اليمن.. واليوم العالمي للحرية والاستقلال
|| مقالات || إكرام المحاقري
من صنعاء الإباء إلى صعدة الصمود، إلى كُـلّ محافظة يمنية تنفست عبق الحرية صموداً وتجلداً أمام عدوان أشر، من تلك الأرض الحرة التي اكتست حلة الكرامة وناهضت المشروع الاستكباري بوعي قرآني، من تلك القلوب اليمانية والهُــوِيَّة الإيمانية والدماء المتدفقة في شلال التضحيات، جسد اليمن لوحة فنية حرة كتبت في طياتها بخط عريض وبمختلف اللغات، الموت لأمريكا وليسقط رهان الخونة أرضاً.
خرجت الحشودُ المليونية متوجّـهة إلى ساحات الاحتشاد مستنكرة بجميع كلمات الغضب والشجب ما تقوم به السياسة الأمريكية من خلط للأوراق على مر التاريخ المعاصر، تميز الشعب اليمني بوعيه الثقافي والسياسي وبنظرته الثاقبة لجديد المؤامرات الأمريكية، وأسقط بذلك قناع الإنسانية الذي اختبأت خلفه جميع الجرائم العدوانية الوحشية بحق نساء وأطفال اليمن، ومن هنا فقد لجلج الحق بأن أمريكا هي أم الإرهاب لا غيرها، ولتشهد على ذلك تلك التقارير الأممية التي حقّقت في جريمة استهداف أطفال ضحيان بقنبلة أمريكية الصنع، وهذا حال جميع الجرائم في نطاق اليمن بشكل عام.
حاولت السياسة الأمريكية جسَّ نبض الشارع اليمني بالتصنيف الإرهابي الركيك، علهم يجدون بصيص أمل في إهلاك عزيمة الشعب اليمني الذي قدم روحه رخيصة؛ مِن أجلِ حرية قراره واستقلاله، لكن المعادلاتِ اختلفت وها هو الشعب اليمني بخروجه الهائل يجس نبض السياسة والساسة في أمريكا، وسرعان ما قامت الخارجية الأمريكية بـ إلغاء قرار التصنيف، فمن أنتم أمام هذا الشعب حتى تضعون أنفسكم في خانة صعبة هي خَاصَّة به منذ الأزل.
من جهل حقيقة ذلك الشعب الذي صمد وتجلد وأبدع وابتكر في ظل سنوات عدوانية قاحلة، فلينظر إلى تلك الحشود التي عرت حقيقة الإرهاب الأمريكي وبينت مصطلحه القرآني للعالم في اليوم العالمي لحرية الشعوب، فهذا الشعب لن يكل ولن يمل ولن يتراجع خطوة واحدة عن تحقيق النصر وتحرير كُـلّ شبر في اليمن من دنس الاحتلال، بل أنه من سيقوم بالمناورات السياسية والعسكرية لبدء عملية تحرير القدس وهذا هو واقع معركة النفس الطويل، التي تحدث عنها السيد القائد منذ بداية العدوان.
يكفيك يا شعب الإيمان والحكمة ما أنت فيه من عزة وكرامة وأنفة وكبرياء، ويكفيك ما أنت فيه من وعي وبصيرة في زمن بلغ فيه الضلال ذروته، ويكفيك يا شعب الأنصار بأنك في معية الله القوي العزيز، وأنت بذلك من أرهبت العدوّ “الصهيوأمريكي” وكل من دار في فلك إجرامه بصمودك وصبرك ووعيك ومواقفك التي انتصرت للقضية وحقّقت ما عجزت عن تحقيقه شعوب العالم، حقاً وصدقاً وعدلاً ويقيناً.