هيئة الزكاة تصنع الفرحة في زمن العدوان والحصار
|| مقالات || زيد البعوه
عرس جماعي هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن في مرحلة زمنية استثنائية يمر بها الشعب اليمني برعاية الهيئة العامة للزكاة التي لم تبدأ عملها إلا منذ قبل عامين شقت طريقها في احلك الظروف وتمكنت بعون الله من صناعة إنجازات كبيرة وعظيمة أثلجت بها صدور المحتاجين ومسحت دموع الثكالى ورسمت الفرحة على شفاه البؤساء والمحرومين ، في نهاية العام السادس من العدوان العسكري والحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان بقيادة أمريكا وآل سعود وعيال زايد ورغم ذلك رأى العالم بكله آلاف اليمنيين وهم يحتشدون في العاصمة صنعاء في عرس جماعي لا نظير له على الإطلاق ضم 3300 شاب وشابة من أبناء اليمن عرس جماعي مكلل بالبهجة والسرور في زمن العدوان والحصار والحرب والدمار في لوحة اجتماعية فرائحية مثيرة للذهول والدهشة مفعمة بالصمود والثبات والعنفوان والقوة
عرس جماعي وملحمة اجتماعية جهادية إيمانية ورسالة شعبية جماهيرية عنونها هنا شعب صامد لا تزلزله المحن ولا تقهره التحديات رسالة لا تستطيع الحروف ولا الكلمات ترجمتها والتعبير عنها لأنها رسالة لا تكتب ولكنها تقال وتتحدث عن نفسها اكثر من ثلاثة الف ابتسامة وفرحة غمرت 3300 عريس وعروسه يضاف إليها ما يقارب 30 مليون بهجة وفرحة طافت بقلوب ابناء الشعب اليمني الصامد والمثير للدهشة ان هذا يحصل في زمن يطمح فيه العدو ان يرى الشعب اليمني الصامد في حالة من القهر والبؤس والمعاناة والشقاء ولكنه لم يظفر بذلك فقد صنعت الهيئة العامة للزكاة معجزة اجتماعية اقتصادية عنوانها الصمود والتكافل وخلال مراسيم عرس جماعي ابتعثت رسالة يمانية جهادية معنوية الى قادة دول العدوان لتقول لهم ان هنا شعب مجاهد صامد عظيم لا تؤثر فيه غارات الطائرات المكثفة ولا يكسره الحصار الاقتصادي وانه مستمر في مواجهة العدوان ومستمر في البذل والعطاء والتكافل والجهاد والمقاومة مهما طال امد العدوان ومهما كانت الظروف
فريضة الزكاة وهيئتها العامة تصنع انتصارات اقتصادية وجهادية ومعنوية ونفسية في ميدان الصراع الشامل الذي يخوضه الشعب اليمني الصامد في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي تصنع الإنجازات وتقهر التحديات وتعالج النفوس وتحول الحزن الى فرحة وتزرع البسمة على الشفاه بدلاً من الدموع ،ومن المؤكد الذي لا شك فيه ان الأعمال والمشاريع التي تقوم بها الهيئة العامة للزكاة في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب اليمني لا تقل أهمية عن الانتصارات الميدانية العسكرية والأمنية التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية في مختلف الجبهات في مواجهة العدوان ومرتزقته بل ان أعمال الهيئة هي احد اهم عوامل الصمود لأنها تساعد في لملمة الجراح ومساعدة المحتاجين والتخفيف من معاناة الفقراء نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان على الشعب اليمني الصامد
مشاريع إيمانية اجتماعية عملاقة تدشنها الهيئة العامة للزكاة مشاريع لها تأثير كبير ونتائج عظيمة اكثر تأثيراً من المشاريع الاقتصادية الأخرى لأن مشاريع الهيئة العامة للزكاة هي مشاريع تلامس الوجدان والمشاعر وتحاكي ما تتوق إليه نفوس المحتاجين وما تتطلع إليه فاقة المساكين وتلبي رغبات الفقراء مشاريع وجدانية تصنعها الثقافة القرآنية تترجم واقع الاستجابة للتوجيهات الربانية التي تؤكد على ضرورة الاهتمام بفريضة الزكاة وصرفها في مصارفها لما لذلك من أهمية اجتماعية واقتصادية في تعزيز عوامل التكافل الاجتماعي وترجمة مبدأ الإحسان والبذل والعطاء في الواقع النفسي والمعيشي والاجتماعي قولاً وعملاً وهذا من ابرز الأمور التي يحبها الله والتي من ابرز مهامها وأعمالها وثمارها هو ان يحظى المجتمع المسلم بتأييد الله وبركته ورعايته ونصره وتوفيقه في كل مجالات الحياة
وخلال هذا الحدث التاريخي الاجتماعي الهام ارتفعت نسبة الفرحة الى اعلى مستوياتها حين شارك السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله في مراسيم العرس الجماعي اليمني بكلمة قصيرة مباركة وهادفة مهنئاً للعرسان وشاكراً للهيئة العامة للزكاة حيث ظهر قائد المسيرة القرآنية خلال الكلمة وملامحه مفعمة بالبهجة والفرحة ومشاعره مغمورة بالسرور وهو يرى كوكبة من شباب يمن الصمود مكللين بالفل والورد والياسمين في يوم عرسهم متحدثاُ عن ضرورة الاهتمام بالتكافل الاجتماع وحاثاُ على أداء الزكاة وصرفها في مصارفها وداعياً الى تيسير تكاليف الزواج والى تعزيز عوامل الصمود من خلال البذل والعطاء والتراحم مؤكداً ان مثل هذه الأعمال الخيرية وما تقوم به الهيئة العامة للزكاة سيكون لها اثر كبير للحيلولة دون حدوث مجاعة
حيث ان كل منظمات العالم التي تتغنى بالإنسانية رغم ما تملكه من أموال تقدر بمليارات الدولارات لم تستطع ان تصنع حدثاً ولا موقفاً ولا مشروعاً يوازي ما صنعته الهيئة العامة للزكاة اليوم في اليمن وهذا يعني ان هذه الهيئة هي المنظمة الإنسانية الحقيقية وهي المعنى الحقيقي للتكافل الاجتماعي وهي الترجمة الفعلية للإحسان والبذل والعطاء ومساعدة الفقراء والمحتاجين وهي التي يبارك الله أعمالها ومشاريعها ويبارك جهودها لأنها فريضة من فرائض الله وحين تم تأديتها من قبل الكثير وصرفها في مصارفها تمكنت من التصدي للحرب الاقتصادية التي يفرضها العدوان ومواجهة الحرب الناعمة التي يسعى الأعداء من خلالها الى تجريد المجتمع اليمني من هويته وقيمه ومبادئه واستطاعت ان تعيق أهداف ومشاريع وطموحات المعتدين وان تساند المحتاجين وتساعد المعدمين وتبلسم الجراح وترسم الأفراح فهي بمثابة منظومة متكاملة من الأعمال والمواقف التي جميعها تصب فيما يرضي الله وفيما يصلح واقع الناس هذه هي الهيئة العامة للزكاة.