ندوة حقوقية بصنعاء حول جرائم العدو الصهيوني والدور الإقليمي والدولي لعدم الإفلات من العقاب
متابعات || مأرب نت || 30 جمادى الأولى 1445هـ
عُقدت بصنعاء اليوم الأربعاء ، ندوة حقوقية دولية بعنوان “جرائم الكيان الصهيوني والدور الإقليمي والدولي لعدم الإفلات من العقاب”، نظمتها وزارة حقوق الإنسان بالتنسيق مع قطاع السياسة الخارجية والعلاقات بالمجلس السياسي الأعلى.
ويأتي انعقاد الندوة التي شارك فيها قضاة وحقوقيون وناشطون من اليمن، فلسطين، لبنان، العراق، ليبيا، الجزائر، مصر، الكويت، السودان، موريتانيا، ألمانيا، وانجلترا، عبر الزوم في إطار إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “لستم وحدكم”.
وفي افتتاح الندوة أشار أمين سر المجلس السياسي الأعلى – مسؤول قطاع السياسة الخارجية والعلاقات بالمجلس الدكتور ياسر الحوري، إلى أهمية الندوة التي تركز على جرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وقال “إن فلسطين جمعتنا وحركت مشاعرنا وجعلت اليمن يتصدر الموقف سياسياً وعسكرياً بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”.
وأكد أن الجمهورية اليمني بوقوفها الكامل في وجه قوى الهيمنة والاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، صنعت تحولاً وتغيراً كبيراً على مستوى العالم وأحرجت الدول والشعوب.
وأفاد الدكتور الحوري، بأن القانون الدولي لا يطبّق على الكيان الصهيوني منذ وعد “بلفور” المشؤوم، مبيناً أن الدول العربية تراجعت مواقفها خلال العقود الماضية نظراً لتغلغل سياسة الكيان الصهيوني في معظم الأنظمة العربية التي رضخت لقوى الاستكبار.
واعتبر تنظيم الندوة، خطوة مهمة بالتوازي مع عمليات القوات المسلحة اليمنية وكذا القوات البحرية في استهداف عمق العدو الصهيوني ومنع مرور السفن المتجهة إليه، نصرة للشعب الفلسطيني وغزة ومقدسات الأمة.
وأضاف “إن توجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلنه صراحة في العاشر من أكتوبر المنصرم عقب عملية طوفان الأقصى، صنع تحولاً في مسار تموضع اليمن على مستوى المنطقة، ورجح الكفة لصالح اليمن الذي بدأ يستعيد مكانته ودوره المحوري رغم ما تعرض له من عدوان وحصار منذ ما يقارب تسع سنوات”.
وفي الندوة التي حضرها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال المهندس هشام شرف، أكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي نبيل العزاني، ضرورة تركيز المجتمع العربي والإسلامي والمؤسسات والهيئات الحكومية على طبيعة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وذكر أن العدو الصهيوني ارتكب وما يزال أفظع جرائم الإبادة والانتهاكات متعددة الأصناف في خرق سافر للقانون الدولي الإنساني.. لافتاً إلى أن الجرائم الصهيونية أظهرت تعمد الكيان المحتل القتل المباشر والاستهداف للبنية التحتية والتدمير للمنشآت الحيوية التي تقدّم خدماتها للمدنيين بقطاع غزة والضفة الغربية والخليل وغيرها من المدن الفلسطينية.
وتوقف الوزير العزاني، عند الجرائم الصهيونية المتعمدة لوسائل النقل والإسعاف والنازحين وجرائم التجويع ومنع دخول الغذاء والدواء وجرائم الإخفاء القسري والتعذيب “المادي والمعنوي”، معتبراً تلك الجرائم تدخل ضمن جرائم الحرب ضد الإنسانية.
وتساءل ” أين يكمن دور المجتمع الدولي إزاء جرائم الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، هناك ازدواجية في المعايير وكيل بمكيالين إزاء مسارعة المدّعي العام بمحكمة الجنايات الدولية في التحقيق بما حدث في أوكرانيا، في حين لم يحرك ساكنا إزاء الجرائم الصهيونية في غزة وفلسطين، رغم زيارته لمعبر رفح”.
وشدد القاضي العزاني على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي اليمني والعربي تجاه ما ارتكبته إسرائيل من جرائم يندى لها الجبين بغزة وفلسطين .. مؤكداً أهمية التحرك والتفاعل الرسمي والشعبي العربي لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وقضيته العادلة.
بدوره أكد وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال علي الديلمي، أهمية الندوة للبحث في الطرق والمسارات التي تؤدي إلى محاكمة الكيان الصهيوني إزاء ما ارتكبه من مجازر وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الندوة تأتي وسكان قطاع غزة يعيشون تحت نيران الطيران الحربي الصهيوني الذي يواصل ارتكاب المجازر بحقهم، ما أدى إلى استشهاد ما يقارب 20 ألف فلسطيني وإصابة حوالي 50 ألف آخرين 70 بالمائة منهم أطفال ونساء ونزوح أكثر من مليون و800 ألف مواطن وفقدان ما يفوق عن 60 بالمائة من فرص العمل.
وقال “ما تمر به الأمة من مرحلة حساسة لا تقبل التنصل عن تحمل المسؤولية تجاه القضية المركزية والدفاع عنها والخروج من حالة التنديد إلى حالة المواجهة دفاعاً عن فلسطين والمقدسات الإسلامية”.
وحث الوزير الديلمي، الدول العربية والإسلامية إلى الاستفادة من الدروس والمحطات التاريخية التي أثبتت أن السلام مع العدو الصهيوني مجرد وهم وشعارات زائفة لتخدير أبناء الأمة، باعتبار أن الدفاع عن القضية الفلسطينية دفاعاً عن الدين والعرض.
وشدد على ضرورة إعادة إدراج مقرر عن فلسطين في المناهج الدراسية العربية والجامعات.
ودعا إلى تشكيل فريق قانوني مختص للتحضير ومتابعة الملف القضائي ضد إسرائيل والمسؤولين عن الجرائم الدولية المرتكبة في فلسطين .. مؤكداً أهمية التنسيق مع المنظمات الحقوقية الفلسطينية والعربية والعالمية التي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعمل على ملاحقة قادة العدو في المحاكم الدولية.
وأشاد الوزير الديلمي بالتفاعل الوطني الرسمي والشعبي ضمن حملة نصرة الأشقاء في فلسطين بالتزامن مع تواطؤ الأنظمة العربية وهرولتها للخيانة والتطبيع مع كيان العدو .. معبراً عن الأمل في خروج الندوة بتوصيات فاعلة لتحريك طرق المساندة للشعب الفلسطيني في ملاحقة الكيان الغاصب في المحاكم الدولية كأقل واجب تجاه القضية الفلسطينية.
وفي الندوة التي حضرها عضوا مجلسي النواب عبده بشر، والشورى محمد القاسمي، تحدث نائب وزير شؤون المغتربين زايد الريامي، عن أهمية الندوة التي تسلط الضوء على جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وعرّج على العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على الشعب اليمني على مدى تسع سنوات، والعدوان الأمريكي الصهيوني على غزة، مؤكداً أن العدو والمخطط والمبرمج والمنفذ واحد بتواطؤ أنظمة العمالة والخيانة في الدول المطبّعة مع الكيان الغاصب.
وأشار الريامي، إلى أن المغتربين اليمنيين، كانوا في طلائع الحشود المتظاهرة في الدول الأوروبية وأمريكا وبريطانيا نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته العادلة.
وقُدمت خلال الندوة التي حضرها وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير، مشاركات من فلسطين، لبنان، العراق، ليبيا، الجزائر، مصر، الكويت، السودان، موريتانيا، ألمانيا، وانجلترا، حول الجرائم الصهيونية والدور الإقليمي والدولي لعدم الإفلات من العقاب.
وأعرب رئيس الهيئة العليا للحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني – المستشار فارس يغمور عن شعوره بالعزة والفخر لمشاركته في الندوة التي تنظمها وزارة حقوق الإنسان في اليمن، مثمناً مواقف القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى تجاه القضية الفلسطينية.
وألقى الناشط الحقوقي الدولي أحمد كمال من مصر، ومستشار رئيس جمهورية موريتانيا الناشطة منى بنت النانا، والإعلامي المصري محمود موسى، والحقوقية خلود القماطي والناشطة الفلسطينية باسمة أبو عيشة، مشاركات عبرت عن الفخر والاعتزاز بمواقف اليمن قيادة وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأثنت الكلمات على هامش الحرية في اليمن ومساندة قضايا الأمة، متمنين أن تتوافر تلك المساحات في كثير من الدول العربية والإسلامية.
وأكدت أن اليمنيين سباقون دائماً في مساندة القضية الفلسطينية بكل صراحة ووضوح.. لافتة إلى وقوف اليمن الدائم مع الحق عبر التاريخ.