الأسرى مأساة إنسانية يخلقها تعنت العدوان ومرتزقته
|| مقالات || منير الشامي
تزامُناً مع إعلان رئيس لجنة شؤون الأسرى الأُستاذ عبدالقادر المرتضى عن فشل المفاوضات الأخيرة والتي أجريت في العاصمة الأردنية عمّان بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتّفاق الموقع بين الطرفين بخصوص ملف الأسرى أعلن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري عن عملية نوعية لرجال الأمن تمثلت باقتحام أحد المعتقلات السرية للمرتزِقة في مأرب كللت بالنجاح وأسفرت عن تحرير تسعة من أسرانا الأبطال.
الإعلان عن هذه العملية النوعية أتى كإجَابَة شافية عن أنسب بديل وأقصر طريق لتحرير أسرانا من سجون ومعتقلات الغزاة والمرتزِقة في ظل تعمد ممثليهم في مفاوضات تبادل الأسرى على إفشال التفاهم على تنفيذ عملية التبادل للأسرى المتفق عليهم بالقوائم التي تم التفاهم حولها سابقًا.
تصريح الأخ رئيس لجنة شؤون الأسرى الذي كشف فيه فشل مباحثات العاصمة الأردنية الأخيرة كشف أَيْـضاً فيه عن أسباب فشل تلك المفاوضات وهي تقريبًا نفس الأسباب في الجولات السابقة والتي تتمثل بتعنت ممثلي السعودية وممثلي أطراف المرتزِقة، حَيثُ كشف المرتضى أن العدوان وأدواته عمدوا كالعادة إلى وضع العراقيل لتعقيد أية مفاوضات، وخلال جولة عمّان وحاولوا القفزَ على ما تم الاتّفاق عليه سابقًا بوضع اشتراطات جديدة خارج الاتّفاق، لافتاً إلى رفض طرف العدوان إطلاق من شملهم الاتّفاق.
وأكّـد أَيْـضاً أن الخلاف الذي ساد في التفاهمات السابقة بين وفد الطرف الآخر (المرتزِقة) كان سبباً رئيسياً في فشل هذه الجولة، مُشيراً إلى أن الأطراف التي شاركت في المفاوضات هي حزب الإصلاح.. وممثل عن جبهات الساحل الغربي وَالمحافظات الجنوبية وممثلون عن السعودية، وأن حزب الإصلاح اشترط إطلاق العشرات من العناصر التابعين له لم يشملهم الاتّفاق، إلى جانب تغييره القائمة التي تم الاتّفاق عليها في مقابل ناصر منصور هادي، رغم أننا كنا جاهزين لإطلاقه.
إضافة إلى ذلك فدور الأمم المتحدة لم يرقَ إلى مستوى الدور الذي يجب أن يكون عليه ولم يخرج عن حدود المداراة مع علم مندوبها بالطرف المعرقل والمتعنت، وتعامله معه بتساهل، متجاهلاً أن هذا الملف إنساني بحت وأن المفروض أن يكون دوره محوريا وفعالا لإنجاح المرحلة الثانية من اتّفاق تبادل الأسرى السابق بين الطرفين والذي تم تنفيذ المرحلة الأولى منه.
إذن فنظام الرياض ومرتزِقته لا يهمهم تحرير أسراهم سواءٌ أكانوا سعوديين أَو يمنيين أَو جنجويد وسواءٌ أكانوا ضباطاً أَو جنوداً؛ ولذلك فهم غير حريصين على إنجاح المفاوضات هذا من جهة، ومن جهة أُخرى فَـإنَّهم يرون حرص قيادتنا وجديتها وحرصها الشديد على إطلاق الأسرى من الطرفين كون هذا ملفاً إنسانياً بحتاً وتنظر إليه من زاوية إنسانية ودينية وأخلاقية وتقدم التنازلات تلو التنازلات فَـإنَّهم يسعون بكل جهدهم إلى محاولة استغلال هذا الواقع واستخدام ملف الأسرى كوسيلة ضغط على قيادتنا للابتزاز السياسي والعسكري، وهذه حقيقة ملموسة فيهم، فالمرتزِقة حريصون على بيع أسرانا للسعودية والسعودية تلهث وراء شرائهم لاستخدامهم كوسيلة ضغط بعد أن حرقت كُـلّ كروتها وانكشفت كُـلّ سوأتها أمام العالم.
وفي ظل هذا الحال الكارثي من صلف العدوان ومرتزِقته وهمجيتهم وتعنتهم تجاه هذا الملف تبقى قضية الأسرى مأساة إنسانية ووصمة عار على جبينهم الوحشي وجبين الأمم المتحدة وعلى جبين كُـلّ أنظمة العالم المتفرجة ومنظماته وشعوبه، وهو ما يجعل الخيار المتاح أمام قيادتنا هو تطهير كُـلّ شبر من ترابنا الوطني من دنس العدوان ومرتزِقته وتنفيذ عمليات اقتحام لسجونه ومعتقلاته لتحرير أبطالنا الأسرى؛ باعتبَار ذلك الخيار الوحيد والمتاح لها رغم ما يترتب عليه من أخطار كبيرة وكثيرة.