تحالف العدوان يضاعف معاناة 40 ألف مصاب بالسرطان
احتفل اليمن مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي للسرطان الذي صادف الرابع من فبراير في ظل ارتفاع مخيف في أعداد المصابين نتيجة استمرار العدوان واستخدامه للأسلحة المحرمة دوليا.
وجاء الاحتفال باليوم العالمي بالسرطان ومعاناة المرضى في اليمن تتفاقم نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية المنقذة للحياة والأجهزة والمستلزمات التشخيصية والعلاجية الخاصة بالأورام السرطانية .
وتعددت أساليب تحالف العدوان في حربه الإجرامية ضد اليمن منذ ست سنوات باستخدام الطيران للأسلحة المحرمة دولياً ونشر الأوبئة والأمراض، فمن من لم يمت قصفاً، مات مرضاً في جريمة هي الأكثر بشاعة وقذارة في التاريخ .
أرقام واحصاءات
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أن عدد مرضى السرطان وصل إلى 71 ألف خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، مبيناً أن هناك تسعة آلاف حالة بمرض السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمائة بين الأطفال، لافتاً إلى وفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليا في عطان ونقم بالإضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات، موضحاً أن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة للسفر للعلاج في الخارج بصورة عاجلة..
وحمل وزير الصحة، تحالف العدوان مسؤولية وفيات الأطفال المصابين نتيجة منع دخول الأدوية الخاصة بهم، لافتاً إلى أن نسبة الشفاء عالية بالنسبة لسرطان الدم لكن انقطاع الأدوية ومنع دخولها يؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال المرضى.
كما حمّل دول العدوان والأمم المتحدة مسؤولية وفاة مرضى السرطان بشكل عام نتيجة استمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي.
وأوضح وزير الصحة أن استمرار إغلاق المطار ومنع إدخال جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام السرطانية يهدد حياة أكثر من 40 ألف مريضا مصابين بالأورام السرطانية المختلفة .. لافتا إلى وفاة 50 % من مرضى الأورام نتيجة عدم توفر الأدوية بسبب الحصار .
فيما أشار نائب مدير المركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور علي المنصوري إلى أن عدد المصابين بمرضى السرطان المسجلين لدى المركز منذ افتتاحه حتى اليوم 72 ألف مريض .. لافتا إلى أن المركز يستقبل ما يقارب 160 حالة يومياً من مختلف المحافظات، ويسجل سنويا حوالي ستة آلاف مريض جديد.
وأوضح أنه يتردد على المركز حوالي 40 ألف مريض سنويا لتلقي الخدمات التشخيصية والعلاجية .
وأكد المنصوري أنه مع استمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي والقرصنة على سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان لا يزال مرضى السرطان يدفعون حياتهم ثمناً لكل هذه الغطرسة والإجرام في ظل صمت عربي ودولي مريب ومباركة أممية مخزية.
انجازات لتخفيف المعاناة
ووفقاً لتقرير وزارة الصحة بُذلت جهود حثيثة لتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال توفير الأدوية والأجهزة والمعدات وغيرها، وإخراج قانون صندوق مكافحة السرطان وصدور قانون انشاء الصندوق في أغسطس 2018م وزيادة السعة السريرية في المركز الوطني لمعالجة الأورام بنسبة 50 في المائة وزيادة السعة السريرية في قسم الإعطاء الخارجي للعلاج الكيماوي بنسبة 100 في المائة وفتح قسم الطوارئ بالمركز بسعة 20 سريرا.
ونفذ صندوق مكافحة السرطان العديد من الأنشطة والمشاريع في سبيل تخفيف معاناة المرضى حيث أوضح رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالسلام المداني أنه تم تجهيز وتأثيث وافتتاح ثلاث وحدات لعلاج الأورام في صعدة وعمران وحجة وتنفيذ توسعة لوحدة لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي وتغطية العجز في جانب الأدوية الضرورية والكيماوية.
وأشار إلى استكمال إجراءات توريد جهاز المعجل الخطي لتقديم خدمة العلاج الإشعاعي للمرضى بتكلفة أربعة آلاف دولار، وتبني مشاريع تسهم في نشر الوعي وتفعيل الجانب البحثي وإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة السرطان والتأهيل والتدريب.
وكانت رابطة مرضى السرطان نظمت في وقت سابق وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء استنكاراً لتجاهل منظمة الصحة العالمية معاناة مرضى السرطان وغضها الطرف عن أوضاعهم المأساوية.
واعتبر المشاركون من مرضى السرطان في الوقفة تجاهل المنظمة لأوضاعهم تواطئاً مع تحالف العدوان الذي يمعن في ارتكاب الجرائم والحصار الجائر بحق الشعب اليمني، وحرمان المرضى من حقهم في السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأكدوا أن منظمة الصحة العالمية تخلت عن مسؤوليتها ودورها الإنساني والقانوني واستهترت بأرواح الكثير من مرضى السرطان وساهمت في زيادة معاناتهم من خلال عدم الوفاء بوعودها والتزاماتها السابقة بتوفير الأدوية والأجهزة المتخصصة للعلاج بالإشعاع والرنين المغناطيسي، والأدوية ومعدات وأجهزة أخرى في ظل تزايد أعداد المرضى .
وطالبوا الأمم المتحدة والصحة العالمية بتحمل مسؤوليتهما تجاه معاناة الآلاف من مرضى السرطان المهددة حياتهم بالموت، داعياً إلى الوفاء بوعودهما، والتزاماتهما بما يكفل تعزيز الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وإنقاذ حياتهم .