قوات العدو تُمثل بجثمان طفل فلسطيني في الضفة الغربية
متابعات || مأرب نت || 4 ربيع أول 1446هـ
أظهر مقطع مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تمثيل جرافة لقوات العدو الصهيوني بجثمان طفل فلسطيني قتله جنوده في مخيم الفارعة للاجئين بطوباس شمالي الضفة الغربية.
وأفاد شهود عيان، بأنّ المقطع صوره أحد سكان مخيم الفارعة، الخميس، وأنّ الجثمان الذي قامت الجرافة بالتنكيل به يعود للطفل الفلسطيني ماجد فداء أبو زينة (16 عاماً)، الذي استشهد إثر إطلاق جنود العدو النار عليه خلال اقتحام المخيم.
ويُظهر المقطع رفع جرافة للعدو جثمان الطفل الشهيد وتمزيق ملابسه وسحله عبر الجرافة.
وتضاف الجريمة إلى سجل طويل من الجرائم التي يرتكبها العدو خلال عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني، شهد مخيم الفارعة جنوب طوباس، حيث تعرض الطفل الشهيد ماجد فداء أبو زينة (16 عاما)، لإصابة بالرصاص، ثم إعدام ميداني، ولاحقا تم التمثيل بجثمانه.
تفاصيل الجريمة
ويروي مدير الإسعاف في محافظة طوباس نضال عودة، أن جنود العدو أصابوا الطفل أبو زينة في البداية بثلاث رصاصات في الأطراف السفلية من جسده، قبيل الساعة الثانية فجرا.
ويؤكد لوكالة “وفا” أن المكان الذي أصيب فيه الطفل لا يبعد سوى أمتار معدودة عن نقطة الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني داخل المخيم، حيث توجهت طواقم الإسعاف إلى المكان على الفور، لكن قوات العدو منعتهم من الاقتراب من الطفل المصاب لتقديم الإسعاف له.
ويؤكد أن الطفل كان على مرأى من المسعفين، وظل يستجدي الجنود بعد إصابته السماح للإسعاف بعلاجه، حيث كان ملقى على الأرض ويصرخ نتيجة إصابته بالرصاص في أطرافه.
ويضيف عودة أن جنود العدو نكلوا بالطفل وهو مصاب وأجبروه على رفع ثيابه، ثم قاموا بإطلاق رصاصة على رقبته، وفي حينها توقف الطفل عن الحركة نهائيا وظل ملقى على الأرض، وكان ظاهرا للمسعفين القريبين بقعة كبيرة من الدماء نزفت منه، ما يعني أن جنود العدو أعدموه بعد أن كان مصابا.
واستمرت قوات العدو بالحيلولة دون وصول طواقم الإسعاف للطفل أبو زينة حتى بعد استشهاده، فيما تقدمت جرافة عسكرية للمنطقة بعد حوالي ساعة وقامت بسحب جثمان الشهيد ورفعه والتوجه به إلى خارج المخيم.
على مدار أربع ساعات لاحقة ظلت هوية الشهيد مجهولة، لحين تمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليه ونقله حوالي الساعة السابعة صباحا بعد انسحاب قوات العدو، حيث ألقت جرافة الاحتلال جثمان الشهيد خارج المخيم على الشارع الرئيس.
مع وصول طواقم الإسعاف إلى الشهيد والتعرف إلى هويته، يروى أول من وصل من المسعفين أنهم عاينوا الشهيد، وكانت آثار التنكيل ظاهرة على جسده، جراء حمله وسحبه بالجرافة بعد استشهاده، حيث كان جسده قد تعرض لتشوهات كبيرة نتيجة ذلك، بالإضافة إلى خروج جزء من أحشائه من جسده.
ويعتبر المسعف أن ما حدث مع الطفل الشهيد أبو زينة من أصعب وأقسى ما مر عليه خلال عمله في الآونة الأخيرة، حيث تعامل جنود العدو مع الشهيد بوحشية كبيرة منذ لحظة إصابته حتى إعدامه وكذلك بعد استشهاده.
ونوه إلى أن المسعفين خلال الاقتحامات المتتالية على مدار أشهر في مخيم الفارعة خاصة، وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية عامة، يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول للمصابين والشهداء، حيث تعمل قوات العدو على عرقلة عملهم، كما يتعرضون لمخاطر كبيرة على حياتهم جراء الاعتداء عليهم واستهدافهم واستهداف مركبات الإسعاف، وهذه المخاطر تشمل المسعفين والمصابين على حد سواء.
وليست هذه المرة الأولى التي تُمثل فيها آليات قوات العدو بجثامين شهداء فلسطينيين بعدما يقتلهم جنوده؛ حيث تكرر الفعل ذاته في مناطق أخرى بالضفة وقطاع غزة في أوقات سابقة.
ومطلع سبتمبر الجاري، أظهر مقطع فيديو، دهس آلية عسكرية صهيونية جثمان مسن فلسطيني استشهد برصاص قوات العدو في الحي الشرقي لمدينة جنين.
ومنذ 28 أغسطس الماضي، تشن قوات العدو عملية عسكرية شمالي الضفة تُعَدّ الأوسع منذ عام 2002، حيث طاولت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة.