الإطلالةُ الأسبوعية للسيد القائد.. ما الرسائلُ والدلالات؟
متابعات || مأرب نت || 4 شعبان 1445هـ
يحرِصُ السيدُ القائدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي –يحفظُه الله- على الظهورِ أسبوعياً كُـلَّ خميس؛ ليتحدَّثَ في خِطابٍ متلفزٍ عن آخر التطورات ذات العلاقة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وكلّ ما يرتبط بها من أحداث على ساحات عدة وأبرزها جبهات اليمن والعراق ولبنان.
ومنذ بدء عملية (طُـوفان الأقصى) كان السيد القائد حاضراً في المواجهة من خلال خطاباته المحفزة، وموجهاته المتعددة للنهوض بالشعب اليمني لمساندة المقاومة الفلسطينية في غزة؛ فتصدرت اليمن بجدارة الساحة الدولية، وأصبحت الرقم الأول المساند لفلسطين عالميًّا، سواء بالخروج في المسيرات الجماهيرية أَو في الدعم العسكري وغيره.
وتحظى خطاباتُ السيد عبد الملك بمتابعة كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي، كما أن الكثير من قنوات التلفزة تبث الخطاب مباشرة، وتفرد عددٌ من الصحف الدولية والعالمية مساحةً للتحليل حول مضامين الخطاب وما ورد فيه، حتى أصبح السيد عبد الملك رقماً صعباً، وأحدَ القادة الملهِمين لأحرار العالم الذين لا يتردّدون في مبايعته وإعلان الانضمام تحت لوائه.
منقذٌ للأُمَّـة الإسلامية:
ويرى عضوُ المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، أن “السيدُ القائدَ عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- يولي القضيةَ الفلسطينية جُــلَّ اهتمامه؛ انطلاقاً من المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية والأسس والمنطلقات السامية لمسيرتنا القرآنية”، لافتاً إلى أن “استمرار العدوان الصهيوني المتوحش على قطاع غزة، والحصار الخانق على القطاع، وحرب الإبادة الجماعية بدعم وإسناد من قبل أمريكا وبريطانيا، والكثير من دول الغرب الكافر وكلّ التكالب الصهيوني على غزة جعل السيدَ القائدَ يتصدى لذلك عن طريق تسجيل هذه المواقف العظيمة التي تعكسُ صدقَ الانتماء الإيماني واستشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية”.
ويذكر الأسد أن “المشروع القرآني برز كمشروع منقِذٍ للأُمَّـة الإسلامية يتحَرّك وفق توجيهات ربانية ومن عمق القرآن الكريم، لا سِـيَّـما أن الكثير من الشعوب الإسلامية تعاني من حالة الضعف والانحطاط والتشتت والضياع؛ نتيجة لانعدام الرؤية وفقدان البوصلة والاستكانة للأعداء”.
ويضيف أن “السيد القائد برز من خلال اهتمامه ومواكبته للأحداث الجارية في غزة بالكلمات التوضيحية والتوجيهية الأسبوعية وعمليات قواتنا البحرية والصاروخية وسلاح الطيران المسيَّر المساندة لأهلنا في غزة كقائد للأُمَّـة جمعاء، وليس بغريبٍ على من تثقف بثقافة القرآن الكريم ونهل من منهلها الصافي الزُّلَالِ ورفع شعار البراءة من الأعداء وواجه في سبيل ذلك قوى البغي والعدوان لعدة سنوات أن تكون هذه هي مواقفه”.
من جهته يقول أُستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء، الدكتور أحمد الصعدي: “إن في الأوساط العربية ظاهرةً سلبيةً تتمثل في انفجار ثورة غضب وبكاء وصراخ، ولكنها ما تلبث أن تفترَ بالتدريج إلى أن يعتاد الناس على متابعة الأخبار، وكأنهم يتابعون الأحوال الجوية”.
ويلفت الصعدي إلى أن “الظهورَ المتكرّر لقائد الثورة يهدف للحفاظ على يقظة الشعب اليمني وتهيئته لمواجهة أسوأ الاحتمالات، لا سِـيَّـما أن اليمن جبهة مواجهة ذات حساسية خَاصَّة مرتبطةٍ بالبحر الأحمر، وما يعنيه من مصالحَ حيوية للكيان الصهيوني وللغرب الإمبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية”، مُشيراً إلى أن “قائدَ الثورة حريصٌ على إبقاء غزةَ في بؤرة اهتمام الشعب اليمني والشعوب العربية وشعوب العالم قاطبة، وعدم تمكين الكيان المجرم من الفتك بأهل غزة وإخفاء جرائمه المروِّعة”.
بلسمٌ لجراح غزة:
من جهته يقول الناشط السياسي الدكتور يوسف الحاضري: “بطبيعة الحال فَــإنَّ القيادة القرآنية الواعية تسعى إلى نشر الوعي للآخرين؛ حتى يكون المجتمع على مقدارٍ عالٍ ورفيع من الوعي”، مُشيراً إلى أن “ذلك يتجسد في الحكمة التي تمتلكها القيادة والرؤية السليمة التي ينعكس إلى تصرفات وإلى أعمال، وَهذا ما علّمنا به ويعلّمنا إياه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
ويؤكّـد الحاضري في حديثه لـ “المسيرة” أن “أحداثَ فلسطين وحربَ الإبادة على غزة جسَّدت مصداقيةَ ووعيَ ويقظةَ السيد القائد”، موضحًا أن “الظهورَ الأسبوعي لقائد الثورة دليلٌ على ملامسته لهموم المنطقة وهمومنا بشكل عام، وعلى رأسها غزة واليمن”، مُشيراً إلى أن “الظهور المتكرّر لقائد الثورة يؤدي لضربات نفسية سلبية للعدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني، وَأن العدوّ يدرك مدى ارتباط اليمن، وأهل اليمن، وَأَيْـضاً العالم في هذه الأيّام، وفي هذه الفترة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبتوجّـهاته”.
ويصفُ الحاضري الظهور الأسبوعي لقائد الثورة بـ “الدعم النفسي والإيجابي لنا نحنُ -أهلَ اليمن- ولحركات المقاومة، وَأَيْـضاً للإخوة في فلسطين”، لافتاً إلى أن “خطابات السيد القائد ترفع معنويات الشعب اليمني وتعزز ارتباطه الوثيق بالقضية المركزية الفلسطينية؛ الأمر الذي يغيِّبُ حالةَ الفتور والوهن في التعامل مع الأحداث هو كما حاصل لدى العديد من البلدان العربية والإسلامية”.
ويتطرق إلى أن “شعوب العالم أُصيبت بفتور كبير جِـدًّا إزاء الأحداث المأساوية في غزة، في حين يزداد النفير الشعبي اليمني العام من جمعة لأُخرى، حيثُ إن كُـلّ جمعة تزداد الجماهير الحاشدة عن الجمعة الماضية”، منوِّهًا إلى أن “الجمعةَ القادمة ستشهد حضوراً جماهيراً حاشداً مشرِّفاً أكثر مما سبق؛ وبما يجسِّدُ الارتباط اليماني الوثيق بالقضية الفلسطينية”.
ويشدّد الحاضري على أن “ظهور قائد الثورة بشكل أسبوعي يسهم في التأثير النفسي على الكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين ويُفشِلُ حربَهم الدعائية التي تهدفُ إلى تخويف اليمنيين وجعلهم يتراجعون عن موقفِهم المساند للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دورِه الجوهري في رفع معنويات المجاهدين المرابطين في غزةَ، وكذا الشعب اليمني المناصِر للقضية الفلسطينية منذُ عقودٍ من الزمن”.