السعودية تبدأ أولى خطوات التطبيع العلني مع كيان العدو الصهيوني
متابعات || مأرب نت || 3 ربيع الأول 1445هـ
في مؤشر خياني جديد يوحي بأن نظام آل سعود ماض في بناء علاقات راسخة وكاملة مع كيان العدو الصهيوني.. سمحت السعودية لوفد صهيوني بزيارة المملكة
في أول زيارة علنية وهو الأمر الذي يثبت أن التطبيع مع الكيان الغاصب قادم لا محالة.
فلم يعد خافيا أن الخطوات الذليلة، والهرولة الرخيصة للنظام السعودي صوب التطبيع الجديّ مع كيان العدو الصهيوني لا ينقصه سوى بعض الاتفاقيات والتنسيق والإعلان الأخير بعدما بات الطرفان يتقاطعان على مستوى الموقف والخيار في أكثر من ملف وقضية إقليمية.
وعلى خلفية إظهار مسار التقارب السعودي- الصهيوني ودفعه بنحو تدرجي وصل وفد صهيوني إلى العاصمة السعودية الرياض الإثنين الماضي لحضور اجتماع للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
وسيبقى الوفد الذي ضم نائب مدير وزارة الخارجية، المسؤول عن المنظمات الدولية، وسفير الكيان لدى المؤسسات الدولية في باريس، ورئيس هيئة الآثار الصهيونية في السعودية طوال انعقاد فترة المؤتمر الذي يستمر حتى 25 سبتمبر الجاري.
مراسل هيئة البث الرسمية “كان” الصهيونية عميحاي شتاي.. اعتبر “أن وصول وفد رسمي صهيوني إلى السعودية لحضور مؤتمر لليونسكو، هو حدث تاريخي”.. حسب وصفه.
ويشار إلى أن الزيارة تضمنت لقاءات بين أعضاء الوفد الصهيوني والمسؤولين السعوديين، حيث بحثوا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الثقافة والتراث، كما زار الوفد الصهيوني بعض المواقع التاريخية والأثرية في الرياض، بما في ذلك برج الفيصلية ومتحف الرياض.
وبالتوازي مع زيارة الوفد الصهيوني العلنية للسعودية زار وفد تجاري صهيوني المملكة للمشاركة في مؤتمر احتضنته مدينة الدمام عن الأمن السيبراني خلال يومي السادس والسابع من سبتمبر الجاري، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الحديث عن تطبيع العلاقات بين الرياض و”تل أبيب”.
ورغم تعتيم الإعلام السعودي عن تلك المشاركة الاستثنائية لوفد رجال الأعمال الصهيوني في هذا المؤتمر، فإن صحفًا صهيونية أشارت إلى أن تلك المشاركة تعكس بشكل كبير حجم التقارب بين البلدين في المجال الاقتصادي الذي من الممكن أن يقود قاطرة التطبيع بشكل علني خلال المرحلة القادمة.
وعبّرت الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط ودول الخليج، والمشاركة في الوفد التجاري الصهيوني نيريت أوفير عن رضاها الكبير من الزيارة للسعودية.. مشددةً على أنّ الوفد حظي بحفاوة واهتمام بالغين من السعوديين.
واستنكر السعوديون زيارات الوفود الصهيونية إلى بلادهم.. مُعربين عن رفضهم لأي علاقة مع كيان العدو الصهيوني في ظل تواصل المساعي الأمريكية لإتمام التطبيع السعودي بشكل رسمي.
حيث أعرب الكاتب السعودي تركي الشلهوب عن قلقه من بوادر التطبيع.. قائلاً: “اعتقد أن تطبيع بن سلمان ليس تطبيعًا سياسيًا فحسب، بل هو تطبيع ديني أيضًا”، كما وصف ولي العهد السعودي بـ”المتصهين”.
وأضاف: “هذا المتصهين سمح للحاخامات اليهود بممارسة طقوسهم في أطهر بقعة على وجه الأرض”، فيما عقب ناشطًا مناهضًا للتطبيع على ذلك بالتنويه على خطورة وهول المسافة بين الأنظمة والشعوب.
من جهته، ندد الداعية ناصر القرني بتلوث يد النظام السعودي بالتطبيع.. قائلاً: “ستتلوث يد هذا النظام وتُدنس بمصافحة شبيهه أما الشعب سيبقى عقبة”، بينما طالب حساب “نحو الحرية” بحماية سمعة بلاد الحرمين من التلوث بالخيانة.
والعلاقات السعودية الصهيونية تمتد لأكثر من عقد من الزمن كما أشارت لذلك صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية، فيما أكدت أن الكثير من المسؤولين الصهاينة قد زاروا السعودية من بينهم وزير الأمن بيني غانتس ورؤساء للموساد للتنسيق الأمني.
وبحسب الصحيفة فإن زيارات المسؤولين الصهاينة للسعودية كانت بترتيب ورعاية أمريكية، بما في ذلك الزيارة السرية لنتنياهو لمدينة نيوم السعودية في شهر نوفمبر2020م، حيث التقى بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشارك في اللقاء كذلك وزير الخارجية الأمريكي حينها مايك بومبيو، ونتنياهو توجه لتلك الزيارة بطائرة خاصة استأجرها خصيصاً لذلك.
وعلى الرغم من أن الرياض أعلنت مرارا أنها لن تطبع قبل أن يقدم الكيان الصهيوني تنازلات للفلسطينيين ويقبل بحل الدولتين، إلا أن هذه الزيارات أتت لتؤكد أن السعودية باتت أكثر نضجاً للانتقال إلى مرحلة العلاقات العلنية، واستعدادها للقيام بقفزة نوعية إلى مرتبة التحالف مع هذا الكيان، كما يؤكد خبراء ومحللون.
واللافت بحسب المحللون أن ما جرى هو مؤشر على تطبيع حاصل، في مجالات عدة، وهي خطوة مشابهة لما قامت به البحرين وأبوظبي سابقا باستقبال موفدين صهاينة تحت عناوين المؤتمرات سواء الأممية أو الإقليمية ونظمتا لهم زيارات إلى معالم في البلدين.
الجدير ذكره أن ما يمكن أن نخلص إليه هو أن ثمة تطبيعًا قد حصل ضمن مستويات عدة، منها ما شهدته الرياض والدمام، وهي خطوات تمهيدية لخطوات أكبر، كما جرت العادة في الممالك والإمارات الخليجية، والمباحثات حول أمور أمنية وأخرى متعلقة بمطالب سعودية من الأمريكيين قد تكون المرحلة الأخيرة قبل إعلان تطبيع وتبادل السفراء.