التضحية والفداءُ في فكر القادة العظماء

|| مقالات || أمل المطهر

 

افتتاحيةُ قدومِ عامٍ جديدٍ بالذكرى السنوية للشهيد والذكرى السنوية لاستشهاد الشهيدين الخالدين الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، والتي أحيتها شعوبُ دول محور المقاومة كانت بداية قوية لعام جديد نعتبره عامَ التصعيد في مواجهة دول الاستكبار العالمي، ورسالة قوية لقاداتهم ومن يقفون في صفهم من أنظمة عميلة خانعة.

 

إحياءُ مثل هذه الذكرى في ظل تسارع الأحداث وتسابق الأنظمة للارتماء في حُضن العدوّ الإسرائيلي أوصل عدة رسائلَ مباشرة وغير مباشرة، والتي أرسلت من قادة المحور ومن أبناء الشهداء العظماء كُـلّ رسالة وضعت العدوّ في مأزق كبير، ووضحت له اللبس الذي وقع فيه بأن جهودَه المبذولةَ لمحو تلك المنهجية العظيمة التي ترسخت في نفوس كُـلِّ الأحرار وورثها أبناؤهم جيلاً بعد جيل قد تنجح في يوم ما، وهَـا هو اليوم يرى تلك المنهجية تزداد توسعا وثباتا في نفوس المؤمنين ويرى ضياع كُـلّ تلك الجهود سدى وتتلاشى ضعيفة خائبة أمام هذا الفكر وتلك المنهجية.

 

وأمام تلك النماذج العظيمة والقوية بقوة تلك التضحيات الجسام تلاشت أحلامه إلى الأبد، وعاد ليعيش واقع أن المقاومة أصبحت شعوباً ومنهجاً وصار عبق الحرية منتشراً في سماء أرض ارتوت من دماء خيرة رجالها، لا يمكن لدخانهم الأسود أن يحرفَ مسارَه أَو يحصرَه في زاوية قاتمة.

 

تلك المنهجية هي الترياق والسر الذي ثبت الحق في النفوس وأظهره على الناس بقوته أبلج مشرقاً، فتمسكت به نفوس تواقة للعزة والكرامة.

 

منهجيةُ الخلود وفي رحاب الخالدين، حَيثُ كانت الغلبةُ للمستضعفين في هذه الأرض، ومن رمال الطفوف التي تشربت من دماء الحسين وآل بيته وأصحابه، إلى مران التي تخضبت بدماء حسين البدر وآل بيته وأصحابه، مُرورًا بلبنان الذي قاوم وقدم أعظمَ الرجال المخلصين يبرز لنا حجمُ التضحية والفداء ونرى نتائجَها المبهرة.

 

تلك المنهجيةُ التي وضّحها اللهُ تعالى في كتابه الحكيم التي طريقُها واحدٌ لا سواه، مهما تفرقت الطرق وتعددت التسمياتُ (في سبيل الله) ونهايته النصر والفتح على الصعيد العام للأُمَّـة بأكملها، والفوز والخلود على الصعيد الشخصي.

 

عندما حاول العدوّ تصويرَ هذه الطريق وتلك المنهجية بأنها طريقٌ شاقٌّ ومنهجيةُ خسارة، ظهرت نتائجُ تلك المنهجية من خلال تحَرّك قادتها العظماء وتحَرّك كُـلّ من انطوى تحت لواء الحق، من أحرار شرفاء، نتائج عزة ومنعة وأمن وأمان.

 

وكان ذلك الهدف المقدس الذي رسمه اللهُ لعباده منذ أن خلق الأرض ومن عليها وهو المواجهة والتضحية والفداء لنيل الحرية والكرامة وعدم الرضوخ أَو الاستسلام للعدو مهما كان حجم التضحيات.

 

فـ الصراعُ بين الحق والباطل أزلي وحتمي، ولا بد من المواجهة والمقاومة لقوى الشر والباطل والتي تتمثل بأمريكا وإسرائيل ولا بُـدَّ من بذل التضحيات لإقامة مبادئ الحق والعدالة الإنسانية.

 

وها نحن اليوم جميعُنا في محور المقاومة نضرِبُ عدوَّنا بسلاح واحد، والذي هو سلاحُ “الإيمان القوي” بالله وبالقضية العادلة.

 

ونقفُ متشابكي الأيادي، قابضين على الزناد، متحدي الفكر، مترافقين في نفس الطريق، ودماءُ شهدائنا هي من عبّدت الطريقَ نحوَ الحرية المطلقة من قوى الاستكبار العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى