عظمة نعم الله على الإنسان

|| من هدي القرآن ||

 

نِعَمَه عظيمة جدًا علينا، لكن أعظم نعمة له على الإنسان هو الهداية، نعمة الهداية، الهداية بدينه، الهداية بكتابه، الهداية بنبيه، هذا الدين الذي هو هدى، فنحن نقول: اهدنا أنت يا الله، اهدنا إلى صراطك المستقيم.

 

الدنيا مليئة بالطرق، وأنت لك يوم جزاء، وجزاء محدود، وجزاء حاسم، ونحن نثق بأننا بحاجة في حياتنا إلى هدايتك، هناك طرق قد نسير عليها فنضل في حياتنا، ونشقى كما ضل أبونا من قبل، كما شقي.

 

نحن نريد أن تهدينا إلى صراطك المستقيم، ونحن بحاجة إليك أنت مهما كثر المرشدون، مهما كثر الدعاة، مهما كثر الموعظون، نحن بحاجة إليك أنت أن تهدينا. أليس هذا دعاء يقوله المسلمون جميعًا؟ حتى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو يدعو: اهدنا الصراط المستقيم.

 

ولأن الدنيا هنا يمر الإنسان فيها بأحداث كثيرة، ومتغيرات كثيرة، ومواقف كثيرة، متعددة، وليس هناك موقف، أو قضية، أو حدث هو خارج عن إطار أن يكون حق، أو باطل، أن يكون فيه لله رضا، أو يكون مما يؤدي بالإنسان إلى سخط الله سبحانه وتعالى. فنحن بحاجة منك يا الله أن تهدينا في كل شئون حياتنا، في كل مواقفنا، أن تكون أنت ترعانا، نحن نريد أن تهدينا إلى صراطك المستقيم، لا نضل، لا نشقى.

 

من الذي يكون لديه هذا الشيء مهم؟ هو من هو مؤمن بيوم الجزاء، ومن هو مؤمن بأنه بحاجة إلى الهدى في الدنيا، أنه إذا ما انحرف عن هدي الله، وانحرف الناس عن هدي الله، سيضلون، ويشقون، ويعانون، وسيكون الشقاء ليس فقط من جانب أعداء الله.

 

لاحظوا نحن عندما نقصر، لا نستجيب لله سبحانه وتعالى، ما الذي يحصل؟ المفسدون في الأرض يعملون عملهم في الشقاء، والله سبحانه وتعالى من جانبه يمنع خيراته، يمنع بركاته، ويحول دون أشياء كثيرة؛ لأنه رآنا غير مستحقين، عقوبة لنا، فيكون الإنسان بإعراضه عن هدي الله جلب على نفسه الشقاء، سواء ما كان من جانب أعداء الله، وما كان من جانب الله عقوبة له على إعراضه عن هدي الله.

 

فالإنسان الذي يفهم أهمية الهدى، والآية نفسها عندما نرددها دائمًا هي تذكرنا أيضًا بأن قضية الهداية قضية مهمة، لماذا الله يأمرنا بأن نقرأ هذه السورة، والموضوع الرئيسي فيها موضوع الهداية. ألم يأخذ الكلام عن الهداية نحو ثلثي الفاتحة، موضوع الهداية هو أكبر موضوع داخل الفاتحة؛ لأنه أكبر موضوع داخل القرآن؛ لأنه هو الموضوع الرئيسي، الهداية.

 

القرآن من أجل هداية الناس، الرسول من أجل هداية الناس، كل ما جاء من خطاب من جانب الله، من توجيهات كلها تصب في قالب الهداية للناس، كل عمل الله بالنسبة لنا هو هداية، توجيهات للهداية. فجاء الحديث عن الهداية في سورة [الفاتحة] نفسها يأخذ أكبر مساحة داخل سورة [الفاتحة] التي هي نفسها تعبر عن محتوى القرآن بصورة عامة، وباختصار.

 

فمن يتأمل يجد أنه عندما نؤمر بأن نقرأ هذه السورة، وأهم شيء فيها هو: طلب الهداية، أي: أن الهداية قضية مهمة جدًا جدًا، أي: أنها قضية يجب أن نحرص عليها، وأن نبحث عنها وأن نبذل في سبيلها كل غال ونفيس، من أجل أن نهتدي. فكيف بالناس الذين تعرض عليهم الهداية بالمجان، كيف بالناس الذين طريقتهم طريقة صحيحة، وعقائدهم صحيحة، والهدى يقدم إليهم بسهولة، وهم لا يرون له قيمة، ولا يلتفتون إليه، ولا يعتبرونه شيئًا!

 

أليس هـذا كفر؟ كفر بأعظم نعمة أنعم الله بها على الإنسان. ولأن واقع الناس هكذا قال الله عن الإنسان: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس17).

 

كان الأنبياء يأتون إلى الناس فيقولون: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الشعراء109) يكاد أن يتفجر من الأسف، من الألم، عندما يرى قومه لا يهتدون، يوجههم، يهديهم، يعلمهم، يبصرهم، ويقول: أنا لا أسألكم أجرًا على هذا أبدًا. لا يلتفتون إليه ولا يبالون به!

 

نوح ظل في قومه كم؟ تسع مائة وخمسون سنة، ولم يستجب له إلا القليل القليل منهم؛ لأنه لا قيمة عند أكثر الناس لهداية الله؛ لأنهم لم يفهموا بعد أهمية هداية الله بالنسبة لحياتهم، وارتباطها بحياتهم. هذه هي المشكلة الرئيسية لدى الإنسان، وهي مشكلة نحن نعاني منها، نحن نعاني منها.

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

 

بتاريخ: 1423هـ

 

اليمن – صعدة

 

الله أكبر

 

الموت لأمريكا

 

الموت لإسرائيل

 

اللعنة على اليهود

 

النصر للإسلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى