دور السعودية في دعم المراكز والمعاهد والجامعات الوهابية الإخوانية في اليمن
مأرب نت || مقالات || عبدالله محمد النعمي
فور نجاح ثورة الـ26 سبتمبر، كان أول شيء اهتمت به المخابرات الأمريكية والسعودية هو موضوع التعليم في اليمن ..
لذلك سارعت إلى فرض عدة خطوات سعت من خلالها إلى تغيير الايدلوجيا التي توارثها اليمنيون خلال عقود من الزمن، وغرس ايدلوجيا جديدة تتمثل في استيراد الفكر الوهابي الذي يرتبط ولاؤه بالنظام السعودي وداعميه ..
لذلك قامت السعودية وعبر أياديها في اليمن بـ:
1/ تغيير المناهج المدرسية، وطباعة مناهج جديدة تتبنى المذهب الوهابي السعودي وتعميمه كمنهج رسمي على مدارس اليمن ..
حتى وصلت بهم الوقاحة إلى أن يكتبوا على أغلفة كتب الفقه الإعدادية والثانوية تأليف العلامة حمود بن عباس المؤيد، لكي يوجدوا قابلية لتلك المناهج في الوسط الزيدي، واضطرت صحيفة الأمة أن تنزل لأخذ مقابلة صحفية مع العلامة حمود المؤيد حول هذا الموضوع وكان يجيب دوما أن لا علاقة له بتأليف المناهج التعليمية، وأنهم وضعوا اسمه على الغلاف دون حتى أن يستأذنوه ..
2/ لم تكتف السعودية وعبر أياديها الإخوانية من فرض مناهج تعليمية تدين بالولاء لها، بل عمدت إلى إيجاد وتأسيس معاهد علمية مغلقة، ودعمها بكل أشكال الدعم، المالي والسياسي والرسمي، وكان خريجو المعاهد يحظون بالتوظيف فور تخرجهم من الثانوية مباشرة، بخلاف خريجي الثانوية ..
وكانت المعاهد تحظى بميزانية مالية مستقلة من السعودية خارج ميزانية وزارة التربية والتعليم، هذه المعاهد كانت مهمتها استقطاب اذكى الشباب في المدن والقرى والأرياف داخل المدارس، وإلحاقهم بالمعاهد الإعدادية والثانوية، أضف إلى ذلك أن المعاهد العلمية المدعومة سعوديا في اليمن تركز وجودها على المدن والهجر العلمية الزيدية والشافعية وعلى سبيل المثال:
شهارة.. صعدة.. صنعاء.. ذمار.. المحابشة
حجة.. الاهنوم.. زبيد.. بيت الفقيه.. وكانت تركز على استقطاب أبناء الأسر العلمية قبل غيرهم.. في محاولة واحدة لجرف الهوية اليمنية، وخلق فتن ومشاكل طائفية ومذهبية وعقدية بين أبناء الأسرة الواحدة.
وكان يتم تثبيتها بطرق شيطانية ونفاقية غير مسبوقة، فعلى سبيل المثال كانوا إذا أرادوا تأسيس معهد علمي في منطقة زيدية معينة، ويخافون من معارضة المجتمع والأهالي يقومون بتسمية تلك المعاهد بأسماء رموز أهل البيت، معهد الزهراء.. معهد الحسنين.. معهد علي بن أبي طالب.. وهكذا كان يتم التضليل على المجتمعات اليمنية..
3/ لم تكتف المخابرات الأجنبية بكل ذلك، بل عمدت إلى دعم الإخوان بفتح وبناء وتأسيس مراكز صيفية متنوعة، مفتوحة.. ومغلقة..
وبعضها كانت مفتوحة طيلة أيام السنة.. وكان يغلب على تلك المراكز السرية التامة..
4/ المخابرات الغربية والسعودية لم تكتف بكل ذلك، بل قامت بتأسيس معاهد متوسطة وكليات وجامعات مهمتها استقطاب ما تبقى من خريجي المدارس الحكومية الثانوية للالتحاق بها، وتغيير هويتها الدينية والوطنية والعقدية، وجامعاتهم هي الوحيدة التي كانت تحظى بسكن داخلي مغلق وأكل وشرب وعلاج وترفيه، ووظائف مضمونة فور تخرجهم من تلك الجامعات والمعاهد..
لذلك كان أغلب الآباء يفضلون إلحاق أبنائهم لا سيما أبناء الأسر الفقيرة التي لا تستطيع الإنفاق على أولادها خلال مدة الدراسة الجامعية في الجامعات الرسمية الأخرى..
هذه نبذة توضيحية مختصرة عن تركيز السعودية والمخابرات الأمريكية والبريطانية على التعليم في اليمن.
وقد تركت التعرض لحلقات القرآن في المساجد وتشجيع الإخوان إلى السيطرة على المساجد والمنابر، والسيطرة على وزارة التربية والتعليم، والسيطرة الكاملة على كل المعاهد والجامعات الحكومية، ومنح شهادات الدكتوراة لكوادرهم دون أن يدرسوا يوما واحدا بالدراسات العليا..