البأس الشديد
البأس الشديد
مصباح الهمداني
البداية من الفرق الشاسع بين ما يمتلكه الجيش واللجان وما تمتلكه جيوش ومرتزقة العدوان، حيث لا مقارنة في العدة والعتاد، حتى قال أحد الأبطال “بأن عدد المدرعات والآليات في معسكر ماس أكثر من عدد المجاهدين ” هذه المعادلة لوحدها آية تستحق الوقوف أمامها أياما وأسابيع.
تنوعت المعركة ما بين سهول منبسطة شاسعة، وجبال مرتفعة وعرة، وفي كلا الحالتين كان الأبطال يسطرون ملاحم؛ تحير العقل، وتذهل الفؤاد.
فالسهول عادة تكون أصعب خاصة مع وجود غطاء جوي لا يتوقف.. وفي الجبال كان مشهد الأبطال وهم يتسلقون منظرا تتوقف أمامه القلوب، خوفا من أن تزل قدم، أو يدحرج المرتزقة فوقهم الحجارة؛ لكن عناية الله حاضرة، وتأييده واضح، وتوفيقه ملموس.
أسراب صواريخ الكتف أيضا سجلت حضورا لافتًا، وكل واحد منها لا يتوقف إلا على أحشاء مدرعة، أو حوض شاص، ولا يترك فريسته إلا وقد أصبحت شواء محروق.
مطاردة المدرعات والأطقم بالبوازيك والرشاشات، لم تسجل مثله حروب العالم كله، ويُشي بشجاعة وبطولة المقاتل اليمني، ومناظر تلك المدرعات والأطقم يشي بخذلان وخوف ورعب عُباد الريال السعودي كما سماهم أحد الأباة.
مطاردة مدرعات تحالف الشيطان بمدرعات الجيش واللجان مشهدٌ بألف مقال.
كثرة قصف الطيران وعناية الرحمن واستهدافه لمرتزقته عمدًا لهروبهم، أو تخبطا لمفاجأتهم هي معجزات ربانية تزيد المؤمن إيمانا والمنافق ردعا وعبرة.
هجوم رجال العلَم وحماة الوطن على أحذية أمريكا وسراويل المملكة من نقطة الصفر وفي أكثر من موقع وتبه وجبل يدل على عظمة المقاتل اليمني وعقيدته القتالية وبيعه لله نفسه، وهروب المرتزقة ومسابقتهم الرياح يدل على هشاشة الموقف وضحالة المبدأ وحقارة المعركة، وأنهم مجرد عبيد للمال، وليسوا على استعداد للتضحية بالروح من أجل حذاء السعودي والإماراتي.
إن مشاهد البأس الشديد تحتاج أن نشاهدها أكثر من مرة لنرى تأييد الله وعظمته وقوته وتسديده وتوفيقه؛ في كل خطوة ورصاصة وقذيفة وصاروخ.
التحية والمجد والإجلال والتقدير والتعظيم لسيدي القائد العلم ولرجاله الأبطال العظماء، ولكل أسرة مجاهدة لها في ساحات المعارك بطلٌ وأبطال.
والحمد لله رب العالمين