قائد الثورة في اللقاء الموسع للتهيئة الرمضانية: ستندم دول تحالف العدوان إذا فوتت مبادرة السلام
|| مأرب نت || 25 شعبان 1443_ه
حذر قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دول تحالف العدوان، من تفويت فرصة المبادرة التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط.. مؤكدا أنها ستندم إذا فوتت هذه الفرصة.
وأكد قائد الثورة في كلمته اليوم خلال لقاء موسع للعلماء وقيادات الدولة بصنعاء، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، أنه ليس أمام دول العدوان مجالا لتسلم من الضربات والخروج من الورطة التي وقعت فيها منذ بداية العدوان إلى اليوم، إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال.
وقال “دشنا العام الثامن من العدوان بتوفيق من الله بضربة كبيرة جدا وصل صداها إلى كل العالم وهي عملية كسر الحصار الثالثة التي استهدفت المخزن النفطي الهائل في جدة والذي يجمعونه هناك في الوقت الذي يعذبون شعبنا”.
وأضاف” لن نألوا جهدا في عمل كل ما بوسعنا للتصدي للحصار والعدوان، ولن نقبل أبدا باستمرار الحصار، وسنتصدى لحصارهم بصبرنا وبالاستعانة بالله، وباستهدافهم بكل ما نستطيع حتى يرفعوا الحصار”.
وأشار قائد الثورة، إلى أن هذا اللقاء، يأتي في سياق الاستعداد لشهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، ومن المهم أن يأخذ الجميع في الاعتبار التهيئة النفسية والذهنية المسبقة لقدوم شهر رمضان مبارك.
وقال” شهر رمضان بما فيه من الخيرات والبركات، وما فيه من فرص متاحة موسم عظيم للتزود بالتقوى، موسم تربوي عظيم يساعد الإنسان على تزكية النفس والارتقاء الروحي والأخلاقي والإيماني وتنمية العلاقة الإيمانية بالله سبحانه وتعالى، لما لذلك من أثر إيجابي في نفس الإنسان ومشاعره التي تكتسب بشعور القرب من الله الطمأنينة والسعادة والهدوء النفسي والثقة والرجاء والأمل وكل المعاني الخيرة”.
وأشار إلى أن شهر رمضان تتجسد فيه القيم الإنسانية الإيمانية على نحو متميز أكثر من غيره ويساعد الإنسان فيما بعده على مدى العام بشكل كامل.. لافتا إلى أن رمضان محطة سنوية تربوية إيمانية للحصول على الأجر الكبير والدرجات الإيمانية والارتقاء في منازل الرفعة عند الله سبحانه تعالى وتتاح فيه الفرص ويتضاعف فيه الأجر.
وبيّن قائد الثورة أن رمضان فرصة، يحقق الإنسان خلاله قفزات على مستوى الرصيد من الأجر والثواب.. مؤكدا أن هناك فرقا ما بين الاستقبال الروتيني الاعتيادي لشهر رمضان، وما بين الاستقبال بتهيئة ذهنية ونفسية واستعداد مسبق، وتركيز على الأشياء المهمة مسبقا، وتحضير للأولويات التي ستكون محط اهتمام في هذا الشهر الكريم بالاستعانة بالله.
ولفت إلى أن من الأولويات الرئيسية خلال شهر رمضان الاهتمام بالقرآن، العناية بتلاوته، التركيز على التدبّر فيه، الاستفادة بهديه، وكذا الاهتمام بالتطوّع في الصلاة النافلة، والإكثار من ذكر الله تعالى، لأن ذلك يروي الظمأ الروحي، كجانب أساسي في حياة الإنسان المؤمن.. مؤكدا أن ذكر الله يكسب النفس حالة من الطمأنينة والسكينة، التي تمثل أقوى الطاقات، لتحمّل المسؤوليات.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى التزوّد بالعمل الصالح بقدر ما له من أثر إيجابي في أنفسنا وحياتنا، وزيادة رصيدنا من الحسنات، التي نحن بحاجة إليها”.. لافتا إلى أن الإنسان لا يدرك قيمة هذه الفرصة إلا عندما يأتيه الموت، فيدرك أن الحياة فرصة ثمينة لا يمكن أن تعوّض أبدا.
وأشار إلى أن “رمضان هو شهر الصبر والتعود عليه بكل ما للصبر من أهمية في تحقيق النجاح في هذه الحياة والنجاة والفوز، وكل الأمور المهمة التي يعمل فيها الإنسان لخيره في الدنيا والآخرة”.. مؤكدا أن البديل للصبر هو الضعف والاستلام للإغراءات والمخاوف، ويكون الإنسان ضعيفا في هذه الحياة، ويخسر الخير كله في الدنيا والآخرة.
وتابع: “في شهر رمضان نكتسب العزم، وقوة الإرادة، وقوة تحمّل، والروحية العالية، وهذا يكسب المجتمع المسلم قوة في العزم والإرادة، وتساعده على النهوض بمسؤولياته مهما كانت، مع الاستعانة بالله بشكل دائم”.
وأضاف: “نحن، في الشعب اليمني، نعاني من حصار وعدوان، نعاني من ظلم وطغيان ووحشية العدوان، لكننا نتحرّك في إطار مسؤولياتنا في التصدي لإجرامهم وطغيانهم، لكي ننهض بمسؤوليتنا من جهة وننهض مما نعاني منه من جهة أخرى”.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين إلى أهم الأحداث التاريخية المصيرية في شهر رمضان، التي صنعت تحولات كبيرة في مسيرة الإسلام والمسلمين، ومنها غزوة بدر، يوم الفرقان، وفتح مكة، وما ترتب عليه من تحولات كبيرة في مسيرة الرسول والرسالة والإسلام والمسلمين.
وأشار إلى أن المواساة للفقراء والمساكين عنوان مهم من عناوين شهر رمضان، شهر العطاء، وأول عنوان للمساعدة هو الإطعام، لأن من أشد معاناة الفقراء هو الجوع.. لافتا إلى أن من الأولويات المهمة في رمضان مساعدة الآخرين، وفي المقدّمة توفير الطعام.
وقال: “في مثل الظروف الصعبة، التي يمر بها شعبنا ظروف الحصار، تعاني فئة كبيرة من أبناء المجتمع من ارتفاع الأسعار، وليس لديهم القدرة الشرائية، ومع التطورات والأحداث الدولية، هناك مساحة كبيرة تنشر فيها حالة البؤس المعاناة إلى درجة الجوع، وكثير من الأسر تحتاج إلى المساعدة في الطعام، وتوفير المأكل، والقرآن حث على إطعام المساكين، والفقراء، وتوفير الطعام”.
وشدد على أن من أهم ما يجب الحرص عليه في شهر رمضان من كل إنسان مؤمن مساعدة الآخرين، وفي المقدمة توفير الطعام لهم، والعناية بالمحتاجين، وأجر ذلك كبير عند الله.
ولفت إلى أن المشاركة في مساعدة المحتاجين والمساكين والفقراء سيكون لها أثر إيجابي على المستوى الإنساني والتكافلي والاجتماعي والأخلاقي وتكافل المجتمع.. وقال: “التكافل مهم سواء على المستوى الشخصي، وكذلك النشاط المنظّم في الحارات، لكن هذا لا يكون بديلا عن الأشياء الأخرى، فكل شيء في باب الخير مطلوب، وتحتاج الأسر ما يصل إلى المنازل من القمح والمواد الغذائية والوجبات الرمضانية وغيرها، التي تسد جوعها”.
وأكد أن ارتفاع الأسعار يسبب العناء للكثير من الأسر، لدرجة العجز عن شراء الغذاء الضروري في ظل قلة فرص العمل.
وقال: إن “غلاء الأسعار مشكلة في ثلاثة أسباب، أولها الحصار الشديد من تحالف العدوان، وهذا جرم كبير من جانبهم ومن أبشع جرائمهم الوحشية واللا إنسانية واللا أخلاقية، وسعيهم لأن يعاني كل أبناء هذا البلد في الحصول على متطلبات حياتهم، بألاّ تصل البضائع والمواد الغذائية إلا بعناء شديد، والغاز والمشتقات النفطية إلا بندرة، وأسعار مرتفعة إلى غير ذلك، هذا جزء من إجرامهم وعدوانهم الوحشي على هذا الشعب”.
وأكد قائد الثورة أن الحصار هو شاهد كافٍ على معاداتهم للشعب اليمني بكله، وحرب شاملة تصل إلى كل أسرة ومنزل، وكل شخص وكل صغير وكبير.
ولفت إلى أن العامل الثاني في ارتفاع الأسعار التطورات الدولية مع ما عليه البلد من تأثيرات للسياسات الاقتصادية في الماضي، التي قامت على اعتماد الاستيراد لكل ما يحتاج إليه الشعب اليمني، وفي مقدمة ذلك القمح وتعطيل الانتاج الداخلي، وتوجيه رؤوس الأموال من التجار للاستيراد، وعدم توجيه رؤوس أموالهم للإنتاج المحلي، ما أحدث ضررا كبيرا على الشعب اليمني.
وأشار إلى أن من أضرار السياسات الاقتصادية السابقة هو التأثر الكبير بالحرب في أوكرانيا، لأن 30 بالمائة من القمح في اليمن مستورد من أوكرانيا، وهذه كارثة، نتيجة السياسات الخاطئة.. وقال: “عندما جاءت هذه التطورات في أوروبا نتيجة للسياسة الأمريكية، التي تصنع الحروب والأزمات، زادت معاناتنا”.
وذكر قائد الثورة أن المشكلة الثالثة لارتفاع الأسعار يمكن محاربتها، وهي العبث الذي يجري في الداخل، سواء من التاجر أو بعض المسؤولين أو الاحتكار وزيادة الأسعار .. لافتا إلى أن هوامير الفساد والإجرام والطمع يستغلون الظروف والمتغيرات لزيادة الأسعار بشكل كبير وغير واقعي.
وأكد أن زيادة الأسعار أكثر مما ينبغي، وأكثر مما تفرضه ظروف الحصار والمتغيرات الدولية، ويجب التصدي لها، والتعاون في ذلك.
وحث وزارة الصناعة والتجارة، ومسؤولي المحافظات، على مواجهة تأثيرات ظروف الحصار والمتغيرات الدولية.. مؤكدا على الجميع التعاون للقيام بواجبهم في مسألة التلاعب بالأسعار والاحتكار، والتنسيق مع المواطن والمجتمع في ذلك، وأن تكون العلاقة معهم قوية.
وشدد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على مسؤولي الدولة أن يندمجوا مع المجتمع، ويكونوا بين الناس، ليعرفوا كل التفاصيل، ووضع آليات تنسيق تكون نشطة وقوية.
كما أكد على أهمية أن يكون دور الإعلام إيجابيا في معالجة المشاكل، وليس الاستغلال والتلاعب بآلام الناس وهمومهم وأوجاعهم، والدفع نحو الفوضى.. لافتا إلى أن التنسيق بين الإعلام والمجتمع سيكون هناك تصدٍ لأي تلاعب بالأسعار والاحتكار.
وحث التجار على تقوى الله، وعدم استغلال شهر رمضان لرفع الأسعار.. مبينا أن “هناك مبادرة من قبل بعض التجار لتخفيض الأسعار في شهر رمضان، وهذا عمل رائع، ولفتة إنسانية وأخلاقية، ونأملها من كل التجار الخيرين”.
وحث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على إطلاق حملة نظافة قبل شهر رمضان من خلال تنظيف الشوارع والساحات والأحياء والمنازل، كون النظافة مظهرا حضاريا وإيمانيا.. معبرا عن الشكر لعمال النظافة.