عمليات الرد اليمني المشروع

|| مقالات || عبدالفتاح علي البنوس

 

تتواصل عمليات الرد المشروع التي ينفذها سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية بوتيرة عالية وبصورة مكثفة خلال الأيام الماضية ، والتي تركز في استهدافها على مطار أبها وقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط ، حيث تحول مطار أبها على وجه الخصوص ليكون أشبه بمسرح عمليات لسلاح الجو المسير الذي ينفذ العمليات الهجومية الواحدة تلو الأخرى ، في ظل عجز تام وفشل ذريع للمنظومات الدفاعية الأمريكية التي تم بيعها للعصابة السعودية الحاكمة في بلاد نجد والحجاز ، والتي تواصل عربدتها وإجرامها في حق أبناء شعبنا اليمني وتواصل عملية الحصار الخانق لهم من خلال منع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ، وهو ما أدى إلى خلق أزمة تموينية حادة في المشتقات النفطية ، تهدد غالبية القطاعات الحيوية والمؤسسات الخدمية بالتوقف عن العمل وفي مقدمة ذلك المستشفيات والمنشآت المرتبطة بحياة المواطنين والتي تعتمد على مادة الديزل في تشغيل مولداتها والوحدات التابعة لها .

 

يأتي ذلك في الوقت الذي عمدت العديد من المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية واليونيسف وغيرها من المنظمات التي كانت تتدخل في مجال توفير المشتقات النفطية لدعم القطاعات الخدمية وعلى وجه الخصوص في مجالات الصحة والمياه والنظافة وهو ما شجع قوى العدوان على تضييق الخناق وتشديد الحصار ومنع دخول سفن المشتقات النفطية ، في تصرف* يظهر تناغم هذه المنظمات وتنسيقها مع قوى العدوان فيما يتعلق بمؤامرة الحصار التي يسعون من خلالها لتركيع وإذلال أبناء شعبنا وممارسة الضغوطات على القيادة وإجبارها على التسليم للشروط والإملاءات السعودية ، والتوقف عن مواصلة معركة الحرية والكرامة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد مرتزقة السعودية في مأرب ، والتنكر لتضحيات الشهداء العظماء ، والمتاجرة بمعاناة أبناء شعبنا المتواصلة منذ شن العدوان غاراته الأولى على العاصمة فجر 26مارس 2015وحتى اليوم ، وهو ما لا يمكن القبول به ، مهما أرعد وأزبد خونة الحرمين الشريفين ، أذناب الصهاينة والأمريكان ، فأن نتحول إلى ذرات متناثرة في الهواء أشرف وأرحم من العودة إلى الوصاية السعودية والقبول بمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكية ، والاعتراف بالكيان الإسرائيلي الغاصب ، والتفريط بالمقدسات وفي مقدمتها القدس الشريف ، والمتاجرة بالثوابت والمبادئ التي نشأنا وتربينا عليها والتي تحتم علينا الصمود والثبات والمواجهة ، وتفرض علينا خيار الرد المشروع على العدوان الغاشم والحصار الجائر .

 

صباح أمس وفي سياق عمليات الرد المشروع على العدوان والحصار الأمريكو سعودي نفذ سلاح الجو المسير اليمني هجوما جويا على مطاري جده وأبها الدوليين بواسطة طائرتي صماد 3وقاصف 2kمما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية عبر المطارين لساعتين متتاليتين ، هذه العملية النوعية تأتي في إطار الرد المشروع على تصعيد العدوان العسكري وحصاره المتواصل على أبناء شعبنا ، وعدم تجاوبه مع دعوات ومبادرات السلام التي تقدمها القيادة من طرف واحد ، والتي يتعامل معها العدوان ومرتزقته برعونة ويصرون على التصعيد العسكري والذي يرون بأنه سيمنحهم خلال فترة وجيزة ما فشلوا في الحصول عليه خلال ست سنوات من العدوان والحصار..

 

بالمختصر المفيد: كل الديانات السماوية وكافة القوانين الوضعية تمنح اليمن قيادة وحكومة وجيشا وشعبا الحق للدفاع عن النفس ، والذود عن الحمى ومواجهة الغزاة والمحتلين والتصدي لكافة المؤامرات التي تحاك ضد الوطن ، ولا يجرم ذلك سوى الأفاكين والمأجورين والمنافقين الذين يقتاتون من وراء نفاقهم ومواقفهم الرعناء التي تخالف الشرع والمنطق والعقل ، حتى الحيوانات الأليفة عندما تتعرض للاعتداء فإنها بفطرتها وغريزتها لا تقبل على نفسها الذل والمهانة وتضطر للدفاع عن نفسها حتى وإن كانت المواجهة غير متكافئة ، لذا لا يحق لأمريكا ولا لبريطانيا ولا لفرنسا ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا لأي دولة أو قوة على وجه الأرض أن تمنع أبناء الشعب اليمني من الدفاع عن وطنهم والانتصار لاستقلاله وسيادته والرد على العدوان المتغطرس الذي يتعرض له والحصار الغاشم المفروض عليهم ظلما وعدوانا ، ولن تتوقف مسيراتنا وبالستياتنا عن استهداف العمق السعودي وتوجيه الضربات الصاروخية والجوية ، ما دام العدوان مستمرا والحصار قائما .

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى