المؤمنون سباقون ومطلوب منهم أن يكونوا سباقين

مأرب نت || من هدي القرآن ||

 

السابقون هم السابقون إلى الخير، المبادرون، لا يكونون مثلًا مثلنا يكون آخر من يتحرك، آخر من يستجيب، آخر من ينطلق، آخر من يسمع، آخر من يفهم! لا.

 

السابقون بطبيعتهم عندهم روح المبادرة، وعندهم حرص على رضوان الله سبحانه وتعالى، يحرص على أن يحظى برضوان الله فيكون مبادرًا إلى أي عمل يحتمل أن فيه رضوان الله، خلي عنك نوعيتنا الذي يحاول مثلًا يسمع عن عمل فيه رضى لله، بل هو واجب عليه وما زال محاول أن لا يتحرك، يكون محاول أن لا يكون ملزمًا بأن يتحرك فيه، هؤلاء ليسوا سباقين، هذه النوعية قد يكونون في الأخير من أصحاب الشمال.

 

فالإنسان المؤمن هو مطلوب منه أن يكون سبَّاقًا، والسبق نفسه هو يشكل ضمانة كبيرة بالنسبة لك، مثلًا السباقين حتى ولو كانت نسب أعمالهم الشخصية أقل من أصحاب الميمنة سيكونون أعظم، قد يكون من أصحاب الميمنة مثلًا ناس لهم أعمال كثيرة لكن هي عادة من الأعمال التي لا تتجاوز حدود شخصيته، كثير التسبيح، كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير تلاوة القرآن الكريم، كثير من الأعمال التي هي أعمال في حدود شخصيته، استجابة لكن استجابة مثل باقي الناس، مثل أطرف الناس.

 

بينما السبَّاقون هم من بين يشغِّلوا الآخرين كلهم معهم، فبدل ما تكون أنت فقط تسجَّل لك الحسنات التي تنطلق منك أنت، وأنت سبَّاق ستشغِّل كل الناس حتى بعد موتك معك، تكون شريكًا لهم في الطاعة، تكون شريكًا لهم في الأعمال التي ينطلقون فيها وأنت مؤسس فيها، أنت مؤسس فيها.

 

لك سبق مثلًا في بناء مدرسة علمية، لك سبق في حركة ضد أعداء الله، لك سبق في نشر العلم، لك سبق في محاربة أعداء الله، لك سبق في الميادين التي تكون في هداية الناس، هي ميادين يستمر العمل فيها حتى بعد موتك، هنا أنت تشغِّل المجتمع كله يشتغل معك [أوتماتيكيًا]، فتكون شريكًا في أعمال الناس، العشرات من الناس، بل ربما يطلع أشخاص أعظم منك باعتبار مؤهلاتهم، باعتبار كفاءاتهم، فيكون ذلك كله إنما هو ثمرة من ثمار جهودك.

 

فالسابقون هم من يحوزون على أجر عظيم، وعلى مقام عالي؛ لأنهم كانوا من يبادرون، والمبادرة في حد ذاتها هي تكشف عن أنهم في نفوسهم يعيشون حالة التقوى لله سبحانه وتعالى، حالة التقوى، يعني هو دائمًا يقضٌٌ، دائمًا يستشعر المسؤولية، دائمًا يفكر فيما هو العمل الذي يقربنا إلى الله، فإما أن ينطلق منه العمل أو سيكون سريع الإستجابة لأي عمل يطلب منه، يكون من الأوائل.

 

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

 

آيات من سورة الواقعة

 

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

 

بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ

 

اليمن – صعدة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى