أعياد تهدد هُـوِيَّتنا!

|| مقالات || الشيخ عبد المنان السنبلي

 

نحتفل كُـلَّ سنة بأعياد الفطر والأضحى وذكرى المولد النبوي والإسراء والمعراج والهجرة وأعياد الزراعة والحصاد و…، فهل رأيتم نصرانياً أَو يهودياً واحداً تفاعل معنا واحتفل مثلنا بهذه الأعياد والمناسبات؟!

 

لماذا تتفاعل شعوبُنا مع أعيادهم ومناسباتهم وتحتفل مثلهم بالكريسمس مثلاً أَو عيد (الحب) أَو كذبة (إبريل) أَو… أو… حتى صارت كما لو أنها من أعيادنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا السنوية والموسمية؟

 

لماذا تندثر أعيادنا وتتجدد أعيادهم لدينا؟!

 

هل لأَنَّنا صرنا أُمَّـة تعشقُ التقليد؟!

 

ويا ليتنا نقلّدهم في كُـلّ ما هو حسنٌ ونافعٌ لنا!

 

لكننا نقلدهم في كُـلّ سخافاتهم وتفاهاتهم وانحطاطهم الأخلاقي والقيَمي فقط، أما مظاهر رقيِّهم وازدهارهم وتعملقهم فَـإنَّ البعد بيننا وبين التمثل بها كبعد المشرقين والمغربين على حَــدّ سواء!

 

عملوا (فالنتين) واحتفلوا به، فقلدناهم وعملنا مثلهم (فالنتين) واحتفلنا به، عملوا (إكس فاكتور) وَ(ذا فويس) وَ(قوت تالنت) و…، فعملنا مثلهم (إكس فاكتور) وَ(ذا فويس) وَ(قوت تالنت) و…!

 

وهات يا تفاعلات واهتمامات شعبيّة ظاهرة ومعلنة ليس لها حدود!

 

فقط لو تأملوا معي اليوم مدى تفاعل شبابنا على امتداد رقعة الوطن العربي الكبير بما يسمى عيد الحب (فالنتين)، لخُيَّل لكم أن (فالنتين) لم يكن سوى من أَيَّـام العرب المجيدة منذ الأزل لا مُجَـرّد ذكرى مقتل قسٍّ نصرانيٍ هناك في روما في الأزمنة الغابرة!

 

هكذا نحن العرب لا نأخذ من الآخرين إلا كُـلّ ما ينال من خصوصية هُـوِيَّتنا وينتقص من أخلاقنا وقيمنا حتى غدونا اليوم أشبه ما نكون بأمةٍ بلا هُـوِيَّةٍ ولا حضارةٍ ولا تاريخٍ مجيد!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى