صرخةُ يوم تسقط قرارَ التصنيف

|| مقالات || منير الشامي

 

“دعوا الشعبَ يصرُخُ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطَّفُ لكم.. هي الحكمة، ألسنا نقولَ: إن الإيمانَ يمانٍ، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن مَن يعرفُ اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كُـلَّ مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمنُ ليصرُخَ صرخةً في أسبوع واحدٍ لحولت أمريكا كُـلَّ منطقها، ولعدَّلت كُـلَّ منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكونَ فيها إرهابيون”.

 

هكذا تكلم حسين العصر والزمان قبل تسعة عشر عاماً.

 

وهو ما رأيناه اليوم جهاراً نهاراً.

 

فالشعب خرج يوم الاثنين، الموافق ٢٥ / ١ / ٢٠٢١م بحشود مليونية شملت 24 ساحة ليرد على القرارِ الأمريكي بتصنيف أنصار الله ضمن قائمة الجماعات الإرهابية ورداً على القرار الأمريكي بصرخةِ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه:

 

الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام.

 

فكانت النتيجةُ كما أخبرنا عنها الشهيد القائد رضوان الله عليه، رأينا النظامَ الأمريكي يتلطَّفُ للشعب اليمني ويقرّر شطبَ أنصار الله من قائمة الإرهاب في سابقة لم تحدث في تاريخ النظام الأمريكي هي الأولى من نوعها وفي أقل من شهر يصدر قرار التصنيف ويلغى ذلك القرار، فهل هذه الأحداثُ صدفةٌ أم حقيقةٌ أخبرنا عنها من واقع رؤيته القرآنية وبصيرته الإيمانية الثاقبة وحكمته اليمانية التي رأى من خلالها النظام الأمريكي المستكبر بحقيقته فنقلها لنا!

 

إنها الحكمةُ كما ذكر رضوان الله عليه، خاطب بها نظامَ المجرم عفاش قائلاً: دعوا الشعب يصرخ وأنتم من ستجنون ثمرةَ ذلك سترون النظام الأمريكي يتلطَّفُ لكم، لا يتوعدكم، سترونه يتودد لكم، لا يهدّدكم سترونه يتقرب لكم، لا يستذلكم.. ثم أكّـد الشهيد القائد لذلك النظام الحقيقة قائلاً: (لو وقف اليمنُ ليصرُخَ صرخةً في أسبوع واحدٍ لحولت أمريكا كُـلَّ منطقها) لغيرت أُسلُـوبها تجاهكم كليًّا ولعاملتكم بكل احترام وتقدير ولهابتكم وعظمتكم (ولعدَّلت كُـلَّ منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكونَ فيها إرهابيون)، ولأعلنت أن اليمنَ خاليةٌ من الإرهابيين.

 

فهل استوعب عفاش كلماتِ القائد الشهيد؟ كلا لم يستوعبها ولا حتى فكّر فيها؛ لأَنَّه لم يكن يرى نفسه سوى جنديا لأمريكا واجبه تنفيذ أوامر سادته وقادته، فلم يحلم يوماً حتى مُجَـرّد حلم طوال فترة حكمه أن يعامله النظام الأمريكي كرئيس دولة ولو للحظات؛ ولذلك تحَرّك وفق الأوامر الأمريكية لشن حروبه على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وعلى أصحابه وأنصاره ولماذا؟ ليسكت صرختهم التي فيها عزة!

 

وشن الحرب الأولى على صعدة وأرسل الوساطات إلى الشهيد القائد لتبلغه أن عفاش يقول لك لا تصرخوا فعليه ضغوط من أمريكا فيرد عليه ولي الله وعبر لجنة الوساطة قائلاً: أخبروه وقولوا له إن كان عليه ضغوطٌ من أمريكا فعلينا ضغوط من رب أمريكا وهنا يكمن الفرق بين الحر والمستعبد، وبين المؤمن والمنافق، وبين الشجاعة والجبن، وبين من يخشى الله ومن يخشى أمريكا.

 

إن مَن يصدق المبرّرات الكاذبة التي علّل بها النظام الأمريكي تراجعه عن قرار التصنيف إنما هو أحمق وغبي؛ لأَنَّه لم يستوعب حقيقة النظام الأمريكي وسياسته الثابتة التي لا تختلف إن كان رئيسه جمهورياً أَو ديمقراطياً، فالديمقراطي يأتي بعد الجمهوري ليكمل ما بدأه والجمهوري يأتي كذلك بعد الديمقراطي ليكمل مشوار الجمهوري وفق خطوط عريضة مرسومة لا يمكن لأي رئيس أن يتجاوزها، وهذا الأمر يجعلنا نجزم أن سبب إلغاء النظام الأمريكي لقرار التصنيف هو الموقف الشعبي الصاخب والصادق والثابت ضد النظام الأمريكي وقراره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى