بعد ضغوط يهودية.. تعليق كندي إيطالي أسترالي لتمويل الأونروا
متابعات || مأرب نت || 16 رجب 1445هـ
أعلنت كندا وإيطاليا وأستراليا تعليق أي تمويل إضافي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بحجّة تورط 12 موظفًا بالوكالة في عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في وقت جدّد الكيان الصهيوني إعلانه الرغبة في وقف عمل “أونروا” في قطاع غزّة بعد الحرب.
وقد جاء قرار الدول الثلاثة بعد يوم واحد من اتّخاذ الولايات المتحدة الخطوة ذاتها.
وفي التفاصيل، قال وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين عبر منصة “إكس”، إن “أوتاوا تدين بشكل قاطع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على “إسرائيل”.. ويساورني قلق عميق إزاء الادّعاءات المتعلقة ببعض موظفي أونروا”، حسب تعبيره، وتابع: “أصدرت تعليماتي إلى وكالة الشؤون العالمية الكندية بإيقاف جميع التمويل الإضافي للأونروا في انتظار نتيجة التحقيق”.
الضغط اليهودي والمزاعم بشأن موظّفي الأونروا
الخطوة تأتي بعدما طالبت جماعات يهودية كندا بأن تحذو حذو الولايات المتحدة في تعليق تمويل الوكالة، حسبما ذكرت صحيفة “ناشونال بوست” الكندية.
وقال ما يُسمّى “مركز “إسرائيل” والشؤون اليهودية” (CIJA) في بيان، الجمعة: “مثل الولايات المتحدة، يجب على كندا أن توقف على الفور التمويل الإضافي للأونروا، وأن تراجع هذه الادّعاءات، والخطوات التي تتّخذها الأمم المتحدة لمعالجتها”.
وأضاف المركز أن “مشاركة موظفي الأونروا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ليست سوى أحدث ادعاءات خطيرة تتعلق بتلك الوكالة التابعة للأمم المتحدة”.
بدورها، قالت جماعة “بناي بريث” اليهودية الموجودة في كندا في بيان: “استمرار ظهور مدى تورّط موظفي (أونروا) في عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول واحتجاز الرهائن في غزّة، لم يعد من الممكن تجاهله”.
وأضافت: “تعتقد منظمة بناي بريث كندا أنه من الضروري أن توقف كندا تمويلها للأونروا، وأن تبدأ الأمم المتحدة على الفور المراجعة الشاملة المقترحة للأونروا ودورها في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وكانت كندا قد علَّقت تمويلها لـ”أونروا” في ظل حكومة ستيفن هاربر السابقة، بسبب مزاعم بأن الوكالة “تروج لمعاداة السامية، وترتبط بجماعات إرهابية، مثل حماس”، على حدّ تعبيرها، لكن رئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو أعاد التمويل الذي تبلغ قيمته 25 مليون دولار في عام 2016.
وقد ذكر الأمر ذاته وزيرا الخارجية الإيطالي والأسترالي دون تقديم المزيد من التفاصيل.
ويأتي تحرك كندا وإيطاليا وأستراليا، بعد أن أعلنت واشنطن وقف أي تمويل لـ”أونروا”، إلى حين الانتهاء من فحص المزاعم الخاصة بموظفي الوكالة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: “علقت وزارة الخارجية مؤقتًا تمويلات إضافية لأونروا لحين انتهائها من فحص هذه المزاعم والخطوات التي تتّخذها الأمم المتحدة للتعامل معها”.
من جهته، قال المفوض العام لـ”الأونروا” فيليب لازاريني، إن سلطات الاحتلال “زوَّدت الأونروا بمعلومات بشأن الضلوع المزعوم لعدد من موظفي الوكالة في الهجمات على “إسرائيل” في 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وتابع لازاريني: “لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتّخذت قرارًا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وبدء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير”.
وفي السياق ذاته، قال الاتحاد الأوروبي الجمعة إنه سيبحث ما يمكن أن يتخذه من “خطوات مناسبة”، بناء على نتيجة التحقيق الشامل في المزاعم المتعلقة بموظفي “أونروا”.
وأضاف الاتحاد في بيان: “نحن على اتّصال مع الأونروا، ونتوقع منها الشفافية الكاملة بشأن هذه المزاعم واتّخاذ إجراءات فورية بحق الموظفين المتورطين”، مشيرًا إلى أن الأونروا شريك مهم لأوروبا وللمجتمع الدولي، ولعبت دورًا حيويًا على مدى سنوات في دعم اللاجئين الفلسطينيين.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه يشعر “بالفزع” من تلك الادّعاءات الخطيرة.
وأشار بيان للمتحدث باسم جوتيريش، إلى أن الأمين العام اطلع على هذه الادّعاءات “الخطيرة” من المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.
وطلب جوتيريش من المفوض العام التحقيق في هذه القضية على وجه السرعة، والتأكد من “فصل أي موظف في الأونروا يظهر أنه شارك أو حرَّض على ما حدث في السابع من أكتوبر، أو في أي نشاط إجرامي آخر على الفور وإحالته إلى مقاضاة جنائية”.
وشنت “إسرائيل”، الأربعاء الماضي، هجومًا على مركز تدريب تابع لـ”أونروا” يؤوي نازحين في خان يونس، وقال مدير الوكالة في غزّة إن 9 فلسطينيين سقطوا وأصيب 75 آخرون، عندما أصابت قذيفتا دبابة مبنى يؤوي زهاء 800 فرد في جنوب قطاع غزّة.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة قلقة إزاء الهجوم، مكرّرًا دعوة واشنطن لحماية المدنيين وموظفي الإغاثة والمنشآت التابعة للمنظمات الإنسانية.
خطة العدوّ لوقف عمل الأونروا
يأتي ذلك في وقت جدّد كيان العدوّ على لسان مصدر مسؤول، تحدث لصحف إسرائيلية، إعلان “تل أبيب” رغبتها في وقف عمل “أونروا” داخل قطاع غزّة عقب الحرب.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن خطة لإخراج أونروا من قطاع غزّة، في أعقاب الحرب، بحسب القناة 12 الصهيونية.
وأوصى تقرير وزارة خارجية العدوّ والذي تم تصنيفه بأنه “شديد السرية”، بتنفيذ خطة إخراج الأونروا من غزّة على 3 مراحل، الأولى هي الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين حركة “حماس” والأونروا، التي تقدم الرعاية والخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين من حربي 1948 و1967 وأحفادهم.
وأشار تقرير القناة الإسرائيلية إلى أن المرحلة الثانية “قد تشمل تقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزّة”.