بالأرقام.. الاقتصاد الصهيوني تحت رحمة الصواريخ اليمنية

متابعات || مأرب نت || 14 صفر 1446ه‍ـ

 

أجبرت عمليات صواريخ ومسيرات الجيش اليمني العسكرية في البحر الأحمر والمناصرة لغزة منذ انطلاقة طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر 2023م، شركات الشحن البحري المتجهة إلى “اسرائيل” على إعادة توجيه السفن بعيداً عن قناة السويس لتبحر حول رأس الرجاء الصالح عند الطرف الجنوبي لأفريقيا.

وتسبب قيام كبرى شركات الشحن البحري بوقف رحلات سفنها في البحر الأحمر، إثر الهجمات التي شنتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر على السفن المتوجهة إلى “إسرائيل” أو المرتبطة بها بتعطيل ومنعت وصولها إلى ميناء “إيلات” في فلسطين المحتلة ، في بوقفٍ كلي للميناء.

الهجمات القادمة من اليمن على السفن أدت بالفعل إلى تعطيل تدفق ما قيمته تريليون دولار من البضائع التي كانت تمر إلى “إسرائيل” سنويا عبر الطريق البحري الحيوي، حسب وكالة أنباء أسوشيتد برس- التي أشارت إلى أن اليمن أشعلت شرارة قتال مع التواجد الأمريكي في البحر الأحمر، صنفت بالأكثر كثافة على البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

أما موقع “N12” العبري، فأكد أن “إسرائيل” سعت إلى تصوير الهجمات في البحر الأحمر كمسألة دولية، وتكاليفها الباهظة ليست اقتصادية فحسب، لكنها واجهت صعوبة في حشد دعم واسع حتى عندما قادت الولايات المتحدة والدول الأوروبية هذه الدعوة.

فيما أعترف الموقع بأن القوات اليمنية سيطرت فعليًا على شريان بحري دولي مهم وعلى باب المندب، وأصبحت تفرض عقوبات اقتصادية على كل سفينة لها علاقة بـإسرائيل، تمر عبر البحر الأحمر، مؤكدا أن ذلك له عواقب وخيمة وبعيدة المدى.

أزمة الشحن إلى “إسرائيل”

وفي السياق، حذر الرئيس التنفيذي لشركة استشارات الشحن فسبوتشي ماريتايم الشاحنين من تقلبات مستمرة في أسواق شحن الحاويات حتى عام 2025، مؤكدا “حتى لو تم استئناف الابحار عبر البحر الأحمر، فإن الراحة الفورية من الاضطرابات وارتفاع أسعار الشحن ليست مضمونة”.

وأضاف “إذا استمرت الأزمة واستمر تحويل جزء كبير من أسطول الحاويات العالمي نحو جنوب أفريقيا بعيدًا عن البحر الأحمر، فإن القدرة العالمية على الشحن ستظل محدودة وعرضة لمزيد من الاضطرابات”.

ونشر موقع “والا” العبري، الأسبوع الماضي، عن يورام زيبا رئيس مكتب الشحن الإسرائيلي قوله: “40٪ من سفن البضائع العامة ليست مستعدة للإبحار إلى “إسرائيل” الآن، إما بسبب ارتفاع تكاليف التأمين، أو لأن أطقمها ترفض المجيء إلى هنا، وفي صهاريج الوقود لم تعد 15٪ من السفن تصل، حتى بعض سفن الحاويات الكبيرة التي زارت موانئ إسرائيل قبل الحرب لم تعد تصل، وتصل الحاويات إلى إسرائيل بعد تحميلها في سفن أصغر، بتكاليف عالية”.

مؤكد أن وضع الموانئ الإسرائيلية يزداد سوءاً بعد إغلاق قوات صنعاء لميناء إيلات، وارتفاع المخاطر على ميناء حيفا نتيجة التصعيد مع حزب الله.

خفض التصنيف

وبفعل التدخل اليمني المساند لإخواننا في غزة، تعيش “إسرائيل” حالة عجز في ميزانيتها بلغت 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الشهور الـ12 المنتهية في يوليو الماضي، وتعادل هذه النسبة ما قيمته 155.2 مليار شيكل (47.1 مليار دولار)، وفق أحدث تقارير المحاسبة العامة، الذي ورد في بيان صادر عن وزارة المالية الإسرائيلية، يالي روتنبرغ، مطلع الأسبوع الجاري.

تداعيات قرار منع اليمن مرور السفن المتجهة إلى “إسرائيل” من العبور عبر البحر الأحمر على الاقتصاد الإسرائيلي، أسفرت عن قيام وكالة فيتش بخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل لدرجة واحدة، من “إيه+A“ إلى “إيهA“!

وهبط الشيكل إلى 1.7% مقابل الدولار، الاثنين، وأغلقت الأسهم منخفضة بنحو 1.5% في تل أبيب في ظل قلق المستثمرين من هجوم محتمل على إسرائيل.

وكانت فيتش أصدرت في إبريل الماضي توقعات سلبية لحكومة الكيان الإسرائيلي، بعد قرابة شهرين من خفض وكالة موديز العالمية التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى (إيه2)، وهو مستوى يعادل المستوى “إيه” في تصنيف وكالة فيتش، مع نظرة مستقبلية سلبية أيضاً، فيما اتخذت بعدها وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز خطوة مماثلة.

ويأتي قرار فيتش وسط تصاعد خطر توسع الصراع ليشمل حزب الله وإيران، بعد اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شُكر، وتهم موجهة إلى “تل أبيب” باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية في طهران.

وذكرت فيتش- أن خفض التصنيف “يعكس تأثير الحرب المستمرة في غزة، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة والعمليات العسكرية على جبهات متعددة“.

وأبقت الوكالة على نظرتها المستقبلية للتصنيف عند مستوى سلبي، وهو ما يعني إمكانية خفضه مرة أخرى، مع تزايد تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقالت فيتش إن التوترات المتزايدة بين “إسرائيل” وإيران وحلفائها قد تعني إنفاقاً عسكرياً إضافياً كبيراً وتدمير البنية التحتية وإلحاق الضرر بالنشاط الاقتصادي والاستثمار، متوقعة بلوغ عجز الموازنة في العام الحالي نحو 7.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالعجز المستهدف من وزارة المالية البالغ 6.6%.

وأكدت أن توقعاتها للعجز خلال العام المقبل “ستبلغ 4.6%، وقد يكون أعلى إذا استمرت الحرب في 2025 وامتدت إلى مناطق أخرى بالمنطقة“.

وفيما تشير التوقعات السلبية المرتبطة بخفض التصنيف، إلى إمكانية حدوث خفض آخر في المستقبل المنظور، أكد خبراء الاقتصاد في وكالة فيتش أن سبب هذه التوقعات السلبية هو المخاطر الجيوسياسية التي تواجه إسرائيل.

ونقلت رويترز عن فيتش قولها: إن استمرار النزاع حتى العام المقبل سيجبر “إسرائيل” على مواصلة إنفاقها العسكري المرتفع، كما سيتسبب في مزيد من التعطيل لقطاعات السياحة والبناء والإنتاج في المناطق الحدودية، مضيفة: “في تقديرنا، قد يستمر الصراع في غزة حتى 2025، وثمة مخاطر من توسعه إلى جبهات أخرى“.

وتعد فيتش الأحدث من بين شركات التصنيف الثلاث التي تخفض تصنيف سندات حكومة الكيان الإسرائيلي، منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب تخفيضات موديز وستاندرد آند بورز.

500 ألف برميل إضافية يوميًا

على صعيد آخر، نقل موقع ” ذاماريتايم إكزكيوتيف” المتخصص في اللوجستيات البحرية عن شركة “ترافجورا” لتجارة الطاقة، أن ناقلات النفط وحدها ستستهلك 200 ألف برميل إضافية يوميًا من زيت الوقود هذا العام بسبب تحويلات المسارات حول رأس الرجاء الصالح. وهذا الوقود كافٍ لزيادة الانبعاثات السنوية لأسطول الناقلات بنسبة 4.5 في المائة.

وذكر الموقع أن العديد من مشغلي السفن زادوا من استخدام طريق البحر الأحمر بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، لأنه أقصر كثيراً وأقل تكلفة (عادة). وقد طورت الصناعة أفضل الممارسات للأمن في رحلات البحر الأحمر، لكن مديري السفن يوصون بتجنب المخاطر تماما والتحول إلى الطريق الطويل حول أقصى جنوب أفريقيا.

ولفت إلى أن غالبية أسطول سفن الحاويات قامت بهذا التحول، إلى جانب حصة كبيرة من أساطيل ناقلات النفط والغاز. ويضيف هذا التحويل حوالي 2000 -3000 ميل بحري إلى رحلة من آسيا إلى أوروبا أو من آسيا إلى الولايات المتحدة. وتقدر شركة الاستشارات فسبوتشي ماريتيم أن المسافة الإضافية التي تقطعها السفن على طريق كيب كل أسبوع تتجاوز المسافة من الأرض إلى القمر.

وأوضح أن العديد من السفن تزيد من سرعتها لتعويض بعض فارق التوقيت في الرحلة الأطول، مما يزيد من استهلاك الوقود. ووفقًا لشركة ترافجورا، عندما يتم تضمين سفن الحاويات والسفن الأخرى في الحساب، فسوف تستهلك صناعة الشحن 500 ألف برميل إضافية يوميًا من زيت الوقود هذا العام.

وتتفق وكالة الطاقة الدولية على أن الطلب العالمي على الوقود سوف يزيد بسبب تحويلات البحر الأحمر، وإن كان بكمية أقل نحو 200 ألف برميل يوميا. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تكون الزيادة ملحوظة بشكل خاص بالنسبة لموردي الوقود في سنغافورة، (المركز الرئيسي للوقود على الطرق من الشرق إلى الغرب وأحد الموانئ الأكثر تضررا من الازدحام الناجم عن البحر الأحمر).

ووصفت شركة “فيسبوتشي ماريتايم لاستشارات الشحن البحري المسافة الإضافية التي تقطعها السفن بعيدًا عن البحر الأحمر حول أفريقيا كل أسبوع، تتجاوز المسافة من الأرض إلى القمر

فيما قالت شركة ترافيجورا لتجارة الطاقة أن صناعة الشحن سوف تستهلك 500-ألف برميل إضافي يوميًا من الوقود هذا العام، بسبب التحويلات حول رأس الرجاء الصالح، بعيدًا عن البحر الأحمر.

آخر الاحصائيات

وفي آخر احصائيات لحجم الخسائر التي تتكبدها شركات الشحن المحولة لاتجاهها نحو رأس الرجاء الصالح، أعلنت شركة الشحن”هاباج لويد” الناقلة إلى موانئ كيان العدو، عن انخفاض صافي ربح الشركة بنسبة 75٪ في النصف الأول من عام 2024م، نتيجة الهجمات على السفن، والوضع الأمني في البحر الأحمر.

وقالت شركة الشحن “هاباج لويد” الناقلة إلى موانئ كيان العدو: إن قرار منع القوات اليمنية مرور سفن الشحن إلى اسرائيل، تسبب في انخفاض صافي ربح الشركة عن 2.9 مليار يورو في العام السابق إلى 732 مليون يورو فقط في الأشهر الستة الماضية.

وأضافت “على خلفية أسعار الشحن المتقلبة للغاية والتحديات الجيوسياسية الكبرى، التوقعات تخضع لدرجة عالية من عدم اليقين، أضفنا سفن وحاويات جديدة في عام 2024 لتلبية متطلبات القدرة الإضافية الناتجة عن الوضع الأمني في البحر الأحمر”.

كما أعلنت شركة «موانئ دبي العالمية (دي بي ورلد)» الأسبوع الماضي انخفاض صافي أرباحها بواقع 59 في المئة في النصف الأول مع تأثر الشركة بالاضطرابات في الشحن في البحر الأحمر وسط التوتر المتصاعد في المنطقة العربية بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة.

ويقول محللون إن موانئ “الشرق الأوسط”، مثل تلك الموجودة في الخليج، خسرت حركة الشحن العابر مع إبحار السفن حول أفريقيا. وقالت الشركة إن الربح العائد لمالكي الشركة انخفض من 651 مليون دولار إلى 265 مليون دولار خلال الأشهر الستة حتى 30 يونيو.

وأشارت إلى أن عملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا «تأثرت جزئيا» بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.

وانخفضت إيرادات الأنشطة اللوجستية للشركة 2 في المئة، كما سجلت أعمال الخدمات البحرية انخفاضا في الإيرادات في النصف الأول 4.1 في المئة.

وفي “الشرق الأوسط “وأفريقيا وأوروبا، سجلت «دي بي ورلد» انخفاضاً بنسبة 1.9 في المئة في إجمالي أحجام المناولة على أساس المقارنة بالمثل، في حين انخفضت الأرباح سبعة في المئة.

وانخفض إجمالي الأرباح الأساسية المعدلة للشركة 4.3 في المئة إلى حوالي 2.5 مليار دولار للأشهر الستة الأولى من العام بسبب الأزمة والاستثمارات لتوسيع منصة الخدمات اللوجستية، لكنها قالت إنها تتوقع أداء أفضل للنصف الثاني من العام.

تراجع في الأرباح

وهوت ثلاثة أرباع أرباح شركة “هاباغ لويد” الألمانية العملاقة للشحن البحري، في النصف الأول من هذا العام، بسبب امتناعها عن عبور البحر الأحمر لتجنب ما أسمته بهجمات الجيش اليمني على سفن الشركات التي تنقل البضائع إلى إسرائيل.

وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، أعلنت الشركة، الأسبوع الماضي، عن تراجع أرباحها في النصف الأول من هذا العام بنسبة 75%.

وقالت الشركة، والتي تعتبر خامس أكبر شركة شحن حاويات في العالم: إن صافي أرباحها في النصف الأول من العام انخفض من 2.9 مليار يورو في الفترة نفسها من العام الماضي. 732 مليون يورو (804.47 مليون دولار).

وقبلها بأيام، أعلنت شركة “ميرسك” العملاقة للشحن البحري عن هبوط 45% من أرباحها في الربع الثاني من العام نتيجة عمليات الجيش اليمني التي منعتها من عبور البحر الأحمر لأنها تنقل بضائع إلى إسرائيل بشكل مستمر.

من جهة أخرى، اطاحت حملات المقاطعة العالمية لمنتجات مقاهي ستاربكس الأميركية بالرئيس التنفيذي للشركة “لاكشمان ناراسيمهان لا سيما في البلدان العربية والإسلامية، بعد اتهامات بضلوع العلامة في دعم ومساندة جيش العدو الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني. وأفادت صحيفة فوربس أن الإطاحة جات نتيجة تدني أرباح سلسلة مقاهي ستاربكس الأميركية بأكثر من مليار دولار في الربع المالي الثالث لعام 2024.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى