إيقاف العدوان أهم من مصالحة الخليج
أحمد داوود
تمضي السعوديةُ نحو المصالحة مع قطر.. بالفعل إنها خطوة إيجابية، ومن ذا الذي يريد الشجار أَو الانقسام بين الإخوة العرب، الذين يتحدثون بلغة واحدة، وتجمعهم الكثير من القواسم المشتركة.
لكن ما يحز في القلب هو أن تأتيَ هذه المصالحة برعاية أمريكية، والكُلُّ يعرفُ مَن هي أمريكا، وسياسة أمريكا في المنطقة التي تقسّم وتفرق وتنزع المحبة من قلوب الإخوة، وهو ما يجعل المصالحة السعودية القطرية بجهود أمريكية كويتية محل استفهام.
ليس الاستغراب هنا من الجانب الكويتي، فبديهيٌّ أن تسارع الكويت لرأب الصدع بين دول مجلس التعاون، لكن غير المنطقي هو مسارعة واشنطن إلى هذه المصالحة، ونحن نعرف من هي أمريكا التي وصفها الإمام الخميني بأنها الشيطان الأكبر، وهي أفعى لها أنيابٌ سامة ولا يمكن أن تعطينا القُبلات، ومسكينٌ مَن يعتقد أن في أنيابها عسلاً.
وما نخشاه في اليمن هو أن تعودَ قطرُ إلى وضعها السابق لتجلدَنا بالسياط الأمريكية السعودية، وتعودَ في توحشها الآثم ضد الشعب اليمني، وهي التي انزوت قليلًا عن هذه الحرب وأعلنت ندمها عن المشاركة فيها، وسلمنا من أذاها في عهد خصامها وعداوتها مع المملكة المتوحشة.
لكن دعونا نفترض أن ما تم يأتي في إطار الندم وعض الأصابع، وأن هناك بالفعل نوايا حقيقيةً لردم الخلافات بين الرياض والدوحة، وأن الضميرَ الخليجي لا يسمح لهما بالبقاء في دائرة الخصام، فماذا عن العدوان والحصار المتواصلين على بلادنا للعام السادس على التوالي؟
هل ستكون المصالحة مدخلاً لإيقاف العدوان أم أنها ستكونُ صفحةً جديدةً لصَبِّ المزيدِ من النار على رؤوس اليمنيين الأبرياء؟
نحن نعتقد أن العدوان قد أعطى الكثير من الدروس للعدو السعودي، وأن الوقت قد حان للخروج من هذا المستنقع والنزول من أعلى الشجرة، وأن المصالحة مع قطر تستوجب على دول العدوان التفكير بجدية للاعتذار للشعب اليمني وإعلان الخروج من هذه الحرب المتوحشة، والتعامل مع اليمن كبلد جار يجب أن يحظى بالاحترام الكبير والمعاملة بالمِثل، وليس على قاعدة “تابع أَو متبوع”.
أمَّــا إذَا كان السيناريو هو الاستمرار في التوحش والعدوانية والحصار على بلادنا، فَـإنَّ المرحلةَ القادمةَ لن تكون وبالاً على السعودية فحسب، وإنما على منطقة الخليج برمتها، وحينها لن ينفع الظالمين الاعتذارُ أَو الندم!