إسقاط اليمن لـ(MQ9).. أمريكا تخسر رهان التفوق الجوي
متابعات || مأرب نت || 19 شوال 1445هـ
نجحتْ قوات الدفاع الجويّ في القواتِ المسلحةِ اليمنية، الجمعة، من إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ جديدة من طراز (MQ9) متعددة الأغراض وذات التكنولوجيا عالية التطور، ليصل عدد الطائرات من هذا الطراز التي أسقطها اليمن منذ بدء طوفان الأقصى إلى 3، بالإضافة إلى 4 أخرى تم إسقاطها في سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
واعترف مسؤول عسكري أمريكي، السبت، في تصريح لشبكة CNN بأن طائرة بدون طيار من طرازMQ-9 تابعة للقوات الجوية الأمريكية تحطمت في اليمن في الصباح الباكر من يوم الجمعة (بتوقيت صنعاء)، وذلك بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية عن العملية مؤكدة أنه تم إسقاط الطائرة في أجواء محافظة صعدة ـ شمال البلاد ـ أثناء قيامها بمهام عدائية.
ومثلت المشاهد التي وزع الإعلام الحربي اليمني، لعملية إسقاط الطائرة الأمريكية MQ-9 Reaper، بصاروخ يمني وتناثر فخر الصناعات الأمريكية إلى أجزاء متطايرة وإظهار ما تبقى من حطامها على الأرض؛ مثلت صورة أخرى من الإذلال اليمني للغطرسة الأمريكية، وفقا لمراقبون.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم إسقاط هذا النوع من الطائرات الأمريكية المتطورة ويعترف الأمريكي بفقدانها في اليمن، فقد أعلنت القوات المسلحة اليمنية في 19 من فبراير الفائت عن إسقاط الطائرةَ الأمريكية َ”MQ9″ في أجواءِ محافظةِ الحديدة.
وبعد شهر واحد من بدء معركة طوفان الأقصى، وفي عملية هي الأولى من نوعها خارج البر اليمني أسقطت القوات الجوية اليمنية في الثامن من نوفمبر 2023 طائرة التجسس الأمريكية “إم كيو 9” خلال قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في “أجواء المياه الإقليمية اليمنية” في إطار حماية واشنطن لكيان العدو الصهيوني، وضمن الدعم العسكري المقدم للكيان،
ومن الملاحظ في بيانات القوات المسلحة اليمنية التي أعلنت فيه إسقاط هذا النوع التي تتفاخر الأمريكي بها، أن اليمن لم يعلن عن نوع السلاح الذي تم إسقاط الطائرات به مكتفيه بالإشارة إلى أنه “سلاح مناسب”، دون الإفصاح أو التطرق إلى نوعه، في إشارة إلى أنه ليس من ضمن أسلحة الدفاع الجوي التي تم الإعلان عنها مسبقا، ما يشير إلى حجم التطور العالي الذي وصلت إليه اليمن في هذا المجال إلى جانب قوتها وقدراتها الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسير.
إسقاط 4 طائرات من ذات الطراز المتطور في سنوات العدوان
ويعود مسلسل إسقاط طائرات التجسس المقاتلة من نوع “إم كيو 9” إلى قبل 7 أعوام، تحديدا في الأول من أكتوبر 2017 عندما أسقطت دفاعات الجو اليمنية أول طائرات هذا الطراز خلال قيامها بأعمال عدائية في أجواء العاصمة صنعاء، وبُثت مشاهد إسقاط هذه الطائرة، حينها شكل هذا الإنجاز العسكري اليمني صدمة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، لتنحصر بعدها عمليات هذا النوع من الطائرات في مقابل تصاعد عمليات الإسقاط في الأجواء اليمنية.
وخلال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أيضا، وفي شهر يونيو 2019 تم إسقاط طائرة ثانية من هذا النوع في أجواء محافظة الحديدة الساحلية، وفي شهر أغسطس من ذات العام تم إسقاط طائرة ثالثة في محافظة ذمار (وسط)، وفي شهر مارس من العام 2021 تم إسقاط طائرة الدرون الأمريكية الرابعة من ذات الطراز في حافظة مأرب،.
يذكر أن إم كيو-9 ريبر (MQ-9 Reaper) تعد من بين أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار وتضم مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة.
وهي متعددة الأغراض، تتنوع مهامها بين المراقبة والتجسس، كما تستخدم كقاذفة للصواريخ في ميادين القتال، إذ تستطيع حمل كمية كبيرة من الصواريخ والقنابل الموجهة بالليزر، ويمكنها ضرب أهداف “متحركة عالية القيمة وحساسة” بالإضافة إلى ضرب الأهداف الثابتة، نظرا لأنظمة أسلحتها وقدرتها على مراقبة المنطقة لفترة طويلة من الزمن.
والصواريخ والقنابل التي تستطيع حملها هي 4 صواريخ AGM-114 “هيلفاير”، ويمكن إضافة قنبلتین 82 كافة، مع رؤية ليزر الموجهة ب GPS، يتم اختبار تجهيزها بصواريخ AIM-92 ستينغر.
ويرى مراقبون عسكريون، أن إسقاط الطائرة الأمريكية العملاقة والتي ما فتئ الأمريكي يتفاخر بها ويلقبها تارة بـ (المفترس) وتارة بـ (الصياد القاتل) بقدراتها والتي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار ويصل وزنها إلى 5 أطنان ويبلغ طولها 11 مترا وعرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، وتحلق على ارتفاع 45 ألف قدم؛ يعكس ما وصلت إليه القوات الجوية اليمنية من تطور وقدرات تمكنها من إسقاط هذا النوع، فعملية إسقاط (إم كيو9) المزودة بكل هذه المنظومات الحديثة جدا يحتاج إلى أسلحة ذات تكنولوجيا معقدة لا تمتلكها إلا القليل من الدول.
وبتجاوز اليمن لـ(MQ-9) الأمريكية يتقلص فارق التفوق الجوي بين صنعاء وواشنطن والتي اعتمدت الأخيرة عليه في خوض حروبها حول العالم؛ وستخطو صنعاء خطوات إضافية لإسقاط المقاتلات الأمريكية الأكثر تطورا وبالتالي حماية الأجواء والأرض اليمنية تماما من أي انتهاك أو اعتداء خارجي، ما يفقد الغرب بزعامة أمريكا ورقة رابحة طالما استخدمها لضرب واحتلال البلدان وإخضاعها لهيمنته.