ذرائع السعودية للعدوان علي اليمن، أسئلة تدرك الإجابة
بقلم : عبدالله الدومري
لازالت السعودية تعزف وتطبل لعدوانها على اليمن مجموعة من الحجج والتبريرات، وتوظف لهذا الهدف خطابا عاطفيا مملؤ بالتضليل والتحريض. فتحت ذرائع إعادة الشرعية، وحماية أمن باب المندب، والدفاع عن الحرمين الشريفين، والحفاظ علي عروبة اليمن، تشن السعودية عدوانا غاشما على اليمن، قد ذهب ضحيته حتى الآن الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال، ولم تسلم منه مرافق الدولة والبنية التحتية للبلاد.
ويجب علينا ان نتسائل عن الاستفسارات التالية:
1- اذا كان الهدف السعودي من العدوان على اليمن، هو إعادة الشرعية كما تدعي، فلماذا لم تحترم السعودية الشرعية في سوريا ولم تدافع عن الرئيس بشار الأسد الذي حظي بأكثر من 80 بالمئة من أصوات الناخبين، ولماذا لم تدافع السعودية عن شرعية الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المنتخب ديمقراطياً؟ بل دعمت الانقلاب العسكري ضده والذي قاده الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
2- اذا كانت السعودية تريد الدفاع عن الديمقراطية، فهل السعودية نفسها تؤمن بالديمقراطية، وهل دولتها ومؤسساتها ودول ومؤسسات حلفائها في العدوان على اليمن محكومة بالديمقراطية؟ واذا كان مبدأ السعودية يرتكز على الاعتراف بما يسمى “حكومات الأمر الواقع”، فلماذا لا تقبل السعودية بالأمر الواقع باليمن؟
3-اذا كان المستقيل عبدربه منصور هادي يمثل الرئيس الشرعي لليمن كما تدعي السعودية، فلماذا لم نرى الشعب اليمني يدافع عن شرعية رئيسه، ولماذا لم نرى الجيش اليمني يقف إلى جانب شرعية هادي؟ ألم يجد “الرئيس الشرعي” حاضنة شعبية يلتجئ إليها بدلاً من الاحتمال والمكوث على الأراضي السعودية؟
4-كيف يمكن للشعب اليمني الذي يتعرض أبناؤه لقصف سعودي يذهب ضحيته يوميا عشرات المدنيين من النساء والأطفال، أن يدافع عن شرعية رئيس يخضع لإرادة القوات المعتدية على أراضيه؟ وإذا كان عبدربه لديه من يحظى بقبول واسع من شعبه، لماذا تتجه السعودية إلى تهيئة “خالدبحاح” كرئيس بديل لهادي.
5-كما تتذرع السعودية بعدوانها على اليمن لإنقاذه من الاطماع الإيرانية، فهل كانت ايران من شن عدة حروب حدودية على الأراضي اليمنية طوال القرن الماضي، أم كانت السعودية؟ وهل كانت ايران من نهبت واحتلت الأراضي اليمنية نجران وجيزان وعسير وضمتها إلى حدودها، أم أنها السعودية؟
6-وترفع السعودية شعار الدفاع عن عروبة اليمن، فأي حرب عروبة هذه التي يشنونها على اصل العروبة؟ وأي حرب عروبة هذه التي يقصفون فيها أرض عربية، ويقتلون فيها شعبا عربيا هم أصل العرب، ومهد حضارة العرب، فمتى كانت السعودية توزع صكوك العروبة على الشعوب، فإن كان اليمنيين، بكل ما يتحلون به من عادات عربية وشهامة وكرامة وفصاحة وعزة وإباء، ليسوا بعرب، فمن هم العرب؟
7- أما الادعاء السعودي بأن حركة أنصار الله تشكل تهديداً لمضيق باب المندب، فمتى تعرض أنصار الله للمضيق الاستراتيجي في الحروب الست التي خاضوها؟ وإذا كانت حركة أنصار الله لم تستخدم الأسلحة التي لديها لضرب المضيق وهي في حالة الحرب، هذا بالرغم من امتلاكها الان لصواريخ سكود وصواريخ النجم الثاقب وصواريخ الصرخة والكثير من الصواريخ التي لم تدخل في الحرب الى الان وهي قادرة على ضرب البوارج السعودية الحربية في عمق البحر الأحمر، فهل ستقدم عليه في حال السلم؟ وهل يمكن أن لا تعبأ الحركة بمصالح الشعب اليمني، الذي يعتبر مصدر قوتها، وأن تضرب الشريان الاقتصادي لليمن الذي تدافع عنه.
8-ولا تتوقف السعودية من كذبها بأن تصور أن هناك خطر يهدد الحرمين الشريفين وباب المندب من قبل اليمنيين، فهل عرف التاريخ في معتقدات اليمنيين شوافع وزيديين ما يبيح لهم التعرض للمقدسات الاسلامية؟ وهل سبق أن تعرض هؤلاء أو شكلوا أي تهديد على مكة والمدينة؟ وهل كان اليمنيين من هدم الآثار الاسلامية ومراقد الصحابة وأهل البيت في المدينة المنورة، أم كانت الوهابية المدعومة من حكام آل سعود؟
وهل كان اليمنيبن من حاول هدم قبر النبي محمد صلى الله عليه وآله في عام 1926، أم كانوا آل سعود؟ لا يمكن للسعودية مهما تدعي بالكذب عبر وسائل اعلامها أن تبرر هذا العدوان المفضوح على الشعب اليمني، بل انة لا يمكن لها أن تتستر علي الأهداف الحقيقية لهذا العدوان والمتمثلة بإعادة اليمن إلى بيت الطاعة السعودية الأمريكية؛ ومن المعروف أن أمريكا التي تجد مصالحها في إثارة الفوضى في المنطقة، لم تكن تنظر بعين الارتياح للتحولات التي كانت تجري في اليمن، والدور الرائد الذي قامت به القوى الثورية بقيادة أنصار الله في سبيل استقرار اليمن.
ولأنها أرادت تجنب التجربة المريرة التي عانت منها في تدخلها المباشر في أفغانستان، قامت بدفع السعودية نحو لعب هذا الدور، وذلك بهدف إضعاف الثورة اليمنية ، ودفع السعودية نحو مستنقع يؤدي بها إلى الاستنزاف ثم التقسيم. وهذا ما تؤكده بعض الأخبار الواردة من الرياض بأن الملك سلمان قد تسلم رسالة عاجلة من سلطان عمان قابوس بن سعيد نصحه فيها بوقف الحرب ضد اليمن ووصفها بأنها فخ أمريكي واضح المعالم يستهدف المنطقة.
ومن المؤكد ايضا أن امريكا سلمت السعودية خطة الحرب على اليمن قبل بدء العدوان، ودفعت السعودية للحرب عبر أمراء قليلي التجربة في إدارة البلاد.
وانا اعتقد بأن هناك بعض الشخصيات الهامة في العائلة السعودية لم تكن على علم بقرار الهجوم السعودي على اليمن،وقد سمعنا وزير الخارجية السعودي يقول لأحد المسؤولين الإيرانيين، بأنه لم يعلم بالهجوم السعودي على اليمن إلا من خلال وسائل الإعلام. ويمكننا القول بأن نقول ان الخروج من المعركة التي بدأتها السعودية بعدوانها على اليمن لن يكون بالأمر السهل، فالتحالف الذي تقوده السعودية في هذه الحرب، يتألف من مكونات متناقضة وغير منسجمة، وتتمثل بالتيار السلفي الذي تمثله السعودية والإمارات، والتيار الإخواني المتمثل بقطر، والعلماني المتمثل بمصر والسودان، ولا شك أن طول الحرب سيلقي بظلاله على التناقضات الموجودة بين هذه الاطراف وسيؤدي إلى اشتداد الخلافات التي بدأت معالمها بالظهور. ويبدو أن هذا العدوان على الشعب اليمني والذي أعلنته السعودية وأمريكا بهدف إضعاف الدور الإيراني في المنطقة، بدأ يعطي نتائج عكسية، حيث أن طول مدة الحرب دون نتائج تذكر بدأ يتسبب في زيادة أسعار النفط،وهذا سيحسن من موقف الجمهورية الاسلامية الإيرانية خاصة بعد الاتفاق النووي الذي ينهي العقوبات الاقتصادية ويسمح بتصدير النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية. ويبقى أن ننتظر الإجابة على السؤال الأخيرالذي تعنى به السعودية، وهو هل ستبادر السعودية لتصحيح أخطائها والحفاظ على ما بقي من ماء وجهها، أم أننا سنشهد تغييرات جديدة في المنطقة ستزيد من اشتعال المنطقة المليئة بالفتن والمصائب الامريكية . حفظ الله اليمن واهلة والنصر حليفنا بأذن الله.