السيد نصر الله: الحماقة التي ارتكبها الصهاينة في دمشق عجّلت اتصال بايدن بنتنياهو.. وردُّ إيران حقٌّ طبيعي
متابعات || مأرب نت || 29 رمضان 1445هـ
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، أنّ “الحماقة التي ارتكبها الصهاينة على القنصلية الإيرانية في دمشق عجّلت” اتصال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، برئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين بنتنياهو.. مشدداً على أنّ هذا الاتصال هو “دليل على أنّ الأمريكي يستطيع أن يفرض على “إسرائيل” ما يشاء”.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السيد نصرالله خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه حزب الله لمناسبة استشهاد قائد قوة القدس في لبنان وسوريا، في حرس الثورة الإيراني، محمد رضا زاهدي، ورفاقه.
وقال السيد نصرالله: إنّ بايدن زعم أنّ ضغطه على نتيناهو جاء “بسبب مقتل عمّال إغاثة، حيث طالبه باتخاذ إجراءات”.
وفي هذا الإطار، أشار السيد نصر الله إلى قيام رئيس أركان “الجيش” الصهيوني، هرتسي هليفي، بعزل رئيس هيئة أركان لواء “ناحال”، وتوبيخ قائد المنطقة الجنوبية، وقائد في “ناحال”.. مؤكداً أنّ هذا “أمر كبير في العرف العسكري”.
وأضاف: إنّ من جملة الاعتراضات، التي يتعرّض لها نتنياهو داخل الاحتلال، هي عدم إمكان تأمين الذخيرة أو خوض الحرب، لا في غزة ولا في لبنان، من دون الولايات المتحدة.
في السياق نفسه، شدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ “ما حدث يدين واشنطن، لأنّها تحرّكت من أجل عمّال إغاثة فقط، بينما لم تتحرّك من أجل الضغط بعد استشهاد أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني”.
وفي حديثه عن الحرب في غزة، أكد السيد نصر الله أنّ الألوية الصهيونية، التي انسحبت من خانيونس، “انسحبت ذليلةً تحت النار”.. مشيراً إلى أنّ العدو الصهيوني عانى الهزيمة في خانيونس، بعد ساعات فقط من حديث وزير أمنه، يوآف غالانت، من غلاف غزة، عن هزيمة حماس.
ولفت إلى أنّ العدو الصهيوني يخوض أطول حروبه في منطقتنا، وهو يقرّ بأنّه، بعد ستة أشهر على الحرب، لم يُعِدْ أكثر من نصف الأسرى، ولم يدخل رفح، ويعلن عن مقتل ضباط وجنود جدد، بينما لا تزال صفارات الإنذار تدوي في غلاف غزة.
وتابع السيد نصر الله: إنّ ما يقوله الصهاينة أنفسهم يتكلم على هزيمة الاحتلال.. واصفاً نتنياهو بـ”المنفصل عن الواقع، إذ قال الأحد إنّ “إسرائيل” حقّقت نصراً، في حين أن كل العالم يقول له أنت خسرت”.
وأمام ذلك، رأى الأمين العام لحزب الله أنّ نتنياهو “سيحاول عرقلة المفاوضات من تحت الطاولة، لأنّ وقف إطلاق النار سيعني انتهاءه” مع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، وحزب “الليكود” الذي يتزعّمه، لأنّهم سيذهبون إلى التحقيق.
كما أكد السيد نصرالله أنّ أحد أهم شروط حماس، بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، هو “الانسحاب من قطاع غزة وفتح الشمال على الجنوب”.. مرجّحاً أن يكون العدو “رضخ وخرج من غزة، قبل أن يصبح المطلب في المفاوضات ملزماً”.
وحول العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق، أكد الأمين العام لحزب الله، أنّ الاعتداء على المستشارين الإيرانيين “يحمل جديدين: أولّهما استهداف أرضٍ إيرانية، الأمر الذي يعني اعتداءً على ايران لا على سوريا فقط.. والثاني هو مستوى الاغتيال، لأنّ اللواء زاهدي كان رئيس المستشارين الإيرانيين في لبنان وسوريا”.
وقال السيد نصرالله: إنّ التقديرات تشير إلى أنّ الاحتلال “أخطأ التقدير في استهداف القنصلية، نسبةً إلى ما الموقف الإيراني المعلن، وما يُنتظر من رد فعلٍ من طهران”.. مؤكداً أنّ الولايات المتحدة و”إسرائيل” وقادة العالم كلّه “سلّموا بأنّ الرد الإيراني قادم، وهذا حق”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ استهداف المستشارين الإيرانيين في القنصلية في دمشق هو “الاعتداء الإسرائيلي الأكبر من نوعه في سوريا، منذ أعوام”.. مؤكداً أنّه جاء “بسبب فشل الحرب الكونية على سوريا، والتي كانت إسرائيل ضالعةً فيها”.
في السياق ذاته، أشار إلى أنّ حضور حرس الثورة الإيراني في كلٍّ من سوريا ولبنان يعود إلى عام 1982، بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، ليساعد على مواجهته، على الرغم من الحرب الكونية التي فُرضت على إيران في تلك الفترة.
وأوضح السيد نصر الله أنّ حضور كادر حرس الثورة “كان بصفة استشاريين تدريبيين”.. مضيفاً: إنّ وجود المستشارين العسكريين في القنصلية الإيرانية في دمشق “هو أمر طبيعي ومن الأعراف العالمية”.
وتابع: إنّ العدو الصهيوني “يعلن حرباً علنيةً، ويزعم استهداف قواتٍ إيرانية، بينما يستهدف في الواقع المستشارين الإيرانيين، الذين قاموا بخدمات جليلة على مستوى المقاومة في المنطقة”.. موضحاً أنّ الاستهداف ينطلق من “فهم “الإسرائيلي” دور مستشاري الحرس في منطقتنا، على مستوى المقاومة”.
وأكد السيد نصر الله أنّ استهداف المستشارين الإيرانيين في سوريا هو “جزء من المعركة الأساس، الأكثر وضوحاً وشرعيةً”، وهي الصراع مع الاحتلال.
وتطرّق الأمين العام لحزب الله، في كلمته، إلى إسقاط المقاومة الإسلامية في لبنان طائرة “هرمز 900″، وهي فخر الصناعة الصهيونية.. مؤكداً أنّ “قيمتها، عسكرياً وتجارياً، ضُربت”.
وقال السيد نصر الله: إنّ المقاومة “لا تريد إظهار نوع الصاروخ الذي أسقط الطائرة”.. موضحاً أنّ “أهمية العملية تكمن في إسقاط الطائرة هرمز عند الخطوط الأمامية، وهي تقرئ ما لدى المقاومة من قدرات في الدفاع الجوي”.
ولفت إلى أنّ العدو الصهيوني عدّ إسقاط الطائرة تجاوزاً للخطوط الحمر، متوجهاً إليه بالتساؤل: “ومن قال إنّنا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟”.
بالإضافة إلى ذلك، تحدّث السيد نصر الله عن الوضع الداخلي اللبناني الداخلي، وتحديداً اتهام حزب الله بخطف شخص، الأحد، في مدينة جبيل، من جانب حزبي القوات والكتائب وبعض القنوات التلفزيونية.. مؤكداً أنّ الكلام الذي سُمع “يُذكّر بالحرب الأهلية”.
وقال السيد نصر الله: إنّ كشف مصير المخطوف سيشكّل “فضيحةً حقيقيةً لحزبي القوات والكتائب، على نحو يُظهر أنّها ليسا أهل حق وحقيقة، بل أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية”.
وأضاف: إنّ الحزبين “حاولا ترويع أهالي جبيل كسروان، وأرسلا رسائل تهديد”.. مشدداً على أنّ هذه “خطوة خطرة جداً، حتى ينقطع النفس، وعليهما أن يفهما خطورتها”.
وعن قائد قوة القدس في لبنان وسوريا، الشهيد محمد رضا زاهدي، أكد السيد نصر الله أنّه كان “كغيره من الشبان، من عماد الثورة الإسلامية في إيران”، وأنّ هؤلاء الشبان “تحمّلوا المسؤوليات الكبيرة مبكّراً، وهم قيادات أفرزها الميدان”.
وأوضح الأمين العام العام لحزب الله أنّ علاقة الشهيد بلبنان بدأت عام 1988، مع تسلّم الشهيد قاسم سليماني قوة القدس، واختياره زاهدي حينها مسؤولاً للحرس في المنطقة.
وواكب الشهيد زاهدي مع المقاومة الإسلامية في لبنان، كما قال السيد نصر الله، “مرحلةَ الذروة”، قبل عام 2000، بحيث أمضى أربعة أعوام حينها، مواكباً أيضاً ما بعد التحرير من تحضير وتجهيز من أجل مواجهة الاحتلال.
وأضاف السيد نصر الله: إنّ الشهيد زاهدي عاد إلى لبنان عام 2008، بعد ارتقاء الشهيد عماد مغنية.. موضحاً أنّه “تم الإجماع على عودته إلى المنطقة حينها، ليبقى عندنا ستة أعوام، حتى عام 2014”.
وفي عام 2020، عاد الشهيد زاهدي إلى لبنان، حيث بقي إلى حين استشهاده، ليكون “أمضى من حياته 14 عاماً بيننا”، بهدف تقوية المقاومة لتكون في مستوى الاقتدار المطلوب.
بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد نصر الله إلى أنّ الشهيد “كان يصرّ على التوجه إلى جنوب لبنان، من أجل أن يكون مع المقاومين”.. مؤكداً أنّ قلبه وعقله وعينه كانت على غزة، منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، إلى حين شهادته”.
وشدد الأمين العام لحزب الله اللبناني في ختام حديثه بالقول: إنّ “قادتنا الشهداء يبحثون عن النصر، كونه مشروع أمة، بينما يأملون الشهادة ويعدّونها مشروعاً شخصياً”.. مؤكداً أنّ هذه المعركة “ليست فقط لتحرير المقدسات، بل لتحرير الأمة من مشاريع الاحتلال والنهب والسلب”.