وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين
مأرب نت || مقالات || كوثر العزي
ولدتهُ آمنة فهوت عروشُ كِسرى، وانطفأت نارُ فارس، كُسرت أصنام قريش، انهارَ صِرحُ الشيطان، وعلاَ عرشُ الرحمن، هُدمت أحلام المُشركين، واستبشرَ المسلمين، “وما أرسلنـاكَ إلا رحمـةً للعـالمين”.
لـم يُرسل رسولٌ من الله إلا ليُعيد الأُمَّــة لـ مسارِها الصحيح، ولِتوحيدِ الله عز وجل، لا لِعبادةِ الأوثان أَو حجارٍ لا تُغني ولا تُسمن عن جوع.
حينَ كسا الظلامُ قلوبَ البشرية، وأصبح قويهم يأكلُ الضعيف، حتى تلكَ الميته نهشوا منها، زادَ الفسوق، فأرسل الله للبشرية نـبياً منهـم يعضهـم ويهديهم إلى سُبل النجاة، رحمةً منه، كلفهُ الرسالـة المُحـمدية، ونزّلَ عليهِ المُعجزة الخالدة، أعزَّ العرب بنبي يتلـو عـليهم قُرآناً عربيًّا، زادَ حقدُ اليهـود عـلى الأُمَّــة العربية، واقسموا أن يقتلوا النبي ورسالته ومن يومهم ذاك وأحقادهم تتوالى جيلاً بعد جيل، أوجـعوا رسول الله وحاولوا قتـله، وحاربوا مـن سلكَ المنهج القوي.
نعـم ها نحنُ اليوم نُشاهد أحقادَ اليهـود عـلى الإسلام، كانَ يهودُ أمس هاهُنا اليوم يـلعبون، من المؤسف أن أقول إنَ الأعراب رجعت لِعبادة الأوثان ليست أحجاراً وإنما اليوم إنسان، سيطرَ اليهود على أُمَّـة مـحمد عـلى أُمَّـة الهدى أزاحوا رسولَهـم مـن قلوبهـم.
نحنُ كيمنيين لـم نحتفل به كتباهٍ، أَو تفاخر، لا ولكن مضينا عـلى دربِ الآل، وعلى خُطاهم عبّدنا طريقَ الاستشهاد، تحازبَ الأحزاب، وثأر عُباد الأصنام، ما مقصدهم مـن العدوان سوى الركوع لهم والانحياز عـن الطريق السوي لكن بِصمودِنا وإصرار شعبنا عن عدمِ الركوع زادَ حقدهم على النبي وأنصاره.
فيا رسولَ الله نحنُ الأوس والخزرج، نحنُ الأنصار، نحنُ من قُلتَ فينا “أرقُ قلوباً” قلوبنا اليوم تنزف، ووضعناك بلسماً على قلوبنا لعلها تهدأ ويبرأ جراحها.
يا رسولَ الله نحنُ من قُلتَ فينا: “الإيمانُ يمان” أترى يا رسولَ الله صواريخ نـجد قتلت الإيمَانَ واعتلت الروح للرحمن، يا رسولَ الله قد قُلت: اللهم بارك في شامنا ويمننا، انظر ليمنِكَ وشامِك، ولعن يا رسول الأُمَّــة نجدَك، قد عاثت في أُمتك الفساد، وأكثروا من الطُغيان،
يا رسولَ الله مـا زلت فينا حياً نقتفي أثرك ونخطـو خُطاك، لبيك والحصارُ يخنق، لبيك والعدوان بإذن الله مدحور، لبيك والغاراتُ فوق رؤوس اليمانيين تسقط.