معرض الشهيد القائد.. ما وراء الصورة
|| مقالات || سند الصيادي
ونحن نشاهدُ في معرض الشهيد القائد جديدَ ما وصلت إليه قدراتُ التصنيع العسكرية للقوات المسلحة اليمنية وَما تم عرضُه من النماذج المصنَّعة من السلاح بكافة أنواعه الاستراتيجية البحرية وَالجوية وَالبرية، كانت تتبادر إلى أذهاننا في تلك اللحظات العديدُ من المشاعر وَالتعليقات المتزاحمة التي أثارها المشهد المبهر وَالمفخرة لليمن واليمنيين.
أولًا: مدى كفاءة الخبرات اليمنية وَإلمامها بفنون العمل مع قدرتها على مواكبة التطورات التقنية وَالميكانيكية عمليًّا من خلال إنتاج سلاح استراتيجي غير تقليدي مؤثر في سير المعركة وَقابل للتطوير وَرفع مستوى الفاعلية القتالية بشكل دائم.
ثانيا: الإنجاز يأتي في ظل ظروف عسكرية وَأمنية وَاقتصادية غير مناسبة، ما يعني أن النجاح الذي يكسب رهان التحدي وَيتجاوز كُـلّ عوامل الفشل وَيتجلى في أقسى الظروف بهذا المستوى، فَـإنَّه يفتح سقوفاً أعلى للطموحات، وَيوحي بمستقبل مطمئن للوطن في هذا الجانب، فيما يصدر الإشارات المرعبة وَالمطلوبة ضد أعداء هذا الوطن وَالطامعين فيه.
ثالثاً: إلى جانب أن ما حواه هذا المعرض يمكن الرهان عليه في تحويل الجغرافيا اليمنية من أرض وَسواحل وَجزر إلى صفيح ملتهب تحت أقدام الغزاة وَالمعتدين، فقد لوحظ التنويع في التصنيع وَالقدرة على إنتاج كُـلّ ما تتطلبه ظروف المعركة وَميدانها، وهو تكامل وتوازن مطلوب يوزع القوة على مختلف ساحات المواجهة وَيقفل أمام العدوّ كُـلّ ثغرات الفارق العسكري التي يراهن عليها.
رابعاً: هناك فرق واضح بين من يشتري وَمن يصنع، وَبما أن عامل القوة في ظل فوارق الإمْكَانات يجنح للإرادَة الأقوى، وَهي التي كانت حاضرةً في مختلف الظروف، وَأثمرت في الوصول إلى هذه الصناعات، فَـإنَّ رهاننا بعد الله يكمن في ما وراء هذا الحديد من إرادَة جسورة وَصلبة لقيادة لم تنحن للعواصف لا قبل وَلا بعد.
خامساً: لا يفوتنا ونحن نتحدث عن هذا المعرض أن نستذكر من حمل اسمه، فالسيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي ومشروعه القرآني العظيم كان المنطلق الذي منه توافرت لمثل هكذا مشاريع الأرضية وَالبيئة والهدف، بعد أن أحدث ثورة في الوعي الجمعي للأُمَّـة وَأعاد بمشروعه اكتشاف هذا الشعب لذواته وبموجبها أعاد ترتيب أولوياته، وتحَرّك في مختلف ميادين البذل وَالعطاء، يجترح الانتصارات، وَيصنع المعجزات.