التصنيفُ الأمريكي.. ما الجديد؟
|| مقالات || صبري الدرواني
بعدَ ستِّ سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ومقتلِ أكثرَ من 43 ألف مواطنٍ من المدنيين من أبناء الشعب اليمني وتجويعِهم بالحصار الخانقِ براً وبحراً وجواً، أعلنت الإدارةُ الأمريكيةُ نيتَها تصنيفَ “أنصار الله” ضمنَ ما تسميه قائمةَ “الإرهاب”، بينما كان مسؤولون كبارٌ ومؤسّساتٌ أمريكيةٌ تصفُ ترامب بالجنون والاختلال العقلي، بل واتَّهمته بممارسة فعلٍ إرهابي، على خلفية الهجوم الذي حدث على مبنى الكونغرس واقتحامه.
ومع أننا لم نستغربْ بأن تقومَ أكثرُ دول العالم إجراماً وقتلاً وتدميراً واحتلالاً للشعوب بتصنيفِ كُـلِّ مَن يدافعُ عن أرضه وعِرضه وأمنه واستقراره بأنه إرهابي، إلا أن القرارَ الأمريكيَّ الأحمقَ والمجنون كصاحبِه لن يضيفَ أيَّ شيء في الواقع أكثرَ مما سبق وارتكبه العدوُّ الأمريكي بحق أبناء الشعب اليمني على مدى ست سنوات، وإنما يقدِّمُ شاهداً جديدًا وملموساً لكُلِّ يمني بِدور أمريكا المباشِر في العدوان وتورطها في كُـلِّ الجرائم المرتكَبة، والدعم المتواصل بكل أنواع الأسلحة والذخائر للنظامَين السعودي والإماراتي لقتلِ نساء وأطفال اليمن.
إنَّ هذا القرارَ لن يؤثرَ على أنصار الله ومواقفِهم الوطنيةِ الثابتة والراسخة والداعمة للشعب اليمني والدفاع عنه وحماية سيادته واستقلاله ومقدراته، ومواقفهم الثابتة تجاه قضايا الأُمَّــة، على رأسها القضيةُ الفلسطينية، وسيسهمُ في تعزيزِ الوَحدة الوطنية.
بالمقابل، فَـإنَّ القرارَ سيرسِّخُ القناعاتِ لدى أبناء الشعب اليمني بما تحدث به الشهيدُ القائدُ السيدُ حسين بدرالدين الحوثي عن إجرامِ ووحشيةِ أمريكا، وضرورةِ التصدي لمشروعِها الإجرامي في المنطقة، وسيعززُ لدى أبناء الشعب اليمني والأُمةِ العربية والإسلامية أن كُـلَّ المصائب والجرائم والمشاكل التي تعاني منها أمتُنا العربية والإسلامية تقفُ وراءها أمريكا، ولعلَّها بهذا قدمت لنا شاهداً إضافياً على بشاعتها ووحشيتها.
وختامًا.. نطالبُ المجلسَ السياسيَّ الأعلى باتِّخاذ قرارات بحق أمريكا رداً على قرارِها بتصنيفِها ومسؤوليها في قائمة الإرهاب.