أمة واحدة وعدو واحد.. قادة المقاومة يجددون العهدَ والولاءَ لدماء الشهداء
|| مقالات || إكرام المحاقري
لطالما تعمدت قوى الشيطان في “الغرب” الاستعماري تشتيتَ اللُّحمة العربية والإسلامية وزرع النزاعات الواهنة في المجتمعات العربية، مستغلين حالةَ اللا وعي واللا بصيرة التي قد وصلت إليها الأُمَّــة الإسلامية؛ بسَببِ تغلغل الثقافات “الغربية” في أوساط شعوبها، والتي وضعت حواجز بين شباب الأُمَّــة ودينهم، وتمكّنت بشكل عام من رأس الهرم في الدولة، وثقفت الشعوب لما تقتضيه المصلحة الصهيونية في المنطقة، وتحت مسميات السلام تركت الأُمَّــة الإسلامية السلاح، في الوقت الذي جعلته أمريكا شعار حربٍ لها، “إذا أردت السلامَ فاحمل السلاح”.
وقد سبب هذا الاستهدافُ للأُمَّـة العربية والإسلامية بأن جعلها منقسمةً وجعل منها مربعاتٍ وكانتونات منفصلة ومنغلقة على نفسها وكل جهة لها ثقافتها الخَاصَّة، في الوقت الذي يتمسك الغرب فيه بلحمته وثقافاته ودياناته المتعددة، فالعدوّ يرصد حركة الشعوب المسلمة ويعمل ليلَ نهارَ على بث السموم من خلال الثقافات المغلوطة بعدة أشكال حتى أصبح لها قبولاً وتأثيراً، وبعد ما لاقى مشروعُه التدجيني الاستجابةَ التامةَ، قام بتحريك ورقة “صفقة القرن” ومن ثم الانخراط بشكل معلن في أوساط الأُمَّــة المسلمة تحت مسمى التطبيع، وهكذا..
وبعد أن تم استهداف العقل العربي لم تعد الشعوب العربية في المنطقة تعي خطورةَ التمزق والتفتت، ولم تعد تعي أن الأُمَّــة الإسلامية لها هدف وقضية واحدة وعدو واحد، لهذا اشتعلت الحروبُ في المنطقة لصالح العدوّ الصهيوأمريكي، وكانت تلك الحروب باسم الدين ومسميات أُخرى كـ القومية والعِرقية وغيرها من المسميات الأُخرى للأسف الشديد.
وبـالحديث في غمار التضحية والعطاء والاستبسال والوعي القرآني الذي خُلق من رحمه وعيًّا سياسيًّا وعسكريًّا واجتماعياً، نجزم بأنه قادرٌ على هدم المشروع الغربي، وبأن دماء الشهداء من أحرار المقاومة في العالم هم معول الهدم، وهي من ستحفظ للأُمَّـة الإسلامية كرامتها، فـ الشهداءُ هم من عرقلوا مشروع العدوّ الصهيوني في الشرق الأوسط، لذلك فقد اضطر العدوّ لإشعالِ حربٍ عسكرية في المنطقة حتى يتسنى له تمرير المشاريع الاستعمارية.
وهذا ما حدث فعلاً، فحين فشلت المخطّطات في العراق وسوريا وإيران ولبنان، وجّهوا البُوصلة باتّجاه باب المندب لذلك شكلوا تحالفا عدوانيا تحت مزاعم الشرعية، وأرادوا التّحكم بالقطر العربي من نقطة حساسة هي متحكمة بملاحة البحر الأحمر بشكل عام.
وبالعودة إلى موضوع الأُمَّــة الواحدة الذي ركز عليه السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في خطابه بمناسبة اختتام فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، قد تجسد واقعا ملموسا في الساحات المقاومة حين توحدت في حمل قضية ومشروع وثأر الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، وهذا ما جاء به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وهذا سبب استهدافه.
حيث وقد جاء هذا الخطاب بعد خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، وكلاهما التقيا في نقطة واحدة، ترغيب في الشهادة، وتعظيم للشهداء، ووعيد للعدو الصهيوني، وهذه النواة الرئيسية لثقافة الشهادة التي خلقت المجد وصنعت النصر من رحم المستحيلات.
ولعل الفشل الذريع الذي ألم بحال العدوّ “الصهيوأمريكي” هو استهدافهم لإخفاء الأشخاص متناسين بقاء أثر المشروع، والذي أصبح كفيلاً بكشف ألاعيب الغرب ورص الأُمَّــة الإسلامية والعربية تحت لواء القرآن الكريم، وحينها ماذا سيكون على العدوّ عمله!
العدوّ الصهيوني قد حقّق مآربه في المنطقة، لكن بعد مَسيرات اليوم في دول محور المقاومة، وتجديد العهد والولاء لدماء الشهداء الأحرار الذين ناهضوا المشروع الصهيوني وقدموا أرواحهم قرباناً؛ مِن أجلِ صحوة الأُمَّــة الإسلامية تجاه ما يحاك لها من مؤامرات.
وها هو العدوّ الصهيوني يواصل نفثَ السموم في “الشرق الأوسط” لكن هذه المرة قد لاقت المخطّطات الصهيونية تهديدات جدية من دول محور المقاومة على رأسهم القيادة الوطنية في “اليمن” والذين رصدوا التحَرّكات المشبوهة للعدو في البحر الأحمر والمحافظات الجنوبية بشكل عام، وذلك لما تقوم به أدوات الارتزاق من تحَرّكات متطورة للسيطرة على ثروات ومقدرات المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
خلاصةُ الحرب هو ما حدث اليوم من صحوة عربية تجاه القضية الواحدة، وتوحيد المسار ومنطقه وثقافته ورؤيته الموحدة، ولعل العدوّ قد حسب حساب ذلك وقد يتعمد إثارة الفوضى الداخلية بجرائمَ يقيدها ضد التنظيمات الإرهابية، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه.
فالضربة التي استهدفت مرتزِقة حكومة الفنادق في مطار عدن حال الاستقبال كانت مؤشراً واضحًا لاستقرار العدوّ الصهيوني في المنطقة، فالأدوات السعوإماراتية حتى وإن كانت لهم مصلحة، فهي مصلحة للعدو الصهيوني، وتبقى تحركات دول محور المقاومة هي من ستحسم الأمر في نهاية المطاف.. وهذا ما يحاول أن يتلافاه العدوُّ.