عن المشروع القرآني وحَمَلَتِه في كلمة القائد
مأرب نت || مقالات || هاشم أحمد شرف الدين
كثيرة هي المرّات التي جدّد عبرها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد- سلام الله عليه، التأكيد على أنّ المشروع القرآني سيستمر وسيتعاظم حضوره رغم كل التحديات التي يواجهها، والتي كانت قد بلغت استهداف مؤسسة السيد حسين، مروراً بالحروب الخمس التي تبعت الحرب الأولى، وصولاً إلى هذا العدوان الأمريكي الذي يبلغ عمره عاماً ثامناً بعد شهر واحد من الآن..
لقد مضى – يحفظه الله – في توضيح أعمدة هذا التعاظم والتنامي للمشروع، بالتأكيد على أنها كانت مستندة إلى الرؤية القرآنية، وإلى ثقة حامليه بالله سبحانه وتعالى وتوكلهم عليه.
حيث أن هذا المشروع القرآني ربط حامليه بالله وبرعايته سبحانه وتعالى وبمعونته وبتأييده، فكان هناك أثر عظيم له تجلّى في عبور المراحل الصعبة والتحديات الكبيرة جدا، وصولا إلى ما يُعبَر اليوم في مواجهة التحديات الكبيرة منذ بداية العدوان الأمريكي على اليمن.
كان السيد قائد قد قال في كلمة سابقة له – خلال المناسبة ذاتها – إن هذا المشروع لم يأت صدفةً، أو نتاج حالة فراغ أو توهمات، بل أتى كضرورة قصوى ليعيد الأمة إلى منهج الله، فتتمكن من مغادرة حالة الذلة التي بلغتها، ولتدفع الأخطار الواقعة عليها وكذلك المحدقة بها، وفي كلمته أمس قدّم – يحفظه الله – الشواهد على صحة هذا المشروع وحده دوناً عن الخيارات الأخرى التي يقدمها منافقو الأمة.
لقد قال «رأينا في واقع الحياة كم أن هذا الخيار ناجح». مؤكداً أنه لو لم يكن هذا الخيار ناجحاً، لكان هذا المشروع القرآني وهذه المسيرة القرآنية انطفأت وانتهت وتلاشت، ولما كان لها أثر بعد الحرب الأولى والحرب الثانية، بعد أن استهدفها الأعداء بمتابعة أمريكية وإشراف أمريكي.
ولإن هذا المشروع القرآني ليس تنظيريا، بل هو مشروع عمل وتحرك، وحاملوه أصحاب مواقف قرآنية، فلطالما أكد السيد القائد هذه الحقيقة في كلماته السابقة، وهو ما أكده أيضا في كلمته، مشيراً إلى أن إدراك حاملي المشروع لقيمته يتجسّد في (وعيهم) بمؤامرات الأعداء الدائمة ومخططاتهم ومكائدهم، وفي (تحركهم) القوي في دفع شرهم، لذا فهو – يحفظه الله – يؤكد ثبات حامليه على هذا النهج والموقف، لكونهم يعرفون قيمته على مستوى الوعي والبصيرة، ويعرفون إيجابيته على مستوى العزة والكرامة والحرية.
ولأن المواقف القرآنية تتطلب وعيا كبيراً لدى أصحابها بمشروعهم القرآني، فقد بدى السيد القائد حريصاً على تقديم صورة واضحة لحاملي هذا المشروع، بدءاً من الشهيد القائد ومن كانوا معه وصولاً إلى حامليه اليوم ومن سيحملونه في المستقبل، فبدوا كأنهم سلسلة من التماسك المتين بين صفوفهم تجعلهم مدركين – في الأمس والحاضر والغد – لدورهم ومسؤوليتهم، فيلتزمون الخيار والموقف الصحيح الذي يعبّرون فيه عن انتمائهم الإنساني وانتمائهم الإسلامي وانتمائهم القرآني، وما ينطوي عليه هذا الانتماء من شرف وكرامة وحرية.
ومع التأكيد على أن المشروع القرآني والموقف القرآني منطلق من أصالة الانتماء للإيمان والإسلام، وليس توجها يتباين مع الهوية، فقد أكد السيد القائد – يحفظه الله – أن حاملي هذا الخيار يعتمدون في موقفهم وتوجههم ومسيرتهم على القرآن الكريم هدى الله سبحانه وتعالى، ويستفيدون من الحقائق الماثلة أمامهم، وأنهم لا يزالون ثابتين على تلك المبادئ والأسس والثوابت التي وضعها الشهيد القائد – رضوان الله عليه – ومستمرون عليها، لأنهم يدركون قيمتها في القربة إلى الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته، ويدركون أيضا أن موقفهم القرآني يجعلهم في موقف الناجح الرابح الفائز في الدنيا والآخرة مهما كانت التضحيات، فهو الموقف الموعود أصحابه من الله سبحانه وتعالى بالنصر والعزة، وجنة عرضها السموات والأرض.
فطوبى لمن حظي بتوفيق الله سبحانه وتعالى فكان أو سيكون ممن يتشرفون بحمل هذا المشروع القرآني المبارك، ونسأل الله أن نكون منهم.