فتنة الـ2 من ديسمبر ودروس منها
رفيق محمد
في هذه الأيّام نعيش الذكرى الثالثة لوأد الفتنة التي أشعلها علي عبدالله صالح، التي أتت تنفيذاً لأجندة خارجية، وكانت تستهدف الشعبَ اليمنيَّ بغرض تفريق صفه وإشغاله عن مواجهة العدوان الذي هو الخطر الأول علينا كشعب يمني.
وكانت خطورتها كبيرة، ونتائجها كارثية فيما لو استمرت؛ لأَنَّها أُشعلت من وسط الشعب من بين الناس، فكان يُراد لها أن تؤدي بالشعب اليمني إلى الاقتتال والتناحر فيما بينه البين، وأن يقتتل الأنصار مع المؤتمر وجمهوره وينسوا العدوان وخطرَه الكبيرَ، ولكن رحمنا اللهُ ووأدها في فترة قصيرة جِـدًّا لا تزيد عن أربعة أَيَّـام.
إن فتنة عفاش التي خلّصنا اللهُ منها كشعب يمني، هي من أهمِّ الأحداث في هذا الوقت، فهي مليئةٌ بالدروس التي يمكننا أن نستفيد منها نذكرها تباعاً:
أولاً: من يركن إلى المعتدين وإلى الذين ظلموا تناله عقوبة الله، ولن يحقّق شيئاً من أهدافه التي رسمها، وسيتخلون عنه مهما كان مخلصا معهم ومهما عمل لهم.
ثانياً: الشعارات السياسية وادِّعاء الوطنية لا تكفي لوحدها، فعفاش كان أمهر وأقدر من يستخدمها، ولكن رأيناه يخون الوطن والشعب وتضحيات الشعب اليمني، ويمد يد العون إلى المعتدين (السعودية والإمارات)، متناسيا دماء الشهداء وصراخ الأيتام وأنات الثكالى، فعلينا أن نبحثَ عن الأفعال لا الأقوال والشعارات لا تكفي.
ثالثاً: من يحاول أن يفعّل ويجنّد أبناء الشعب اليمني مع الباطل ولتنفيذ مصالحه الشخصية لن ينجح، فموقفه المبدئي والثابت هو الوقوف مع الحق وجهاد وصد الغزاة والمحتلّين لأرضه؛ ولهذا لم تلقَ دعوةُ عفاش للاقتتال مكانَها بين اليمنيين.
رابعاً: إذَا اتجه الناسُ، نفسياً وعمليًّا، لمواجهة الخونة والمعتدين وبمسارعة، فَـإنَّ الله يعينهم ويؤيدهم ويخلصهم من الفتن وشرها كما حدث في فتنة الرابع من ديسمبر 2017م.