مشكلة الأُمَّــة أن نظرتها إلَى الإسْــلَام وإلى الرَّسُــوْل نظرةٌ ناقصة
مأرب نت || من هدي القرآن ||
أية نقلة من ذلك الواقع المظلم الذي كان يعيشه العرب، لا حكمة ولا زكاء ولا هدى ولا مشروع إلَى أمة بين يديها الحكمة التي قدّمها رَسُــوْل الإسْــلَام من خلال القُــرْآن، من خلال تلك التعاليم العظيمة، الحكمة في السلوك، الحكمة في التصرفات، الحكمة في المواقف، الحكمة في القول والحكمة في الفعل.
هكذا أكرم الله هذه الأُمَّــة بهذه الكرامة العظيمة بهذا الهدى العظيم، وإن كانوا من قبل لفي ضَـلَالٍ مبين، لا حكمة ولا زكاة ولا نور، تخلف وانحطاط في كُلّ واقع الحياة، يأكلون الميتة، في واقعهم الحياتي يعيشون بؤساً فضيعاً جداً، وتناحراً، (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) لكل الأجيال اللاحقة هدىً باقٍ في أوساط الأُمَّــة، فالقُــرْآن باقٍ في أوساط الأُمَّــة والرسول صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ أسوةٌ باقية من موقع الأسوة من موقع الهداية، فيما تركه فيما قدمه من هدى فيما قدمها من تعاليم، فيما عُرف من سيرته صَلَــوَاتُ اللهِ وَسَلَامُـهُ عَلَيْـهِ وَعَلَـى آلِــهِ، (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وما أعظَم قيم هذا الدين.
مشكلتُنا اليوم أيها الإخوة الأعزاء، مشكلة الكثير من أَبْـنَـاء الأُمَّــة وجماهير الأُمَّــة أن نظرتَهم إلَى الإسْــلَام وإلى رسالة الإسْــلَام وإلى الرَّسُــوْل صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ نظرةٌ ناقصة ينقصها الكثير والكثير، السائد اليوم في الذهنية العامة أن الإسْــلَام هو مجرد تلك الطقوس فقط، وأمة الإسْــلَام هي تلك الأُمَّــة التي بقي لها من إسْــلَامها صلاة وصوم وزكاة وحج وشيء يسير من هامش هذا الإسْــلَام من هنا أَوْ هناك، بينما غُيِّبَ من واقع الإسْــلَام أَسَــاسياتٌ هي التي تُعطي قيمةً حتى للصلات وفاعلية للزكاة وفاعلية للمسجد وقيمة لما بقي.
فحينما أضيعت من واقع الأُمَّــة تلك الأَسَــاسيات بقي لها إسْــلَامٌ لا طعم لها لا روح له لا أثر له لا نفع له لا يحق حقاً لا يبطل باطلاً، لا نرى أثرَه في الكثير من أَبْـنَـاء الإسْــلَام من أَبْـنَـاء هذا الدين من أوساط هذه الأُمَّــة، لا نرى لها أثراً في زكاء النفوس ولا في القيم ولا في الأَخْلَاق، إسْــلَامٌ جُرِّدَ من العدل، والعدلُ من أَسَــاسيات الإسْــلَام، وما الذي حل بديلاً عنه؟، هو الظلم، فكان واقعُ هذه الأُمَّــة للأسف الشديد مليئاً بالظلم والتظالم.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
خطاب السيد في ذكى المولد النبوي الشريف لعام 1437هـ