الإرهاب الأمريكي وفائض الوقاحة!
عبدالرحمن الأهنومي
منذ مارس 2015 تتعرض اليمن لحرب عدوانية مستعرة طالت كل حي وكل بنية ومدرسة ومشفى ومصنع ومحطة ماء وكهرباء ، وحتى صالات العزاء ومخيمات النزوح والزفاف وحافلات الأطفال وناقلات الوقود والغذاء والأسواق والمحلات التجارية والقائمة طويلة لا تتسع لما استهدفته هذه الحرب العدوانية التي تتواصل بإشراف أمريكا وبقيادتها وإدارتها ، ولحسابها ولأهدافها ، وهي منذ يومها الأول استجمعت كل الأدوات الإرهابية والإجرامية ، واستخدمت كل أساليب وفنون الترهيب والإرهاب النفسي والمعنوي والاقتصادي دون أن تحقق نتيجة ، على أن أمريكا التي أعلنت من عاصمتها العدوان على الشعب اليمني ، ما تزال هي مقر إدارة تحالف الإرهاب والعدوان والحصار وهي من تلعب آخر الأوراق حاليا بعدما فشلت وأخفقت في كل ما سبق.
تنشط الإدارة الأمريكية اليوم سعيا لسن قانون “أمريكي” يستهدف الشعب اليمني ، تقول المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والعاملون في المجال الإغاثي أن قرارا أمريكيا إن صدر سيضاعف من حجم الأزمة الإنسانية التي بلغت مستوى لم يسبق للعالم أن شهد مثله في العصر الحديث ، أما عن سبب الأزمة والمجاعة التي تتحدث عنها المنظمات فهي تلك الحرب العدوانية والتدميرية المتواصلة منذ ستة أعوام ، المترافقة مع حصار مطبق وشامل على واردات الغذاء والدواء والوقود ، وعلى كل ما يلزم للبقاء والحياة التي باتت من الممنوع وصولها إلى اليمن بقرار وبفعل أمريكي بحت ، وبالتأكيد لن تتردد أمريكا في اتخاذ قرار يزيد من نسبة الفقر والجوع والأوبئة ويضع الشعب اليمني على حافة المجاعة والموت الشامل ذلك أن أمريكا هي من تتزعم الحرب الاقتصادية والتي تسببت في معاناة طائلة ، وهي من تحالفت مع الإرهاب وبه قتلت اليمنيين.
وقبل أن تضع “أمريكا” الشعب اليمني في لوائح الإرهاب التي باتت تتسع لكل نشاط أو عمل يتصدى لجرائمها وفعائلها وقبحها ونهبها وأدواتها الإرهابية ، يجدر التذكير بأنها منذ مارس 2015 تقود عدوانا تحالفيا على اليمن حشدت فيه العرب والعجم والإرهابيين والدواعش والتكفيريين والإخوان وبلاك ووتر والجنجويد وجنسيات عديدة من المرتزقة والعملاء وأصحاب السوابق والمدمنين الذين جلبتهم من أصقاع الدنيا وأتت بهم للحرب على الشعب اليمني ، نذكر أن أمريكا خلال ستة أعوام مارست كل أشكال وألوان وصنوف الإرهاب والبلطجة الآثمة بدءاً بقصف الأعراس والعزاء والأسواق والمدارس والمستشفيات والطرقات والمدن والقرى ومخيمات النزوح والأطفال والنساء والشيوخ والتجمعات المدنية بطائرات الإف 15 التي تحمل أطنانا من القنابل الأمريكية الفتاكة والمحرمة دوليا ، والترويع والتجويع والحصار ، حتى أصبحت الأيادي الأمريكية الآثمة متلونة بدماء المدنيين ، ومتسخة بالإرهاب والجرائم النكراء في كل الحالات والأوقات.
الإرهاب الداعشي والقاعدي التكفيري أم الوهابي أم الإخواني هو شكل واحد من أشكال الإرهاب الذي استخدمته أمريكا في حربها المستعرة على الشعب اليمني ، وجرى استخدامه وتذخيره وتمويله أمريكيا أمام وسائل الإعلام والصحافة والمنظمات والأمم المتحدة.
قيادة عمليات قصف المدنيين واستهدافهم ، والقيام بالتهديف والتذخير والإسناد اللوجستي والتقني والمعلوماتي للعمليات الجوية التي استهدفت اليمنيين في مساكنهم ومزارعهم وأسواقهم ومدارسهم ومشافيهم وفي الأفراح والأتراح وفي مناسبات وحالات وأوقات مختلفة ، هو إرهاب وقد قامت أمريكا وضباطها وجنودها بممارسته علنا ، كما أن إرسال مرتزقة وجواسيس وجيوش تشارك عمليا على الأرض في العدوان على الشعب اليمني هو بكل الاعتبارات إرهاب موصوف يجعل من أمريكا راعية الإرهاب وهي الإرهاب بذاته.
من قتل ودمّر وحاصر وجوّع الشعب اليمني منذ ستة أعوام هي أمريكا المارقة التي تعتاش على الدم والخراب والحرائق ، هي التي ارتكبت آلاف الجرائم بالمباشرة ، وبالواسطة ، أي بنفسها وبجيوشها ، وبواسطة أدواتها الإرهابية الوهابية السعودية أو الداعشية التكفيرية أو الإخوانية على اختلاف المسميات ، واليوم هي تحاول تظهير ما فعلته من إرهاب وترويع وقتل وجرائم وبلطجة في شكل قرار وقح ومعلن ، وتبتدع التصنيف لـ”أنصار الله” على لائحة الإرهاب كفكرة تسعى من خلالها فرض مزيد من الإفقار والتجويع ، وإدامة الحرب على اليمن لما يمثله استمرارها من تمويل وفير لها ، حيث تتقاضى مليارات الدولارات من مبيعات السلاح وأجور الصيانة وإدارة العمليات التي تدفعها السعودية للإدارة الأمريكية، أما الغاية من التسريبات والتناولات الكثيفة لما تريد أمريكا اتخاذه يكمن في محاولة التأثير على الشعب اليمني وممارسة أقصى الضغوط عليه لدفعه إلى الرضوخ والقبول بما ترغب به.
الحصار ومنع سفن الوقود والغذاء والدواء واستهداف العملة الوطنية والبنك ، واستخدام التجويع كأسلوب حرب هو أحد أشكال الإرهاب الذي تمارسه أمريكا ضد الشعب اليمني ، التلويح بوضع الشعب اليمني في لائحة الإرهاب يأتي استكمالا لما بدأته وفرضته من حصار مطبق وغاشم وحرب شعواء على العملة والبنك واستهداف لمقومات الاقتصاد سواء ما كان مباشرة من خلال جيوشها وجنودها ومخابراتها ، أو من خلال أدواتها الإرهابية أكانت”وهابية سعودية أو داعشية أو إخوانية” ، وهذه الخطة لا تقل خطورة عن الحرب العدوانية وأشكال الحصار والتجويع والترويع التي مارستها أمريكا في إطار حربها الغاشمة ، وهي تأتي في سياق الحرب العدوانية التي تقودها أمريكا على اليمن والأساليب العدوانية التي تنتهجها أمريكا ، لجأت إليها بعد الفشل في استخدام كل أشكال وأدوات الإرهاب الأخرى خلال سنوات العدوان ، وتحاول اجتراره في شكل ويبدو كمن يجتر كل فعائله ثم ، وتبتدع التصنيف لـ”أنصار الله” على لائحة الإرهاب كفكرة جديدة هدفها مزيدا من الإفقار والتجويع ، وإدامة الحرب على اليمن لما يمثله استمرارها من تمويل وفير لأمريكا ، التي تتقاضى مليارات الدولارات من مبيعات السلاح وأجور الصيانة وإدارة العمليات التي تدفعها السعودية ، وفي الغاية منها يكمن التأثير على الشعب اليمني وممارسة أقصى الضغوط عليه لدفعه إلى الرضوخ والقبول بما ترغب به الإدارة الأمريكية وتسعى لتحقيقه.
التلويح بمثل هكذا قرارات هو استهداف عدواني يجسد حقيقة أن أمريكا هي من تقود العدوان وهي من تفرض استمراره ، وهو وجه آخر للعدوان الأمريكي على الشعب اليمني منذ ستة أعوام ، وهو شكل من أشكال الإرهاب والترهيب والعدوان المباشر الذي تنتظر منه أمريكا أن يحقق لها ولشركائها على امتداد تحالف العدوان والإرهاب والحصار والجريمة ما عجزت عن تحقيقه بالحصار وبالقصف وبكل أشكال وصنوف العدوان والإرهاب ، وعلى هذا النحو فإن الرد والمواجهة لهذا الشكل من العدوان الامريكي الوقح سيكون بالتحرك الجماهيري الفاعل في الميدان بشعارات الموت لأمريكا ، وبالتعبئة الشاملة على كل المستويات الشعبية والرسمية ، ويكون ذلك في شكل مظاهرات جماهيرية كبرى في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات للرد والتصدي للوقاحة الأمريكية والتعبير عن الموقف المندد بأمريكا وسياساتها العدوانية ، فضلا عن الوقفات والاحتشادات القبلية مسلحة, وعلى أمريكا أن ترى وتشاهد مسار الشعب اليمني في الاقتدار على صناعة الانتصار ومواجهة مؤامراتها القذرة وإسقاطها.