
صنعاء وغزة.. واحدية المقاومة والمصير
مقالات || مأرب نت || بشرى حمود الهمداني
بأحرف من نور يسجل الشعب اليمني أنصع صفحات البطولة والشجاعة والاستبسال في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية منذ عامين متواصلين، على مرأى ومسمع العالم، وسط تخاذل عربي وإسلامي مخجل ومعيب.
الموقف الإنساني الذي اتّخذه السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي، لنصرة غزة ومقاومتها الباسلة، منذ اندلاع الحرب الصهيونية، حظي بتأييد شعبي واسع والتفاف جماهيري منقطع النظير، وقد ترجم ذلك الحضور المليوني المبهر وغير المسبوق لأبناء الشعب اليمني في ميدان السبعين، أمس الجمعة، والذي مثل رسالة واضحة وجلية للأعداء، بأن اليمن عصية على الانكسار ولن تستطيع أية قوة في العالم أن تثنيه عن موقفه الراسخ تجاه دعم وإسناد فلسطين.
لقي التضامن اليمني مع غزة ترحيبًا واسعًا على مستوى شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية، حَيثُ يرى العالم موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني، موقفًا مشرفًا وبطوليًّا وشجاعًا، من خلال تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والإعلامي والعمليات العسكرية المتواصلة في البحر الأحمر ضد الملاحة الإسرائيلية وقصف عمق الكيان الصهيوني بمختلف أنواع الصواريخ والطيران المسيَّر، وهو ما جعل الشعب اليمني ركناً أَسَاسيًّا من أركان المقاومة ضد الاحتلال.
حظيت مواقف اليمن الداعمة للقضية الفلسطينية بتأييد واسع في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، بالإضافة إلى بعض الأوساط الدولية التي تدعم حقوق الفلسطينيين، باستثناء عدد من الدول الغربية المشاركة في الحرب على غزة وقتل المدنيين الأبرياء إلى جانب الكيان الصهيوني، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي سارعت إلى إدراج اليمن ضمن لائحة الإرهاب، معتبرة الموقف اليمني دعمًا للإرهاب وزعزعة للاستقرار في المنطقة، وهو ما لقي استهجاناً واستنكاراً عربيًّا ودوليًّا واسعاً.
لقد كان للموقف اليمني الأثر الكبير في تعزيز التضامن العربي والإسلامي، حَيثُ ساهم التضامن والدعم والإسناد اليمني في تعزيز التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية، والذي بدوره عمل على زيادة الضغط على الكيان الصهيوني بإنهاء العدوان والحصار ووقف إطلاق النار وإدخَال المساعدات إلى غزة، قبل أن يقوم بالتراجع عن الاتّفاق وشن الحرب مرة أُخرى.
أثبت الشعب اليمني من خلال هذه المواقف المشرفة النابعة من الهوية الإيمَـانية واليمانية، بأنه رقم صعب في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وبأنه شوكة مؤلمة في حلق الاحتلال، وهو ما يؤكّـد سبب العدوان الأمريكي الإجرامي في قصف المدنيين الأبرياء بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة.