سوريا تحذر من “عواقب” الهجمات الأميركية على أراضيها
حذرت البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة واشنطن من الضربات الأميركية في سوريا في أعقاب هجوم صاروخي جديد على القوات الأميركية في العراق المجاور.
جاء ذلك في تصريح خاص للبعثة إلى مجلة “نيوزويك” الأميركية.
وبحسب المجلة الأميركية، فقد استهدف الهجوم الأخير قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار يوم الأربعاء، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي مماثل الشهر الماضي ضد مطار في مدينة أربيل الشمالية، “تبنته مجموعات موالية لإيران”، على حد تعبير المجلة.
وقُتل مقاول وأصيب آخر في هجوم الأربعاء، كما أصيب جندي أميركي. ورد الرئيس الأميركي جو بايدن بسلسلة من الضربات الجوية الأسبوع الماضي ضد مواقع حددها البنتاغون على أنها تنتمي إلى مليشيات مدعومة من إيران في شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل أحد أعضاء الميليشيات وإصابة اثنين آخرين.
وتوفي متعاقد آخر خلال هجوم يوم الأربعاء على قاعدة عين الأسد الجوية – وبحسب ما قيل إنه بسبب نوبة قلبية.
ووسط ترقب بشأن الرد الأميركي المحتمل، حذرت البعثة السورية في الأمم المتحدة من أن الاعتداءات الأميركية في سوريا تمثل “تجاهلاً تاماً لمبادئ وأعراف القانون الدولي”.
وقارنت البعثة السورية نهج بايدن في الشرق الأوسط بنهج سلفه، الرئيس دونالد ترامب، الذي استهدف سوريا أيضاً رداً على هجمات في العراق.
وقالت البعثة إن نهج بايدن “يبعث بإشارة سلبية لسياسات الإدارة الجديدة وسعيها الدؤوب لتطبيق قانون القوة بدلاً من قوة القانون، وذلك استمراراً لنهج الإدارات الأميركية السابقة في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية في العالم”.
وبالإضافة إلى التداعيات القانونية، قالت البعثة السورية إن العواقب المزعزعة للاستقرار لمثل هذه الأعمال الأميركية ستتردد في جميع أنحاء المنطقة. وأضافت أن “الجمهورية العربية السورية تدين بشدة العدوان الأميركي على سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها لأنه ينتهك بشكل خطير مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة”. وحذرت سوريا من أن هذا العدوان سيؤدي إلى عواقب تصعيد الأوضاع في المنطقة وتهدد السلم والأمن.
وتحتفظ الولايات المتحدة بما يصل إلى 2500 جندي في العراق وبنحو 900 جندي في سوريا، وكلاهما بمهمة رسمية لدعم القوات المحلية التي تقاتل “داعش”. وتنتشر القوات في سوريا إلى جانب ميليشيا أغلبها كردية تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” وتعمل خارج إذن الحكومة المركزية في دمشق.
وفي سوريا، لا تزال الولايات المتحدة تواجه انتقادات ليس فقط من حكومة البلاد، ولكن كذلك من إيران وروسيا. وقد دعمت القوتان الرئيس السوري بشار الأسد في حرب استمرت عقداً من الزمن ضد الجهاديين والمتمردين، والتي تلقى بعضها ذات مرة مساعدة أميركية قبل أن يتحول الدعم إلى “قوات سوريا الديمقراطية” التي تقاتل تنظيم “داعش، بحسب “نيوزويك”.
وبالإضافة إلى وقف الضربات الجوية الأميركية، دعت دمشق إدارة بايدن إلى وقف السياسات الأخرى التي تعتبر ضارة. وقالت البعثة السورية لـ”نيوزويك” إن “الجمهورية العربية السورية دعت الإدارة الأميركية إلى وقف هذا النهج العدواني المتكرر والالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”. وأضافت أنه “يجب على الإدارة الأميركية الابتعاد عن سياسات الإدارات السابقة التي هدفت إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا من خلال أعمال العدوان والاحتلال واستخدام الإرهاب ورعاية الميليشيات الانفصالية العميلة في شمال شرق سوريا ونهب الممتلكات الثقافية والنفط والغاز، بالإضافة إلى فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب لها آثار كارثية على الحياة اليومية لملايين السوريين”.
وتُرجمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى استهداف للقوات الأميركية في العراق. وأصبحت الهجمات الصاروخية التي تستهدف القوات الأميركية والدولية إلى حد ما اتجاهاً متكرراً، وغالباً ما تتبناها القوات المتحالفة مع إيران أو التي تدعمها بشكل مباشر. واستهدفت مثل هذه العمليات مواقع عسكرية ودبلوماسية أميركية، وآخرها قاعدة عين الأسد.
وقال الكولونيل في الجيش الأميركي واين ماروتو، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، يوم أمس الأربعاء إن 10 صواريخ أصابت القاعدة الجوية.
وأصدر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في وقت لاحق بيان متابعة أكد فيه التقييم الأولي وقدم مزيداً من التفاصيل. وقال كيربي: “تشير الدلائل الأولية إلى أن نحو عشرة صواريخ أطلقت من نقاط مصدرها شرق القاعدة. لا توجد تقارير حالية عن إصابات في صفوف الجنود الأميركيين.. أصيب متعاقد مدني أميركي بنوبة قلبية أثناء الاختباء للأسف وتوفي بعد فترة وجيزة.” ولم يحدد كيربي الجهة التي نفذت الهجوم، في انتظار إجراء تحقيق من قبل السلطات المحلية.
المصدر: الميادين