الإمارات جنت على نفسها
مأرب نت || مقالات || أحمد يحيى الديلمي
عقب الإعلان عن توجيه الضربة النوعية الثانية الناجحة على دويلة الإمارات العربية، أثارني خبر عابر أعلنته قناة الحدث الأكبر وفي خلفيته عدة أشخاص، قالت إنهم يتظاهرون استنكارا لضربات الحوثيين – بحسب وصف القناة – ضد دول العدوان ، خرجت إلى الشارع فوراً لأجد المشهد مختلفا أمامي تماما، علامات الفرح والابتهاج تعلو الوجوه، الجميع يهتفون دعما للجيش واللجان الشعبية ويطالبون بالمزيد من الضربات المباركة وأثناء المرور من شارع الزراعة الواقع خلف مستشفى الكويت لفت انتباهي رجل مسن يرقص بفرح غامر ويوزع الحلوى للمارة ، اقتربت منه سألته عن سبب البهجة والفرح .. التفت إلي بسخرية، وقال :
مالك أنت يمني ؟!! اليوم عيد ألم تسمع ما حدث؟.. الأبطال الميامين رجال الرجال في الجيش واللجان الشعبية نقلوا المعركة إلى عُقر دار دويلة الإمارات لتأديب السفهاء الجهلاء من أبناء زايد ، لأن سلوكياتهم الشاذة تجاوزت كل حد وأصبحت عبئا وعارا على كل عربي ومسلم ، اليوم هؤلاء الشباب المغرورون يجاهرون بالعداء على شعب اليمن العريق صاحب الحضارة العظيمة ليكملوا الدور المشبوه لأمراء وحكام السعودية الذين سبق وأن زوَّروا التاريخ الإسلامي وشوهوا أساس العقيدة وأحكامها السامية بأن اعتمدوا على الإسرائيليات من النصوص لمسخ قوة إيمان المسلمين، واليوم ها هي الدويلة الممقوتة المسماة الإمارات التي تسكن عقول أمرائها جيوبهم تجني على نفسها وتتقبل الضربات القوية من أبناء هذا الشعب بعد أن وضعتنا أمام خيار وحيد وهو التصدي لشذوذها وانضمامها إلى المشهد القذر للمعتدين ، لذلك سيدفعون الثمن غاليا، ونحن نقول كما قال المثل “جنت على نفسها براقش”.
أعجبني حديث الرجل قاطعته متسائلا: كيف تقيم موقف الجامعة العربية؟ وبما تفسر رد فعلها الخالي تماماً من أي ذرة تربطها بالعروبة؟! أطلق ابتسامة عريضة وأجاب : الطعن في الميت حرام ! لا أدري لماذا هذه الجامعة التي أصبحت عبرية تحشر نفسها في قضايا بعيدة عنها ولا تربطها أي صلة بها ، بعد أن تحولت من عربية إلى عبرية وهذه هي مصيبتنا نحن العرب دائما نفرح بالتهمة فها هي الجامعة وكل دول العالم للأسف أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وراحت آلة الدعاية الصهيونية المتغلغلة في وسائل الإعلام العربية والدولية تصور أنصار الله المدافعين عن العرض والأرض والكرامة بصورة الإرهابي، ومن الواضح أن الضربة الأولى كانت على أبو ظبي قاسية وعنيفة لذلك تعالت أصوات أمراء الخليج جميعا وفي المقدمة حاخامات الرياض الذين بالغوا كثيرا في وصف ما جرى ، للأسف الشديد حتى مجلس الخوف الدولي أصدر بيان إدانة في دقائق وكأنه مجرد شاهد زور، استقبال الشكوى وإقرار ما جاء فيها لم تناقش من أي طرف أو أي عضو من أعضاء المجلس وهذه هي مأساتنا نحن العرب نتسابق على قتال بعضنا البعض ونتبادل الاتهامات حتى حركة المجتمع المدني الممثل في الأحزاب السياسية كل حزب منذ النشأة يواجه الحزب الآخر ويسدد إليه أقذع الاتهامات لذلك لم نفلح ولم نتقدم قيد أنملة، ونحن في اليمن الحمد لله تم امتصاص الضربات الأولى من هؤلاء المجرمين الذين عرضونا للحصار والجوع وألقوا على رؤوسنا القنابل المحرقة، امتصصنا الضربة الأولى وانتقلنا إلى مرحلة الهجوم وهذا هو ما استفز العدو وجعلهم يعودون إلى نقطة الصفر ويقومون بضرب ما تم ضربه مئات المرات ، بهدف إثارة مشاعر اليمنيين وهي جريمة كبرى لا شك أنها ثابتة بالأدلة المادية والشواهد التاريخية وسيأتي اليوم الذي ننتقم فيه من هذه الدويلات المارقة ونتمكن من مواجهة آلات الدعاية الفاجرة.
الغريب في هذا الأمر أن مجلس الخوف وهو يناقش بيان الإدانة كان على اطلاع بالمحرقة والجريمة البشعة التي حدثت في السجن الاحتياطي بصعدة !! كما أشارت إلى ذلك الرئيس الدولي لمجلس الأمن مندوبة النرويج ، مع ذلك لم يرف لهم جفن ولم تهتز لهم شعرة وكأن الضحايا الذين ذهبوا في اليمن ليسوا بشرا ولا يستحقون التعاطف أو الشفقة، ونحن نقول لهم أدينوا ما شئتم من اليوم إلى يوم القيامة، فإن شعبنا قد شب عن الطوق ، وبطلوا أسطوانة إيران المشروخة فالشعب اليمني دقيق في أبحاثه يعرف كيف يستخدم ما تتوفر لديه من إمكانيات ويسخر كل شيء بالبحث والتحري والتفكير العاقل المستقل الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية كما حدث مع موضوع الصواريخ والطائرات المسيرة ، نقول للجميع إننا في اليمن ازددنا ثقة بالنفس وقدرة على التحدي خاصة بعد أن تم طرد العملاء والمرتزقة، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمري حتى أرى المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية يدكون حصون الرياض وجدة والطائف وكل المستعمرات التي احتلها آل سعود بالقوة وقضوا على نجد والحجاز.. نطق العبارة الأخيرة ورحل حتى أنه لم يودع لكني أعجبت بكلماته وأردت أن أنقلها عبر هذه الزاوية لكي يعرف العالم من هم اليمنيون وبماذا يفكرون ويتوقفوا عن التحليلات البائسة، وأقول ليوسف دياب من لبنان، ما قاله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (( لعن الله المحلل والمحلل له )) ..
والله من وراء القصد..