هوان المرتزقة د. أحمد صالح النهمي
لم تكن المجزرة البشعة التي ارتكبها العدوان السعودي بحق عمال ومهندسي محطة توليد الكهرباء بمنطقة المخا إلا امتداد للجرائم الأخرى التي طالت تجمعات المدنيين اليمنيين في مختلف المدن وسائر المحافظات اليمنية على مدى أكثر من أربعة أشهر متواصلة مخلفة آلاف الضحايا ، بيد أن جريمة العدوان في المخا تعد من الجرائم التي استطاعت أن تعري العدوان وتفضح مرتزقته .
لقد وقف إعلام العدوان ومرتزقته أمام ما حصل بحق عمال محطة المخا مشدوهين لا يدرون بما يبررون هذه الجريمة البشعة، فالمنطقة الجغرافية للجريمة ليست منطقة صراع ومواجهات ولا يوجد فيها أسلحة وليس بها ثكنات عسكرية ولا تنطبق عليها أيا من التهم السخيفة التي يقنعون أنفسهم بحقهم في استهدافها، فأخرست أفواههم ولم يستطيعوا ممارسة الدور التضليلي الذي دأبوا على ممارسته منذ بدء العدوان وذلك بإثارة الشبهات والشكوك حول الجرائم النكراء التي يقترفها العدوان السعودي بحق المواطنين اليمنيين والمنشآت الحيوية ومحاولة نفيها عنه وإلصاقها بالجيش واللجان الشعبية .
اهتز الضمير الجمعي داخل الوطن وخارجه أمام بشاعة هذه الجريمة، واهتزت ضمائر بعض المنظمات الحقوقية خلافا لسيرتها التي دأبت على غض الطرف عن جرائم العدوان فظهرت منظمة هيومن رايتس ووتش بتقريرها الجريء الذي أعلنت فيه مسؤولية طائرات التحالف عن الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح وأدانتها كثير من المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج …وحدهم مرتزقة الرياض لم يستطيعوا إدانة هذه الجريمة أو التعبير بأي شكل عن رفضهم لها والتعاطف مع ضحاياها في موقف يدعو للشفقة والاشمئزاز في الآن نفسه من هؤلاء اليمنيين الذين باعوا أنفسهم للشيطان وخانوا أنفسهم وضمائرهم كما خانوا وطنهم وأمتهم.
في الجانب الآخر ظهر عبدربه منصور هادي وعلى يمينه الجنرال علي محسن الأحمر وسائر المرتزقة في مشهد من الهوان والذل وهم يتسابقون على من يخطب منهم ود أمراء النفط ويحظى بجوائز الرضا فكل منهم يعرض إمكانياته القادرة على تحقيق أهدافهم ضد الشعب اليمني مقللا من إمكانية المرتزقة الآخرين في لوحة تعيد إلى الأذهان أبيات البردوني الخالدة التي صور فيها حال مرتزقة الرياض في سبعينيات القرن الماضي
أمير النفط نحن يداك نحن أحد أنيابك
ونحن القادة الغطسى إلى فضلات أكوابك
ومسؤولون في (صنعاء) وفراشون في بابك
ومن دمنا على دمنا تموقع جيش إرهابك
لقد جئنا نجر الشغب في أعتاب أعتابك
ونأتي كلما تهوى نمسح نعل حجابك
ونستجديك ألقاباً نتوجها بألقابك
فمرنا كيفما شاءت نوايا ليل سردابك
نعم يا سيد الأذناب إنا خير أذنابك
فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري
اليمنيون الذين رفضوا هذه الأدوات العميلة في 21 سبتمبر الماضي لا يمكن أن يقبلوا بعودتهم في إطار تسوية سياسية فضلا عن القبول بهم كأدوات تحاول السعودية فرضهم مجددا على الشعب اليمني فجرائمهم بحق الشعب في شمال اليمن وجنوبه ما زالت حاضرة في الأذهان ولم تسقط بالتقادم.