من يحب الله لا يبحث عن أسئلة بل يبحثون عن العمل الذي فيه رضى الله
|| من هدي القرآن ||
من يحب الله لا يبحث عن أسئلة [يا خبير قالوا أمانه لازم ان احنا نسوي كذا هو صدق؟ قد هو واجب؟ قال: لا يا خبير.. قال: ها شفتم يا جماعة ما بلاّ فلان بيضحك عليكم، هو ذا قال فلان ما هو واجب علينا] هم قوم يبحثون عن العمل الذي فيه رضى الله؛ لأنهم يحبون الله والله يحبهم.
{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ} لم يقل حتى، ولا يخافون قتل قاتل، أو لا يخافون القتل. أساسًا هم منطلقون للجهاد، هم من يريدون أن يستبسلوا ويبذلوا أنفسهم في سبيل الله، أن تخوفه بالقتل هذا شيء غريب هو شيء لا يثيره ولا يخيفه؛ لأنه يجاهد.
ماذا بقي أن تعمل؟ أن تلومه. قد يأتي اللوم مثلًا يقول: [ليش اما أنت إنك با تقوم تتحرك؟ وذا عندك سيدي فلان ما تحرك. ليش اما أنتم يا آل فلان وذا عندك آل فلان ما قاموا ولا تحركوا؟ إما انت عادك أحسن من فلان؟ واما فلان انه أحسن من فلان]. من هذا اللوم يحصل؟ هم واعون لا يخافون لومة لائم، عارفون لطريقهم وعارفون لنهجهم وعلى بصيرة من أمرهم، لا يمكن لأحد أن يؤثر فيهم فيما إذا لامهم.
{وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ} أما أن يخاف المشاكل أو يخاف القتل فهذا الشيء الذي لا تستطيع أن تخيفه به؛ لأنه منطلق مجاهد، أن تنطلق إلى مجاهد لتخوفه بالقتل هذا غير صحيح، هو لن يتأثر. أن تخوف الإمام علي في بدر بالقتل هل سيخاف؟ لا يمكن أن يخاف وهو في ميدان الجهاد، وهو انطلق مجاهد مستبسل يبذل نفسه في سبيل الله.
أولئك الناس المسلمين منا الذين يجعلون عذاب الناس أعظم من عذاب الله وأذية الناس أشد من عذاب الله، نريد إسلامًا ليس فيه مشاكل. أليس هذا هو الصحيح؟ نريد إسلامًا لا نبذل فيه شيئًا من أموالنا ولا نقف فيه موقفًا قويًا، لا يثير علينا مدير، والاّ محافظ، والاّ رئيس، والاّ يثير يهودي والاّ نصراني، إسلام سهيل.
نحن نريد ما لم يحظ به رسول الله هل تعرفون هذه؟ نحن نجعل أنفسنا فوق رسول الله، نحن نجعل أنفسنا عند الله أعظم من محمد وعلي. هل هذا صحيح؟ هذا تفكير المغفلين. لو كانت المسألة على هذا النحو لما تعب محمد، لما جاهد، ولما جاهد علي، ولما جاهد الآخرون.
نحن نريد من الله أن يحشرنا في زمرة محمد ولا يكون بيننا وبينه ولا محط أصبع في الجنة، أن يحشرنا في زمرة محمد وأن يسقينا بيد علي من الحوض، ونحن في نفس الوقت غير مستعدين أن نتحمل أي مشقة من أجل ديننا، ولا أن نبذل أي ريال في سبيل ديننا، ونريد من الله أن يدخلنا الجنة، أي أننا نريد ما لم يحصل لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
ألم يقل الله لرسوله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله): {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} (النساء: من الآية84) في الأخير إذا لم تجد من يقاتل في سبيل الله إلا أنت فقاتل أنت.
وعندما بنى مسجده (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يبنيه كـ(مَكْسَلة)، مثلما هو الحال في نظرتنا إلى مساجدنا الآن (مَكَاسِل). كان مسجده قاعدة ينطلق منها للجهاد، قاعدة يحرك فيها روح الجهاد يزرع فيها روح الجهاد والتضحية في نفوس المسلمين. كان مسجده قلعة عسكرية.. أما نحن فإننا من يقول بعضنا لبعض من العُـبَّاد [بطِّل.. مالك حاجه، والهَمَ الله بين شغلك وعملك وأموالك، ومن بيتك إلى مسجدك، الباري قد انعم عليك ذا معك مسجد قريب، ومعك بَرْكَة فيها ماء خيرات واتوضأ وصلي ومالك حاجة، ما عادك احسن من سيدي فلان].
أصبحت مساجدنا مكاسل، وأصبحت الصلاة لا تحرك فينا شيئًا، لا تشدنا إلى الله ولا تلفتنا إلى شيء، مع أن الصلاة هامة جدًا ولها إيحاءاتها الكثيرة ومعانيها الكثيرة وإشاراتها الكثيرة، والمساجد لها قيمتها العظيمة في الإسلام لكن إذا كانت مساجد متفرعة من مسجد رسول الله وليس من مسجد الضرار الذي أحرقه رسول الله إذا كانت المساجد متفرعة، تفريخ لمسجد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فهي مساجد بما تعنيه الكلمة، والصلاة فيها لها فضلها ولها عظمتها.
أما إذا كانت المساجد هكذا ونضع فيها المصاحف، فلا الصلاة، ولا المصحف، ولا المسجد، بقي له معناه الحقيقي في نفوسنا، فنحن إذًا نصنع للإسلام مخزنًا نضع القرآن فيه ونقول له: اجلس هنا، لا تزعجنا، نقول للمصحف ابقَ هنا في المسجد في الخزانة إجلس لا تزعجنا.
ونحن نصلي ونقرأ القرآن أحيانًا ولكن لا نتأمل في الصلاة، أليس هناك محاريب في المساجد يتقدم فيها واحد يصلي؟ كي يلتفّ الناس حول قيادة واحدة، صف واحد {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) الصلاة تعلمنا كيف يجب أن نقف صفًا واحدًا تحت قيادة واحدة في الاتجاه على صراط الله، وفي الاتجاه في طريق الله سبحانه وتعالى وفي سبيله، وكم للصلاة من معاني. ولكن لا نستفيد منها شيئًا، كل العبادات ذابت معانيها في نفوسنا، الإسلام أصبحنا نشوهه، الإسلام لم يعد له طعمه في نفوسنا، الإسلام لم يعد يحرك لدينا شيئًا لا في نفوسنا، ولا في واقع حياتنا.
أريد أن أقول هذا القول لنا جميعًا نحن الذين لا نفهم أين موقعنا أمام الله، ربما قد نكون – والله أعلم ونعوذ بالله إذا لم نصحُ ولم نرجع إلى الله – ممن يقول فيما بعد: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية56) تظهر لنا أشياء كثيرة كنا نفرط فيها، وكنا نقصر فيها، وكنا نتغافل عنها، وكنا لا نبالي بها وإذا بنا نرى أنفسنا، ونحن من كنا نقول: [ما هي إلا دنيا وإن شاء الله ستأتي الآخرة وندخل الجنة]. أليست الجنة مقامًا عاليًا مقامًا عظيمًا؟ الجنة مقام تكريم: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (آل عمران: 133 – 134) أعدت للمتقين المجاهدين {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية111).
مقامًا عظيمًا ونحن قد يتثاقل البعض أن يقول: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل. والمفروض أنك تقول: الموت لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وكندا وإسبانيا.. لكن كم نعدد! قل مع إسرائيل واحدة منها -أمريكا – وهي (الشيطان الأكبر) وهي من تحرك الآخرين.
إذا كنت غير مستعد أن تقول هذه الكلمة فانظر قليلًا إلى البحر تأمل قليلًا في البحر تجد الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والألمان حولك وداخلين إلى بلادك وإلى بلدان الآخرين من البلاد العربية، ليس ليقولوا: [الموت لك] سيميتونك فعلًا وليس فقط مجرد أن يقولوا قولًا. سيميتونك ويميتون شرفك وكرامتك وعزتك ودينك وروحيتك وسموك، وسيفسدون أبناءك وبناتك، وسترى نفسك في أحط مستوى.
واليمن في رأس القائمة اليمن والعراق وسوريا وإيران وأرض الحجاز، لو نقول لكم الآن بأن إسرائيل بأن اليهود والنصارى يخططون للاستيلاء على الحج فقد تقولون: مستحيل قد تقولوا أما هذه [قد هي تطانينْ] الإمام الخميني قال من قبل عشرين سنه: أن أمريكا وإسرائيل تخططان للاستيلاء على الحرمين. هم قد عرفوا أنهم عندما استولوا على القدس ألسنا نصرخ بالقدس ثم نتكلم عن القدس.. دون موقف جاد، إلى أن أصبح كلامنا لا يخيفهم، وهو ثالث الحرمين؟ عرفوا بأن بإمكانهم أن يأخذوا ثاني الحرمين وأول الحرمين ثم يكون الكلام هو الكلام من قِبَلنا ويكون الموقف هو الموقف.
لماذا قد يخططون للاستيلاء على الحرمين؟ ألسنا نعرف جميعًا بأن السعودية هي دولة صديقة لأمريكا؟ أليس كل الناس يعرفون هذا؟ السعودية دولة صديقة لأمريكا، لكن لماذا تُواجَه السعودية بحملة دعائية شديدة من جانب أمريكا ودول الغرب، الإعلام في الغرب الصحف والكتاب والقنوات التلفزيونية والإذاعات وغيرها تتحدث عن السعودية أنها دولة إرهابية وتدعم الإرهاب وأنها، وأنها …الخ. السعوديون ألم نسمع عنهم بأنهم اختلفت وضعيتهم الآن يشعرون بخوف شديد، فيتحدثون: نحن لسنا إرهابيين، لماذا يقولون نحن إرهابيين، ماذا عملنا؟ هم لم يعرفوا ماذا عملوا! لم يعملوا شيئًا ضد أمريكا، لكن أولئك يريدون الاستيلاء على الحرمين فعلًا.
لماذا يستولون على الحرمين؟ لأن الحج هذا الحج الذي لا نفهمه نحن عندما نحج من اليمن ومن السعودية ومن مصر نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج أكثر مما نفهمها نحن. ما أكثر من يحجون ولا نفهم قيمة الحج.
الحج له أثره المهم، له أثره الكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية، ألم يجزئوا البلاد الإسلامية إلى دويلات إلى خمسين دولة أو أكثر؟ وجزئوا البلاد العربية إلى عدة دويلات، لكن بقي الحج مشكلة يلتقي فيه المسلمون من كل منطقة، إذًا ما زال الحج رمزًا لوحدة المسلمين ويلتقي حوله المسلمون ويحمل معانٍ كثيرة جدًا لو جاء من يذكر المسلمين بها ستشكل خطورة بالغة عليهم، على الغربيين، على اليهود والنصارى.
ولهم نصوص نحن نقرأها نصوص من وزراء منهم ومفكرين منهم يتحدثون عن خطورة الحج وأنه يجب أن يستولوا على الحج، وأنهم يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
لا عذر للجميع أمام الله
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/12/1422ه
اليمن – صعدة