حياة المجاهد في سبيل الله لا خسارة فيها
|| من هدي القرآن ||
قد يأتي الشيطان ليقول لك عندما تتعرض لحالة كهذه وأنت مجاهد في سبيل الله قد يقول لك: [لو أنك ما دخلت في هذا الموقف كنت مثل فلان، شف فين فلان فوق بيتهم مكيف شف فين فلان بين مزرعته يشتغل وماله حاجة]، فيوحي لك بأنك في خسارة, وأنك أوقعت نفسك في ورطة وخسارة، يوم القيامة سيتضح لك الأمر إذا ما حاولت أن تدفع الشيطان عنك، وأن تعود إلى صوابك وترى نفسك أنك في مقام تتعرض فيه للربح عند الله يوم القيامة، سترى أنت أولئك هم الخاسرون حقيقة وليس أنت الذي خسرت نفسك وأهلك في الدنيا.
لهذا قال الله: {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا}، لأن الكثير من المؤمنين هم من يصنفون عند الآخرين خاسرين: تخسر دراستك, تخسر شهادتك، تخسر بيعك وشراءك، خسرت مالك، خسرت بيتك، هكذا يتعرض المؤمنون للكلام الكثير من قبل الآخرين فيصفون كل ما يتعرضون له بأنه خسارة، ويصفونك بأنك أحمق وأنت تنطلق في عمل ما، أو تقول كلمة حق بشكل صريح, يعتبرونك أنك أحمق؛ لأنك تعرض نفسك للخسارة، فهؤلاء المؤمنون الذين تحملوا في الدنيا ما يقال ضدهم وصبروا واستقاموا هم من ستتجلى لهم الأمور يوم القيامة فيقولون للآخرين، ويقولون لأنفسهم: {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا} حينئذ والله صح {إِنَّ الْخَاسِرِينَ – هم أولئك – الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ونحن نراهم يسحبون على وجوههم في السلاسل والأغلال إلى جهنم، أليست هذه هي الخسارة الحقيقية؟؟.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
معرفة الله وعده ووعيده الدرس الخامس عشر صـ14.