات الإستسلام وليس صنع طائرات بدون طيار .
وإذا كان اليمن قد حقق انجاز نوعي يمثل فخرآ لكل الشعوب العربية والإسلامية وليس لشعبه فقط وهو يتعرض لعدوان أمريكي سعودي فاقت عدد غاراته ال 150 الف غارة منها العنقوية والفسفورية المحرمتان دوليان ، أودت إلى استشهاد اكثر من 12 الف مدني واكثر من 20 الف جريح ، فضلآ عن الخراب والتدمير الذي طال البنية التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم ،فكيف لو ترك له المجال ينعم بالأمن والإستقرار، وما هو الإنجاز الذي كان من المفترض ان يعلن عنه اليوم بدلآ عن الطائرات بدون طيار في جيلها الأول إذا كان يعيش ظروفه الطبيعية وينعم بالأمن والاستقرار في ظل القيادة الثورية الحالية ، وماذا لو فكر قادة الخليج قبل شن عدوانهم أن يستثمرو الأموال التي انفقت في الحرب في دعم العقول العربية وتشجيعها بدلآ عن قتلها وحصارها وإذلالها كما فعلو في العراق ابان غزو وإحتلال حليفهم الأمريكي له في العام 2003 ،ويفعلون اليوم في اليمن.
لا اعتقد بأن خبر صناعة الطائرات المسيرة يسر انظمة مشيخات الخليج ويبهجهم والسعودي تحديدآ ، لأنهم لا يرون في ذلك انجاز نوعي يحسب في النهاية للعقول العربية وسيعود بالنفع على الأمة العربية والإسلامية، بل انه لو كان الخبر افتراضآ يخص دولة الكيان الصهيوني لما انزعجو منه ، ولن يقلقهم اكثر من كونه مشروع يخص شعب عربي ومسلم ، وهذا ليس بغريب على النظام السعودي الذي لم تعرف منه الشعوب العربية سوى إشعاله للحروب فيها ودعم الفوضى والإضطرابات الداخلية فيها ، ولذا ورغم الصمت الذي واجهت به وسائل إعلام النظام السعودي خبر الطائرات بدون طيار محلية الصنع إلا انه في الحقيقة شكل ذلك الخبر قلقآ للنظام السعودي لا يقل عن قلقه الناتج من فشل العدوان بعد 700 يومآ منذ بدايته ، ونقول انه من حق النظام السعودي ان يقلق اليوم وشقيقه الأصغر الصهيوني ، ولن نلومه إذا قلق ، فهو على حق في ذلك ، لأن الشعب الذي تحالف مع ثلث العالم لقتله اصبح لديه من العقول والخبرات المحلية في صنع وانتاج أحدث مشروع سيكون بمثابة العمود الفقري في كل الحروب القادمة ، والقادم اعظم بإذن الله.